منى سلمان
وكان الإنسان .. نسّاياً

نضجت العلاقة بين الإثنين على نار المعايشة والعُشرة الهادئة، وتسبّكت طبختها على يد (احلام) الطاعمة .. تصارحا بالحب واتفقا على الزواج ثم تفاهما على تجاوز البذخ والبوبار في سبيل أن تجمعهما عشة صغيرة، وعندما عزّ عليهما جمع القش اللازم لبناء العشة، تراضيا مرة أخرى على أن يكتفيا بـ غرفة صغيرة في جانب حوش الرجال، تنازلت عنها أسرة (احلام) في سبيل تحقيق حلم الحبيبان ..
تزوجا زواج خير وبركة بأقل القليل، لأن (أحلام) اقتنعت بوجهة نظر (نزار) عندما اقترح عليها أن يصرفا ما جمعاه من مال قليل لشراء غرفة نوم فخيمة ترقى لتكون صومعة حبهما، وان ينفقا ما تبقى منه على رحلة العمر في شواطئ بحر العسل ..
عاد الحبيبان قبيل الفجر بعد شهر قضياه سباحة، بين أمواج السعادة وشعاب الهناء المرجانية في ثغر الشرق الحبيب، وتوجها مباشرة إلى مأواهما الجديد بمنزل أسرة احلام ..
كان العروسان يشعران بالإجهاد والتعب من طول السفر فخلدا لنوم طويل لم يستيقظا منه إلا قبيل المغرب بقليل، فكان أول ما فكّر فيه (نزار) أن يخرج لزيارة أسرته ليسلم على أمه وأخواته ويبلغهم خبر وصوله وعروسه بالسلامة .. حمل البشكير ودخل إلى الحمام ليغتسل ثم عاد للغرفة ولبس ثيابه وتعطر وهو يدندن بلحن شجي طروب، بينما جلست (احلام) على حافة الفراش تراقبه بعينيها الواسعتين وبريق من السعادة والرضى يشع منهما ليضيء وجهها الجميل ..
انحنى (نزار) وقبّل مفرق شعر (احلام) قبل أن يختفي ورا الباب وهو يقول:
أقعدي عافية .. ما حا أتأخر ما تفوتوني بالعشاء.
استسلمت (احلام) لسلطان الكسل الذي زاد بالسعادة التي غمرتها سلطنة، فعاودت الرقاد وأسلمت نفسها لحالة من السرحان والهيام لم تشعر معها بما حولها، حتى استيقظت من تهويماتها على صوت دوي صدمة قوية وصرير عجلات، أعقبه صوت صيحات قادمة من ناحية الشارع ..
للحظة أحست أن هناك يدا فولاذية تعتصر قلبها بشدة قبل أن تتمكن من الانتصاب واقفة على قدميها وتندفع ناحية باب الشارع القريب وهي تضع كلتا يديها على قلبها وتقول:
سجمي .. أوع يكون ده نزار ؟!!
تزاحمت (احلام) على الخروج عبر البوابة مع أشقائها الصغار الذين قدموا من الداخل على وقع صوت الصدمة، فكان آخر ما وقعت عليه عينيها هو مشهد جسد (نزار) المسجي تحت عجلات حافلة متهورة، كان سائقها يعبر شوارع ذلك الحي الهادي بسرعة وإستهتار، عندما واجهته حفرة كبيرة فحاول تفاديها ولكنه انحرف إلى جانب الطريق حيث كان (نزار) يسير، لتكتب بعجلاتها نهاية سوداوية لمولود الهناء في مهده قبل أن يكمل الأربعين ..
طوال ليل تلك الليلة الطويلة تارجحت (احلام) بين اليقظة وكوابيس الأحلام .. تفتح عينيها لتنظر لجلبابه المبتل ببقايا ماء استحمامه وبشكيره الملقي على جانب الكرسي، فتتيقن بأنه حتما سيعود ليلحق معهم العشاء، ولكنها سرعان ما تلتفت لتجد الجميع من حولها في ذهول وأصوات العويل والصراخ تصم الأذان، فتغمض عينيها مرة أخرى عساها تخرج من هذا الحلم المزعج ..
ما بين قوالات (كراع العروس الحارة) وتكهنات عن (وجهها الشؤم) التي تناقلتها وكالات الاستخبارات الحريمية، وبين خوف الأهل والأحباب على (احلام) من أن (تفك منها) حزنا على زوجا لم تهنأ بصحبته، مرت أيام العزاء الأولى التي كانت (احلام) تقضي نهاراتها، في السرحان والصوم عن الكلام، حتى يحلّ المساء لتعاود الجراح نزفها مع ساعة المغيب الذي غاب معه (نزار) إلى الأبد، فتصرخ وتشد شعرها وهي تنادي على حبيبا لا يجيب، ثم جاء النسيان وحلّ محل الحزن على خجل …..
