احمد دندش

احتكارية النصري (3)


[JUSTIFY]قلنا بالأمس إن النصري ارتكب أكبر غلطة في تاريخه الفني وهو يقوم بـ(الاتكال) على الشركات فيما يختص بتنظيم حفلاته، فتلك الشركات تعمل على مبدأ (الربح) دون أن تمعن النظر جيداً في موقع الفنان الآني، أي بمعنى أن معظم شركات تنظيم الحفلات تسعى لتحقيق أرباح طائلة ويمكن أن تضع (التسعيرة) التى تناسب طموحها على فئات التذاكر دون أن يمتلك النصري الحق في الاعتراض، لأنه وببساطة مقيد بعقد احتكاري، ذلك العقد الذي يجعله يتغاضى عن تذمر الجمهور بارتفاع فئات التذاكر ليس لأنه (راضٍ) بذلك، ولكن لأنه لا يملك في الأصل حق الاعتراض، وبذلك يبدأ الجمهور رويداً رويداً في مخاصمة الحفلات، وتنهار جماهيرته بسرعة أكبر من المعتاد، خصوصاً إن كان فناناً يصنف نفسه من ضمن فناني (الغلابة) و(الغبش).
اختتم اليوم هذه السلسلة من المقالات برسائل في غاية الأهمية وأتمنى ان يمنحها النصري الاهتمام اللازم، وفي مقدمتها قراءات (استباقية) لما يمكن أن يحدث في المستقبل إن أصر النصري على مواصلة ذات طريق (الاحتكار) ورفض الاستقلال بنجوميته وتحقيق ذاته بنفسه، وأول تلك القراءات هي أن نجومية النصري ستتراجع بقدر كبير جداً لأنه وببساطة لا يملك حق الاعتراض على أي خطوة يمكن أن تقدم عليها تلك الشركات، فيمكن مثلاً أن تضع إحدى الشركات (تسعيرة) تبلغ مائة جنيه لحفلاته في المستقبل، الأمر الذي يتنافى تماماً مع توجهات ومبادئ النصري ومع إمكانات جمهوره كذلك، ويمكن أيضاً أن تلجأ تلك الشركات إلى اقتياد النصري للغناء في أماكن لا يرغب هو في الأساس بالغناء فيها، وبذلك يفقد أهم مميزات الفنان وهي الإحساس الذي سيضيع بلا شك وفق (مزاجية المكان).
القراءة الثانية لما يتوقع حدوثه في حال استمرارية احتكارية النصري هي أن يحافظ النصري على جمهوره كما هو، لكنه سيفقد وبلاشك الهوية كنجم جماهيري، وسيظل يدفع فاتورة تلك الشركات فقط، بينما تتكالب فواتير (مديونياته الذاتية) وسيفشل لامحالة في تحقيق أي إنجاز شخصي وسيظل (رهينة) لتلك الشركات، وسيجد نفسه ذات صباح (مجبراً) للتعامل معها لأنه لايملك أي أساس في إدارة نجوميته وبالتالي يمكن أن يتعرض للكثير من أنواع (الاستغلال) من قبل تلك الشركات، وفي مقدمتها تخفيض أجره خلال الحفلات، ليصبح النصري بذلك (مجبراً لا بطل).
ختاماً اتمنى أن تجد سلسلة هذه المقالات التي أفردنا لها المساحة لثلاثة أيام متتالية صدًى ايجابياً يسهم في تصحيح مسيرة ذلك الفنان الجماهيري والذي نكتب من أجل مصلحته في المقام الأول، ونكتب من أجل مصلحة جمهوره في المقام الثاني… ألا قد بلغت…اللهم فاشهد.
شربكة أخيرة:
غداً أحدثكم عن فنان (محظوظ جداً) اسمه مصطفى السني…ترقبونا.

صحيفة السوداني
[/JUSTIFY]