عثمان ميرغني
لم ينجح أحد!!
بصراحة (لم ينجح أحد) في المشهد السياسي.. ليس بالتحليل بل بعبرة النتائج والإنجاز.. وتكون المصيبة إذا تصور أحد أن حالة (الفشل العام) هذه يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية..
سُنة الله في الأرض أن لكل أول نهاية حتى الفشل نفسه.. مهما بدا ممطوطاً بلا نهاية فله آخر معلوم ومحتوم.. ولا ينبغي أن يبني حزبا أو يراهن على أن بقاء الحال على ماهو عليه هو ضرب من النجاح أو (التكتيك) السديد.. هذه نظرة قصيرة تعتد بما تراه تحت الأقدام.. لا أكثر.
هناك خلل كبير وظاهر للعيان. في كامل جسد الدولة السودانية الآن.. يمكن تداركه فقط إذا كانت هناك قدرة على الإقرار بوجود هذا الخلل.. لكن الواقع السائد معتل بأحاسيس (عين الرضا.. عن كل عيب كليلة..) الحزب الحاكم فرح بسريان حالة (الانتخابات) والتي مع قفل باب الترشيحات أو إعلان المرشحين أمس بانت نتيجها كالشمس.. بل أتوقع أن يكون غالبية المرشحين استدانوا – على حساب مرتب البرلمان- لشراء خروف (الكرامة) احتفاء بالفوز المبكر.
تشخيص الحالة السودانية الآن يوضح أن حالة (التفاصم) بلغت ذروتها.. تفاصم بين الشعب والحكومة وحزبها الحاكم.. وأقوى برهان على ذلك الأثير الحُر المفتوح في مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر رسائل الواتساب.. وهي الوسائط التي تكشف – مثل صورة الرنين المغناطيسي- بواطن النفس الجماهيرية..
من فرط اليأس في الإصلاح.. صنع الشعب لنفسه وطناً افتراضياً غير قابل للسيطرة على ضميره.. فيه يعبر عن ذاته ويفرغ آلامه ويرفع آماله.
والحكومة على علم بما يدور في (الوطن الافتراضي).. بل ربما هي أحرص من يطلع عليه كل يوم.. لكنها تعزي نفسها بأن (اللعن) هو ضرب من المؤامرة الدولية.. أو من (الطابور الخامس) من المخذلين أو موالي الأعداء.. و(الغضب) الأثيري هو محض تنفيس يساعد على استدامة حالة (يبقى الحال على ماهو عليه) إلى أطول ما تيسر..
صدقوني.. بقاء هذا الحال على ماهو عليه.. مستحيل..!![/JUSTIFY]