الذهب .. كرت انتخابي رابح بنهر النيل
بدخول مرحلة الحملة الانتخابية فتحت الاحزاب السياسية بولاية نهر النيل ابواب دورها المغلقة لسنوات ونشطت في تفعيل نشاطها السياسي، لجمع قواعدها وانصارها ودشن عدد منها لحملاته الانتخابية.
—
وطالب رئيس اللجنة العليا للانتخابات بالولاية الاحزاب والمرشحين لممارسة قانونية واحترام الآخر بالبعد عن التجريح والاساءة والمشاحنات خلال الحملة الانتخابية، مذكراً انها فرصتهم لطرح برامجهم للمواطن، والتزم رئيس اللجنة بتوزيع الفرص المتساوية لكل المرشحين والاحزاب عبر الاجهزة الاعلامية (إذاعة وتلفزيون الولاية) وتهيئة مناخ آمن ومثالي، وقال: نراهن بأن مرحلة الحملة الانتخابية للولاية ستتم بصورة مثالية نفاخر بها.
من جهتها دشنت شرطة الولاية خطتها لتأمين الانتخابات، وأكد مدير عام الشرطة الولائى بأنه تم توزيع القوات على محليات الولاية السبع وتوفير احتياجاتها من الامدادات، مشيراً بأن المركز يؤمن حاجة الولاية لأي امدادات جديدة في اي وقت، وان ما قامت باستعراضه الشرطة خلال التدشين الزي الواقي الجديد، سيعمل على حماية افراد الشرطة، عند مكافحة اي اعمال شغب، وكشف مدير عام الشرطة عن اعداد (1000) مستجد لشرطة الطواريء تحسباً لاحتواء اي احداث خلال العملية الانتخابية.. مشدداً على ان التأمين والحماية للجميع، احزاباً ومرشحين وناخبين دون تمييز.
كما اصدرت الآلية الاعلامية لادارة الحملة الانتخابية بالولاية قراراً يلزم ادارة العقيدة والدعوة بمنع استخدام منابر الدعوة والمساجد لاغراض الدعاية الانتخابية لصالح الاحزاب السياسية أو أي مرشح كان مستقلاً أو حزبياً، وذلك على خلفية ما شهده احد مساجد الولاية الجمعة قبل الماضية من احداث بسبب احتجاج مصلين على حديث امام المسجد حول الانتخابات. والذي وصفه شهود عيان من المصلين بعدم الحياد، وقد تم احتواء الحادثة التي وان كانت محدودة إلاّ انها تظل الثانية في سجل العنف الانتخابي، بعد محاولة اختطاف رئيس لجنة الانتخابات بالولاية ليلة اغلاق مرحلة الترشيحات يناير الماضي.
وأعلن مولانا جمل أحمد الطيب – مدير الادارة القانونية بالولاية عن انشاء نيابات خاصة بالمخالفات الانتخابية بالتنسيق مع شرطة الولاية، وتمت مراعاة التوزيع الجغرافي لهذه النيابات والتي تختص بالاساليب الفاسدة، وأكد ان التحري والفصل في المخالفات يتم خلال اسبوع كحد ادنى، مع حق الاستئناف لدى رئيس النيابة العامة بالولاية خلال (48) ساعة، مبيناً ان هناك حالات يحق للمدعي العام فحص الاجراءات الخاصة بها اذا وجدت اشياء لم تظهر خلال التحري، هذا وشرعت الاجهزة الاعلامية بالولاية في انفاذ برمجة خاصة بتسجيل وبث اطروحات وبرامج الاحزاب والمرشحين الانتخابية والتي جاءت متشابهة وان كان اغلبها متطابقاً تماماً، كما يشير بأن الكل على دراية بحاجة مواطني الولاية ومكامن القصور مما جعل مرشح حزب الأمة لمنصب الوالي د. عوض الكريم بخيت سلمان يعترف بتطابق البرامج الانتخابية، ولكنه قال ان الاختلاف في منهجية التنفيذ والوسائل التي من خلال المؤشرات يستخلص منها الحلول.
ابتدر المؤتمر الوطني تدشين الحملات الانتخابية للاحزاب باستاد الدامر الذي جمع مؤيدي الحزب من كل انحاء الولايات، حتى ان مؤسسات الخدمة المدنية افرغت ما في جوفها من عاملين عدا القلة.
ويبدو انه يجد دعماً كبيراً من الاحزاب المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية، خاصة في منصب الوالي بعد سحب محجوب محمد عثمان مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي (الهندي) ترشيحه لمنصب الوالي وعدد من المرشحين المستقلين، وحضر الحملة الهادي أحمد عبد الله مرشح منصب الوالي ود. نافع علي نافع مرشح الدائرة (6) لمقاعد شندي الشمالية بالمجلس الوطني ومرشحو الحزب لمقاعد مجلس تشريعي الولاية.
أما برنامج الوطني الانتخابي فلم يحمل اية مفاجآت فهي برامج مطروحة اصلاً لدى الحكومة والحزب على سدة الحكم.
أما حزب الامة القومي فقد دشن حملته الانتخابية بميدان تلفزيون الولاية بعطبرة بعد موكب حشده له انصاره، طاف مدن الدامر وعطبرة وكأنهم يقولون (لا تستهينوا بنا)، وخاطبه الامام الصادق المهدي عبر الهاتف مركزاً على القضايا الكلية سلام دارفور واستفتاء تقرير المصير للجنوب، والتزام بتوظيف علاقاته مع المجتمع الدولي للخروج من دائرة قرارات الجنائية واعفاء ديون السودان الخارجية وازالة ما لحق بالبنية من ضرر والعمل على حمايتها، وقد بدا واضحاً ان الاحزاب (المعارضة) وظفت قضايا المفصولين من الخدمة والخريجين وخلع جذور الفساد المالي والاداري وتهجير المتضررين من قيام السدود لصالح برامجها الانتخابية..
أما الذهب فقد استثمرته الاحزاب والمرشحون كرتاً رابحاً في ماراثون الانتخابات بالولاية. فقد وجد صدى واسعاً وسط المواطنين، وقال د. عوض الكريم بخيت مرشح حزب الأمة لمنصب الوالي خلال حملة الحزب ان الابحاث والدراسات الجيولوجية اثبتت ان الولاية مستودع للذهب وسنعمل على حرية التنقيب.
ولكننا لا ندري ان كان المواطنون يصدقون هذا الحديث ام لا، كما أننا نشاهد بعين المراقب اشخاصاً بعينهم حضوراً في كل انشطة الاحزاب بالولاية ولا نستطيع الجزم بتأييدهم لاي منهم.
وقد خلت الساحة الانتخابية من اي تحالفات معلنة حتى الآن بين الاحزاب المعارضة رغم تصريحات الاحزاب سابقاً بأن التحالف عنصر استراتيجي لخوض الانتخابات، ولكن يبدو ان الواقع الانتخابي خرج عن احتمالات الاحزاب نفسها وربما احدث خلافاً في وجهات النظر، فمازالت الاحزاب تحتفظ بمرشحيها في المنافسة ولكن لا تضمن ما يحدث غداً في الواقع الانتخابي والسياسي المتقلب.
تقرير: سارة جاد الله
صحيفة الراي العام