عادت (احلام) بعد انقضاء شهور عدتها للعمل، ومرت أيام تلتها أيام، وعندما تكاملت عامان، كانت (احلام) تجلس على الكوشة توزع البسمات على المهنئين بغير حساب، وبجوارها يجلس (سعيد) الزميل السعيد الذي كان ثالثهما في المكتب !!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com



حسبي الله عليك يااااااااااسعيييييييييييد وعلى أمثالك
وحرام عليك يا منو قطعتي قلبي على نزار ……
دمتي لنا يا ست الصحافة وأميرة البنفسج
تسلمي اختي مني سليمان علي ابداعاتك الراقيه ويديك الف صحه وعافيه وانا من المحبيين لقراءه كل صغيره وكبيره لقلمك الجرئ في التعبير وان دل وانما يدل علي صفاء كونقائك وبارك الله الله فيك وجزاك الله عنا كل خير وانا في بلاد الغربه مافي منتفس عندنا الاعمودك الراقي وانا من المحبين والمداومين علي قراءه عمودك بارك الله فيك
المــــات فقد روحو الزمن دا زي ما عارفه :lool:
لكين واصلي ابداعات بحب اقرا مقالاتك شديد
هذه تعتبر قصة تراجيدية لانها تعبر عن نهاية مؤلمة وقد تحدث فى هذه الدنيا لانها واردة فى كل لحظة مثل هذه القصص تجعل القارىء يتالم وهذا يدل على براعة الكاتب من خلال سرده للقصة ومن خلال اختصار الاحداث فى القصة القصيرة تدل دلالة واضحة على طريقة الرد المتدرجة والمنطقية لا يستطيع المرأ ان يضيف شيئا
عارفة المصيبة سعيد دا مايتم معاها الاربعين يأم الرئ , اديك الف الف عااااااااااااااافية
الأستاذة منى القصة رائعة وكما سبقت وان طلبت منك ان تحاولي تخرجي من المحلية الى العالمية باختيار الالفاظ والعبارات العربية وترك اللهجة السودانية.
بالاضافة الى انتقادي لك في جملة (دخل الى الحمام ليغتسل) حيث ان الغسل مربوط بالجنابة فكان الأحرى استخدام عبارة اخرى تفيد الاستحمام
ولك الشكر والتقدير
كان كده النزح كرسيني من قدام البت القدامي دي ما تلحقني نزار
الف رحمة ونور على روح نزار شهيد الواجب – وسنة الحياة حزن وفرح واهو الحياة ماشة واحلام امتص منها الزمن فقد الحبيب نزار – ويا حليل حسين اوع العيون الواسعة دى توديه وتوصله لى امات طه – تحياتى لك المنينة يا صاحبة القلم الندى
كما كانت احلام إحدى الشريكين الناسي فكانت سلمى وزوجها سليم الذي سكن الحب قلب كل منهما الاخر حبا جعلهما يتعاهدان اذا مات احدهما ان يحفظ الود من الطرف الباقي للطرف المفارق للحياة ، وسارت مركب الحياة بينهما من غير عواصف ، وفجأة جاءت لسلمى الرياح بما لا تشتهي سفنها فصعقت بموت زوجها سليم فتجمدت أوصالها لنبأ وفاته ودخل الحزن لسويداء قلبها الأبيض ، إلا أخواتها من جنسها صرن يدقن دف النسيان لكى تنسى سليم وتشوف شبابها فهي غضة الطرف والبنان ومليحة بنات زمانها ، فتأكل الحب القديم من قلبها حتى قبلت بالزواج ممن تقدم اليها ، وقبل ليلة زواجها اخذن صوحيباتها يعدنها لكي تزف لزوجها الجديد وبلاش الحب والريد على كلام الكاشف وعلى مقال المثل المحلي الحاضر أبقى من الغائب . اخذت سلمى تغط في نوم عميق لأنها كانت متعبة فرأت أن زوجها سليم أتى ومعه جمع غفير يتبعه ويشير لدارهما التي جمعت بين حبيهما فقال لمن معه وهو يشير لتلك الديار
حيوا الديار إلا سلمى فلا تحيوها *** قد نست العهد وظنت أن اهل القبور في تواريها
فقامت سلمى منزعجة لترفض إتمام الزواج لتحافظ على عهدها وحبها القديم ، ما اجمل الوفاء يا سلمى
ا:eek: 😮 😮
دي شنو موضوع الحزن الجبتيوه لينا دي خوفتينا من بنات المكاتب:rolleyes:
منينه يا ختي والله بتعرفي للقص والرص ده جنس عرفه لدرجت البشكير الواقع جمب الكرسي ما خليتي,الله اطول في عمرك واخلي ليك سيد الاسم يا بت سلمان
دائما أرد أو أعلق بعد قرائي للتعليقات على الموضوع أو المقال وفي هذا المقال تجلت قصة الحب التي أراد الله لها النهاية وهذه سنة الله في كونه لا تلام إحلام على زواجها من سعيد فالساقية مدورة دواليك فيوم فرح ويوم كره وهكذا ولفت نظري أي الأخوة المعلقين ومطالبته لك بترك العامية والكتابة باللغة العربية ولا أدري أي تناقض في ذلك فأستاذنا الكبير الطيب صالح رحمه الله ما عرفوه الناس في أصقاع العالم بغير العامية الموقلة في العادات والنسيج الإجتماعي في رواياته كلها فما أظن في زول طالبة بالكتابة بغير العامية ممكن أحيانا بعض القراء لا تسعفهم الثقافة المحلية أو التعابير المحلية خالصة فسيري وعين الله ترعاك .
طيب احلام قعدت سنتين بدون زواج
يعنى لو العكس حصل ما كان بختار عروسه من العزاء !!!!!!