المرأة السطحية .. هل تشكل أزمة في حياة الرجل؟
في عهد التكنولوجيا والعولمة التي غزت العالم اصبحت ثقافة المرأة ضرورة لابد منها حتى ان الرجال بدأوا يولون الثقافة والعقل عند النساء أهمية مساوية للجمال وأشارت دراسة أمريكية في العام 1980 الى أن الرجال كانوا يتزوجون نساء دون مستواهم العلمي، بينما اشارت نفس الدراسة في العام 2002 ان المستوى اصبح متقارباً بل ان النساء تفوقن على الرجال في نسبة التعليم، لذلك اصبحت المرأة المثقفة التي تتابع ما يجري حولها من قضايا هي اكبر اهتمامات الرجل ومحط اعجابه بعكس التي لاهم لها سوى متابعة آخر صيحات الموضة او التي لا تتعدى ثقافتها خطوطا محدودة مثل احمر الشفاه وملء خزانتها بأحدث خطوط الموضة. فهل تشكل المرأة السطحية ازمة في حياة الرجل؟؟ ولماذا يفضل الرجل المرأة المتعلمة والمثقفة؟؟
(السوداني) طرحت الموضوع لمعرفة الابعاد النفسية والاجتماعية له.
محمد كمال طالب المحاسبة يقول ان المرأة المثقفة تُعين الرجل كثيراً في تربية الابناء وتطويرهم بعكس السطحية التي تجعلهم أسيري الفضائيات والانترنت مع العلم بانها ثقافات ذات تأثرين ايجابي وسلبي فالمثقفة تكون مهتمة اكثر وحريصة على عدم تأثرهم بالجانب السلبي، ويوافقه محمد المنتصر بكلية تقانة المعلومات فيقول ان المرأة المثقفة والموظفة هي محط اعجاب الرجل ومصدر اهتمامه لان ظروف الحياة تتطلب ان تكون المرأة كذلك، فالسطحية تشكل ازمة جديدة اضافة الى ازمات الحياة اليومية سواء في العمل او تربية الابناء، ويضيف انا شخصيا افضل المثقفة. اما عبد العزيز عوض خريج علم الاجتماع له رأي آخر حيث يقول ان المرأة المثقفة هي الافضل في حالة يكون الرجل ذا تعليم عال فلا يمكن ان تتزوج المرأة المثقفة المتعلمة برجل اقل منها لأن لغة التفاهم تصعب بينهم فبذلك يشكل هو الآخر أزمة في حياتها لذلك يجب أن يكون هنالك توافق بينهم في كل النواحي بما فيها المستوى التعليمي، حتى لا تنعكس الازمة على حياة الأطفال، ويضيف لكن هذا لا يعني ان كل النساء غير المتعلمات سطحيات ويشكلن ازمة في حياة ازواجهن فقد تكون المرأة ذات التعليم البسيط مثقفة وتتابع ما يجرى حولها لكن نحن في عصر يتطلب ان يكون سلاح التعليم هو الاقوى.
“هذا يعتبر تغيراً ايجابيا في تفكير الرجل” هكذا ابتدرت الاختصاصية النفسية ندى عبد الحليم سعيد حديثها وتقول بانه ناتج عن التطور الطبيعي العلمي والثقافي داخل المجتمع السوداني بعد أن حدثت نقلة كبيرة في خروج المرأة للعمل والتعليم حتى المستوى العالي منه والمشاركة السياسية داخل الجامعات وصولا إلى البرلمان، كلها جعلت الرجل يفكر بطريقة مختلفة في بناء الحياة المشتركة باعتبار أن الواقع الآن يتطلب شريكة حياة بهذه المواصفات كي تستطيع الأسرة أن تُجاري متغيرات العصر، فالتربية الآن لم تعد تتسم بالأشكال التقليدية، كما في الماضي لأن الجيل الحالي مربوط مع كل العالم في ظل نظام العولمة عبر الثقافات واللغات المختلفة فهذا بالضرورة يتطلب مستوى معينا من الوعي لدى الوالدين لذا يحتاج الرجل إلى المرأة المثقفة لمساندته.
وتواصل الاستاذة ندى قائلة بأن هناك العديد من النساء في بقاع الوطن المختلفة خارج العاصمة وداخلها وهي نسبة ليست بالقليلة لم تتح لهن الفرص لتطوير أنفسهن ومواكبة هذا التغير ويتسم بمحدودية التفكير مما يصعب التواصل بينهم والرجال فيشكلن عائقا امام تطور المؤسسة الزواجية وتطور المجتمع ككل. وتختم حديثها بأن على جميع المؤسسات المدنية والحكومية العمل على ردم الفجوة ما بين تأهيل المرأة والرجل ليصبح هناك توازن بينهما على كافة الأصعدة ابتداءً من محو الامية انتهاءً بالمشاركة السياسية.
أجرته: بثينة دهب
صحيفة السوداني