تحذيرات من ارتداء الملابس الضيقة ودعوات لمنعها
ما هي أسباب انتشار ثقافة الملابس الضيقة وسط الفتيات هل هو غزو ثقافي؟. فبعض الفتيات يرتدين ملابس لا تتناسب مع بنيتهن الجسمانية وقطعاً ان هذه الموديلات لم تصمم لهن. يا ترى هذا تقليد للقنوات الفضائية المنفتحة أم قناعات شخصية بهذا الزي وبالذات ان المرأة هي الأم والجزء المؤثر في المجتمع. وما هو رأي الطب في ذلك وهل يتسبب الزي في الاصابة ببعض الامراض أم لا؟ وما رأي الشرع والشريعة، حيث عزا الكثيرون هذه الظاهرة لعدم وجود الرقيب القوي (الأب) وفقدان السيطرة على أهل بيته ففي هذا التحقيق نبحث:-
مسوؤلية الوالي:
ترى سناء محمد أن الملابس الضيقة مظهر غير لائق رغم انتشارها وسط الفتيات حتى كادت ان تخلو الاسواق من الملابس الفضفاضة. وقالت: (لا اعرف ما هو المغزى من ارتداء ملابس بهذا الشكل) وعزت ذلك لعدم وجود الرقيب القوي في المنزل وفقدان الاخ والاب والزوج السيطرة على هذه الظاهرة التي اصبحت لا تخفى على الناظر للشارع العام وقالت: (يجب على اولياء الامور توجيه المرأة وابداء الملاحظة على الزي غير المحتشم والمنظر المحرج شرعاً في ذات الحين والممنوع طبياً لتسببه في كثير من الامراض. وقالت بسؤال عن رأيي في ارتداء البنات للملابس الضيقة تذكرت ونحن على خشبة مسرح المدرسة زمان مسرحية كوميدية يقول مطلعها مرة اقول معذورة امكن القماش قصر والله الترزي بتعلم ضيق في القماش اكثر لكن لقيتو شيء ما عادي ما يستحمل تقول ايه الحجاب ما جاي والله الناس بتستهر. وتوافقها الرأي نجلاء عباس استاذة اعلام بكلية شرق النيل الجامعية، حيث تقول ان الملابس الضيقة هي نوع من التقليد الاعمى للاسف وهي لا تتماشى مع مجتمع اسلامي وفي ظل التدهور الاخلاقي فان مثل هذه الملابس الوافدة التي عمت الشارع السوداني تؤدي لكثير من المشاكل الاجتماعية، التي تؤدي إلى الانحطاط الاخلاقي وسط الشباب وانتشار الزنا والبعد عن الدين. ومن الملاحظ انتشار ثقافة الزي الضيق بين البنات، هذا في اعتقادي غزو ثقافي يرسل عبر وسائل الاعلام المرئية للشعوب الاسلامية لخلق جيل منحل دينياً، أما في جانب المظهر فإن هذه الملابس لا تتماشى مع البنية الجسمانية للفتاة السودانية.
الفطرة السليمة
ويقول راشد عبد الرحمن (موظف) ان الملابس الضيقة تشوه جسم المرأة وهي عكس الفطرة السليمة، وهذا اللبس نتيجة للتقليد الاعمى بين الفتيات لبعضهن البعض وكذلك تقليد الاجنبيات، وارجع هذا إلى ضعف الوازع الديني وانعدامه. ويرى ان الزي الخليع وغير المحتشم يفقد المرأة احترام الناس لها وان الملابس المحتشمة تتناسب مع طبيعة الحياة وتجنب البنات المعاكسات في الشارع العام.
قد تسبب العقم
من جانبه استنكر دكتور ابراهيم محمد أحمد اختصاصي النساء والتوليد لبس الفتيات السودانيات لملابس لا تتناسب مع احجامهن لانها مخصصة لاخريات، اضف الى ذلك فهي لا تتناسب مع المباديء والقيم والدين الذي نشأت عليه الفتاة المسلمة ناهيك عن الاعراف وتقاليد مجتمعنا المحافظ، واشار لدراسات طبية حديثة اثبتت ان ارتداء الملابس الضيقة في فترات المراهقة قد يسبب ما يعرف بالتهابات بطانة الرحم، وهي حالة مؤلمة قد تسبب العقم ونقصان الخصوبة عند النساء، كما ان الضغط قد يؤدي لتراكم الخلايا من بطانة الرحم في منطقة اخرى في الجسم مسبباً الالتهاب. ويرى الدكتور ابراهيم ان تغيرات الضغط المتسببة عن الملابس الضيقة تكسب هذه الخلايا قوة دفع تسمح لها بالخروج من الرحم وتجمعها في مكان اخر، منبها إلى ان مثل هذه الملابس تسبب ضغطاً كبيراً حول الرحم وقنوات فالوب القريبة من المبيض وحتى عند خلع هذه الملابس فان الضغط يبقى لبعض الوقت في جدران الرحم السميك بالرغم من انخفاضه حول قنوات فالوب وهذا يتسبب بدورة في توجيه الخلايا إلى الخارج لتصل إلى المبايض.
الطب يحبذ الزي الفضفاض
قال الدكتور احمد عباس ان اثر هذا الضغط الرجعي الناتج عن تكرار هذه العملية لسنوات عدة بعد البلوغ يؤدي إلى تجمع الخلايا واحداث التهابات، واكد ان رأي الخبراء ان ارتداء الزي الضيق لفترات زمنية طويلة هو السبب في ارتفاع معدلات الاصابة بهذه الحالة، داعياً السيدات والفتيان إلى ضرورة تجنب الزي الضيق وخاصة اثناء الدورة الشهرية، ونصح الفتيات باستبدال الملابس الضيقة بالفضفاضة لكي لا يصبن بالضرر.
بين البيت والمجتمع
ومن جانبه يقول الدكتور أحمد السر استاذ الشريعة والقانون لا شك ان هناك ظواهر متكررة اصابت المجتمع السوداني في السنوات الاخيرة، ولعل ذلك يعود الى النشأة والتربية الاسرية داخل المجتمع ومعلوم ان التربية لا تقتصر على الطعام والشراب وانما الغرض المثل والاخلاق والقيم في الاطفال ومعلوم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلكم راعي وكلكم مسؤول عن رعيته) فالمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والرجل راعي في بيته ومسؤول عن رعيته، ويواصل دكتور احمد من خلال المسؤولية المشتركة بنبغي على الاسر ان تسعى لغرص القيم الفاضلة في نفوس الشباب، أما فيما يلي اللبس الضيق والخادش للحياة يرفضه الشرع ويرفضه الشارع العام ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ايما امرأة خرجت من بيتها متعطرة فهي زانية)، ويتضح من خلال هذا الحديث النبوي ان هناك عقوبة تترتب على اللبس غير المحتشم لذلك حرص الاسلام على رفض الزي الخليع الذي لا يراعي الاداب العامة، ولعل المسؤولية في هذا الجانب مسؤولية مشتركة ومتقاسمة بين الاسرة والمجتمع، واصفاً الذي نشهده في الشارع العام هو نتاج للتقليد الاعمى الذي نرجعه إلى الفضائيات المفتوحة والانترنت، واشارة لضرورة غرس قيم الخير والفضيلة وتفضيل الحجاب لأنه اطهر للنفس وأكرم.
تحقيق: مواهب محمد الحسن
صحيفة الاسطورة