تحقيقات وتقارير

الأطفال: الإنتخابات مثل الإمتحانات وكأس العالم


بشئ من الحزن نأخذهم من ذلك العالم الملائكي الذي يحيطهم لنلقي عليهم اعباء مشاكلنا السياسة اليومية وحراك الإنتخابات الحامي الذي تشتد جذوته كلما اقتربت ساعة الصفر الإنتخابي.. إقتحمنا عالمهم الطفولي الخالي من صبغات (المصلحة) التي تتدرج ألوانها حسب الطلب هذه الأيام لنسألهم عن الانتخابات.
بعض اولئك الاطفال أخذ يجاري أسئلتنا بشئ من الإستفهام والدهشة وتعابير هي أكثر من ان توصف، وعرف أحمد (12) عاما معنى الإنتخابات بأنها مثل الإمتحانات والفرق ـ كما يرى- انها تشمل (الناس كلهم) وتكون كل فترة في بلد (زي كأس العالم)، لأنه سمع بانتخابات في أمريكا وفي دول أخرى، سألناه: كيف؟ فأجاب: يعني زي ما امريكا إمتحنت، السودان حيدخل الإمتحان برضو. ويا ينجح يا يسقط..!! وبصورة آلية اصطفت امامي صور مرشحي الأحزاب عقب كلمات أحمد، وحضرتني عبارة (يوم الإمتحان يكرم المرء او يهان) التي اعتدنا على ترديدها أيام الدراسة.
أما جهاد (12) عاما أيضا فبدا اكثر ثقة وهو يقول: (طبعا الإنتخابات لازم يتعمل ليها إعلان لأنها بتكون لي ناس كبار، ولأنها مهمة، وبعدها الناس بتصوت للشخص الكويس)، سألناه: طيب رأيك الأفضل إنو الجنوب ينفصل بعد الإستفتاء، ولا يكون سودان موحد؟ قال: طبعا الأفضل يكون واحد.. ليه؟ لأنو إذا اتقسم السودان ما حأكون سعيد وأنا برسم خريطة جديدة غير الخريطة الإتعودت عليها.. وهنا يقاطعه أحمد بتأكيده على انه أيضا يتفق مع جهاد، إضافة إلى انه لا يريد أن تغادر أستاذة (سيسليا) إلى الجنوب حال الإنفصال، لأنه يعشق حصة التربية البدنية التي تدرسها لهم.
آمال وأحلام هؤلاء الاطفال لا تعدو ألا يخلو جدول الحصص من التربية البدنية، وان يتمسك الشمال بالجنوب والعكس حتى يتمكن صديقهم وقائدهم (سبت) من اللعب معهم ضمن فريق كرة القدم بالمدرسة ليفوزوا بالكأس. وببساطة يتجلى توقهم للإستقرار عندما يشير أحدهم إلى مرشح الرئاسة عمر البشير وهو يقول: بالنسبة لي البشير أحسن زول لانو وهو رئيس ما في حاجة كعبة حصلت وما معروف إذا حكم أي رئيس تاني يحصل شنو؟.. خطت كلماتهم امنيات للوحدة والسلام والإستقرار لكن على طريقتهم.. ألف با تا الإنتخابات.

صحيفة الراي العام