مقالات متنوعة
خالد حسن كسلا : حلف «مناوي وخليل» في فتنة الجنوب
الفكرة هي طرح اندماج حركتي العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم «ابن الزغاوة».. وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي «ابن الزغاوة».
أما حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور فقد تم إبعادها من هذه الفكرة.. بالرغم من أن عودة الوحدة بين مناوي وعبد الواحد من ناحية سياسية ومبادئ وأفكار مفترض أن الأولى من فكرة دمج حركتي العدل والمساواة وحركة تحرير السودان جناح مناوي اللتين لا يجمع بينهما غير وحدة القبيلة.
فهل راعت حكومة جوبا لهذا الأمر؟! أم هي أصلاً فكرة الخبراء الأمريكان والإسرائيليين الذين يسيطرون على خطط الحكومة الجنوبية، ويحافظون بذلك قدر الإمكان على التوازن الميداني الحربي بين سلفا كير ومشار وإن شئت قل بين الدينكا والنوير. فإذا حسمها سلفا كير أو مشار وعاد الاستقرار، فإن الدولة الجديدة النفطية ستزدهر، وهذا ما يسوء أهل المؤامرة الأجنبية ضد شعوب إفريقيا التي يرونها لا تستحق التقدم.
وقوات مشار التي تضغط بقوة على قوات سلفا كير وتضرب دباباتها وسياراتها ذات الدفع الرباعي، يمكن أن تجد الحسم على مستوى القيادة وصف حاملي الأسلحة الثقيلة من واشنطن، إذا قلنا إن استنفار قبيلته لا تستطيع واشنطن وغيرها احتواءه. لكن الخطة الأجنبية واضحة، وها هي تضم في إطارها حركات تمرد دارفور، وتطرح دمج الحركات التي تنتمي عناصرها لقبيلة واحدة في حركة واحدة. فالقوى الأجنبية كان أحرى بها أن ترغم مناوي للعودة لعبد الواحد «قرنق الغرب». لكنها فهمت أن في دارفور نسبة القبائل العربية تفوق السبعين بالمائة، لذلك تمرد كل الحركات هناك حتى ولو بلغ عددها مائة حركة لن يحقق غرضاً أجنبياً يمكن أن تحققه حركة واحدة جنوبية تحارب الخرطوم.
واشنطن بدأت تفهم ما معنى «الحركات الإسلامية في الدول الإسلامية».. وما معنى قدرتها على الفوز في الانتخابات. لذلك فكرت في استبقاء اليوناميد في إقليم دارفور بدلاً من الحركات المسلحة التي أرادت لها أن تحارب مع حكومة سلفا كير حالياً. وتدعم هي في نفس الوقت مشار، وتستمر المباراة الحربية الطويلة بصورة متكافئة فيسقط ملايين القتلى والجرحى ويتسع سوق المنظمات الأجنبية. وتتوافر موارد أحشاء أرض الجنوب لمستقبل «أبناء الخواجات واليهود».
إن واشنطن عرفت أن «الحركة الإسلامية» في كل دولة تفهم نياتها هي وصديقاتها تماماً.. لذلك تجد واشنطن في القاهرة لا تريد أن تحمل «وجه القباحة».. فتقوم باقتلاع نظام ديمقراطي على رأسه رئيس منتخب بأكثر من خمسين بالمائة هو الدكتور محمد مرسي، كما فعلت مع صدام وقبله الملا عمر وبعدهما باركت مساعدة فرنسا لاقتلاع القذافي بيد «إسلامية».. «وهنا استخدام الإسلاميين في مكان ما ووقت ما لضرورة ما».
وذلك لأن أي سلوك كهذا ضد نظام انتخابي يبقى وصمة عار تاريخية. وقديماً لم تستعمر أوروبا الحجاز وإثيوبيا بسبب ديني بحت. لكنها انكسرت أمام الشعب الأفغاني طبعاً وقتذاك. فقد حمل «وجه القباحة» في مصر الجيش المصري وقام بالانقلاب العسكري الذي كان أقسى من احتلال نابليون لمصر. فذاك ليس ابن مصر.
«وظلم ذوي القربى أشد مضاضة… على المرء من وقع الحسام المهند».
لذلك في الجنوب «الديمقراطي شكلاً الآن» لا تريد واشنطن أن تظهر بقراراتها وقواتها لحسم الأمر. فهو قد انفصل وانتزع من سلطة الإسلاميين في الخرطوم منذ عام 2005م. ووجه القباحة الآن تحمله يوغندا وحركات دارفور. وها هي يوغندا تريد توريط الزغاوة بحلف مناوي وخليل في حرب معقدة الصورة القبلية فيها هي الأقوى.. وثمارها تجنيه القوى الأجنبية وتشعر الصين بالمضايقة الاستثمارية.[/JUSTIFY]