الجسور بالخرطوم .. بطء فى التنفيذ
مبالغ مالية ضخمة فاقت الـ(500) مليون جنيه كانت قد رصدتها ولاية الخرطوم منتصف العام الماضى لاستكمال مشروعات التنمية بالولاية خصصت منها مبلغ (250) مليون جنيه لانفاذ مشروعات الطرق والجسورالتى بدأ العمل فيها منذ عهد الوالى السابق د.عبدالحليم اسماعيل المتعافى مثل جسور(الحلفايا – الحتانة، تأهيل جسرالقوات المسلحة ، استكمال الجناح الثانى من كوبرى توتى) انشاء كبارى جديدة مثل سوبا وام حراز اللذين تجري عملية فرزعطاءاتهما، ولكن لم يكمل د.المتعافى ما بدأه من جهود حثيثة فى تنفيذ مشروعات التنمية بالولاية، ليأتى استكمالها فى عهد الوالى الحالى د. عبدالرحمن الخضرالذى وقع عقب استلامه مهامه والياً للخرطوم عدداً من الاتفاقيات الجديدة مع بعض الدول العربية والآسيوية منها مصروتركيا والصين تتعلق باستكمال العمل فى البعض منها واعادة تأهيل البعض الاخر.
ولكن الملاحظ انه رغم استمرار العمل فى تنفيذ هذه المشروعات الا ان بطئاً فى التنفيذ ظل يلازمها حيث تجاوزالبعض منها مثل كوبرى الحلفايا- الحتانة السقف الزمنى المحدد لاستكماله، خاصة وان الوالى نفسه اعلن فى زيارة سابقة للجسرمع الاعلاميين في نهاية العام الماضى على ان يفتتح الجسر فى يناير الماضى تزامناً مع احتفالات البلاد باعياد الاستقلال، كما يلاحظ ان البعض من هذه الجسورلم يحظ بعمليات التأهيل الكاملة مثل كوبرى القوات المسلحة.
ويرى مراقبون للتنمية بولاية الخرطوم ان بعض الشركات العاملة بالطرق هى السبب الرئيسى وراء تأخر اكتمال الجسور بالولاية حيث توقع مع الولاية على فترة محددة ولكن حينما يقترب موعد التسليم تفتعل المشاكل مع الاستشاريين الهندسيين لصرف الولاية عن المطالبة بالتسليم فى الموعد المحدد.
ويتفق مع المراقبين فى هذا الاتجاه ما اظهره تقريرمدير جهازالمراجعة القومى عبدالمنعم عبدالسيد الحسين فى تقريره حول الاعتداء على المال العام بولاية الخرطوم الذى قدمه الاثنين الماضى بمجلس تشريعى الولاية اكد فيه توقف العمل بجسر (الدباسين) عزاه الى فشل شركة (اوزشين) الجهة المنفذة للجسر فى تكملته وفق المواصفات والمخططات المطلوبة، ورأى المراجع ان من اسباب توقف العمل بالكوبرى ايضا عدم طرح المشروع فى عطاءات عالمية للاستفادة من خبرة الشركات المقتدرة فنيا وماليا وميزة العرض والتكلفة، بجانب عدم استجابة المقاول للتعاون بينه والوزارة والمقاول البديل، فضلا عن ان العقد الذى ابرم مع المقاول كان مختصرا ولم يستصحب معه معينات العمل المطلوبة، مشيرا الى ان الكوبرى منذ توقيع عقده مع الشركة فى اغسطس العام 2007 م لم يكتمل، مخالفا فى ذلك حديثاً سابقاً للوالى يؤكد حسم الولاية لامر المقاول والاستشارى الذي اشارفيه الى وجود مشاكل فنية واجهت العاملين بالكوبرى تسبب فيها المقاول والاستشارى الا ان الولاية حسمتها باقالة الاثنين معا. وحول سيرالعمل فى انفاذ كوبرى الحلفايا- الحتانة تواصل شركة (يابى) التركية عملها فيه وهي الجهة المنفذة للمشروع بتمويل من بنك (ايكزل) التركى بلغ (30) مليون يورو.. ويبلغ طول الكوبري الكلى (910) كيلومترات و(6) مسارات عكسية ذهابا وايابا. وتشيرالتقاريرالولائية الواردة ان المراحل النهائية من العمليات الهندسية بالكبرى اكتملت بنسبة(95%) متوقعة ان يتم الفراغ من العمل بالجسرنهاية الشهرالحالى على ان يتم افتتاحه فى مارس المقبل. وكان د. عبد الرحمن الخضروالى الخرطوم قال فى تصريحات صحفية مؤخرا ان التنمية فى ولايته للعام الجارى ستركزعلى استكمال ما تبقى من المشروعات التنموية القائمة حاليا، مؤكدا انه سيولى قضايا الطرق والجسوراهتماما خاصا ضمن خططه التنموية لاهميتها البالغة فى فك الاختناقات المرورية بالولاية.
تقرير : عمار آدم
صحيفة الراي العام