مقالات متنوعة

مع ضياء الدين.. هبوط اضطراري..!!


مع ضياء الدين.. هبوط اضطراري..!!
يوم الأربعاء الماضي كنا ضيوفا في مناسبة اجتماعية في ديوان النفيدي.. حينما هممنا بالخروج صاح فينا رجل انتظروا جمال الوالي.. توقفت والتفت إلى الوراء ووجدت رجل الأعمال الضخم يتجه نحوي.. احتج الأستاذ جمال على زاوية تراسيم التي علقت على الأوضاع البائسة في بنك الثروة الحيوانية.. جمال أكد لي أنه لم يأخذ تمويلا من هذا البنك.. جادلت الرجل في القرض الذي ناله (عديله) صلاح إدريس قبل سنوات.. القرض قيمته ثلاثة ملايين دولار.. السؤال المباغت جعل الوالي يدافع حينا عن البنك وحينا عن صديقه صلاح إدريس.

حينما انهيت المجادلة قلت لأحد أصدقائي سيرد علينا الأخ الكريم ضياء الدين بلال.. ذات التوقع قلته في أحد اجتماعات هيئة تحرير صحيفة “التيار” عقب كتابة عمود (بنك جمال الوالي).. لم يخيب ضياء ظني وإن تأخر قليلا في الذود عن مخدمه جمال الوالي.. فقد كان ضياء في البداية مشغولا بالدفاع المباشر عبر الكتابة وعبر تجييش حشود من الأصدقاء للدفاع عن جمال الذي أضاع على الخزينة العامة ثلاثة ملايين دولار، أخذها صلاح إدريس، ولم يردها بعد.. إن كان صلاح من المعسرين الذين يملأون السجون لن نتردد في التعاطف معه.. ولكن إدريس يمتلك أصولا ضخمة وفي طريقه لشراء فندق فخيم يطل على شارع النيل ولا يبعد كثيرا عن القصر الجمهوري.. رغم هذا الثراء الفاحش لم تلاحق إدارة بنك الثروة الحيوانية هذا العميل قضائيا.. بنك الثروة الحيوانية بنك عام إذ تساهم فيه الحكومة بنحو (٦٠٪).

امس دعى الزميل ضياء الجمهور ليشهد عملية فضح الظافر.. في ذات المساء وفي سابقة غير مهنية كان ضياء ينشر بعض محتويات مقاله الذي لم ينشر بعد في (الواتساب) في مجموعة يقودها الأخ مجدي عبدالعزيز، نائب مسئول المراسم في رئاسة الجمهورية، وعضو مجلس إدارة السوداني، ومسئول دائرة الصحافة سابقا في المؤتمر الوطني.. انظر عزيزي القارئ كيف تتشابك المصالح في هذا البلد.

قبل أن ارد على كذب الزميل ضياء الدين، اود أن أسأله لماذا يستميت في الدفاع عن شركة كومون وهي شركة ذات نسب معلوم.. بل أسأله أن كان سمح لنفسه ذات يوم باستلام مظروف مالي من وزير دولة نافذ، أما أنا الفقير إلى الله فلدىَّ واقعة اشهدت عليها الجمهور يوم أن رددت رشوة أرسلها وكيل وزارة الصحة الأسبق.. وقبل أشهر معلومات كنت ارد ظرفا ضخما أرسله والي شمال دارفور. بل أنني ربما الصحفي الوحيد الذي أعلن ذمته المالية بعد عودتي من رحلة اغتراب في الولايات المتحدة.

ضياء ادعى بالأمس أن مسئولا نافذا ذهب معي لسلطات الأراضي لشراء قطعة استثمارية بعد أن منحني تخفيض بنسبة ٥٠٪.. اطلب من ضياء أن كان يستطيع نشر اسم هذا المسئول الذي لا يستحق الستر.. الحقيقة أنني اشتريت قطعة أرض استثمارية في حي الراقي غير صالحة حتى الآن للسكن.. حين اشتريتها لم تكن بها خدمات مياه أو كهرباء.. وحتى هذه اللحظة لم يسكن أحد الملاك.. الأرض المذكورة تقع غرب طلمبة بشائر في مدخل سوبا الشمالي.

كفاني عدد من القراء الرد على الزميل ضياء الدين الذي قال إن الظافر وآخرين نالوا تعاملات فوق الاستثنائية.. ذكر الأخ ضياء اسم شخصي الضعيف وتجاوز عمدا أسماء الآخرين لأنهم لم يهاجموا المثال الأعلى للعزيز ضياء.. الحقيقة أنني حينما هممت بشراء الأرض الاستثمارية وجدت أن سعرها أعلى من السوق، وطلبت من الوالي منحي تخفيضا ولم أنله حتى هذه اللحظة، وربما تكون هذه سانحة غير بريئة لأجدد التماسي للسيد والي الخرطوم.

هجمات ضياء الاستباقية لن تمنعنا من النظر داخل إمبراطورية جمال الوالي، التي بدأت بمصنع مياه غازية ناله بثمن بخس.. بين يدينا الآن تقرير أعده خبير اقتصادي مستقل عن الأحوال في بنك الثروة الحيوانية.. التقرير يرد على سؤال مهم لماذا صرف مستثمر خليجي النظر عن الدخول كمساهم رئيسي في بنك الثروة الحيوانية؟.

معركتنا ستكون مع الأصل أما الظل فلا.

الكاتب : عبد الباقي الظافر
تراسيم – صحيفة التيار