مقالات متنوعة
خالد حسن كسلا : «كنياتا» ندمان وسافي التراب!!
ولما أشير إليه راح يعنِّفه ويوجه له انتقادات لاذعة، لأنه مثل أمام المحكمة الجنائية وهي محكمة خاصة بإهانة الرؤساء الأفارقة. ولا تلتفت لجرائم دول الغرب في آسيا وأفريقيا. فقد كان انصياع كنياتا طائعاً مختاراً للمثول أمام الجنائية قد فتح باباً واسعاً لإهانة الأفارقة جميعهم.
إن موغابي وجَّه كلاماً واضحاً لكنياتا، فقال له: «إن ما فعلته عظيم وعار عليك ولتاريخ والدك القائد الأفريقي العظيم جومو كنياتا».. ثم أردف قائلاً: «لقد نصحناك بألا تفعلها وتذهب، ولم تستمع، فأخطأت خطأً شنيعاً وكبيراً في حقك، بل وفي حق كينيا كلها» انتهى.
إذن.. هنا يستطيع كنياتا أن يقارن بين نتيجة ما فعله على المستوى الدولي، وبين نتيجته على المستوى الأفريقي.
على المستوى الدولي، فإن الكسبان هي المحكمة الجنائية الدولية ومن يقف معها. وهو لم يكسب شيئاً.
وعلى المستوى الأفريقي.. فهو الخاسر ومعه كينيا وإنسان أفريقيا الذي سيتراءى للغرب أنه ما زال قابلاً للاستعمار والانقياد. لكن بماذا ردَّ كنياتا على تعنيف وتوبيخ موغابي؟!.
إن كنياتا لم يبرر ذهابه بسبب قوي وداعٍ، بل اعترف بأنه استعجل وأنه أخطأ بذهابه الى المحكمة وأنه نادم جداً على الخطوة والفعلة.
إن موغابي لم يكتفِ بذاك التوبيخ، فقد قدم محاضرة سياسية مهمة جداً لكنياتا، بل لبقية القادة الأفارقة الذين يحتاجونها مثل رؤساء يوغندا وبتسوانا ومصر. إن كلمات محاضرة موغابي هي :
«إن هذه المحكمة المقصود بها السود الأفارقة، وإلا لكانت حاكمت توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق، وجورج بوش الرئيس الأمريكي السابق، ومن معهم ممن دمروا العراق بمعلومات خاطئة أبادوا بها الناس». انتهى.
وهنا يذكرنا موغابي بأن طائفة الشيعة في العراق وغير العراق وجماعات الزعماء الأكراد مثل الطالباني والبرزاني هم من رحَّب بالمعلومات الخاطئة من أجل اقتلاع نظام صدام الذي يحمي جيشه الآن الدولة الجديدة داخل أراضي العراق وسوريا إنها دولة داعش.
فقد اختلطت الأوراق العقدية.. موغابي غير المسلم يحتج على تدمير العراق.. والمحسوبون على الإسلام مثل أحمد الجلبي وطالباني والبرزاني يرحبون بالمعلومات الخاطئة من أجل أن يصلوا إلى السلطة على جماجم أبناء العراق، وعن طريق اغتصاب نساء العراق في سجن «أبو غريب» وكل هذا لم تنظر إليه المحكمة الجنائية.
إن «كنياتا» ندمان وسافي الترابي.. وهذا يعني أن يعلن بلسانه على الملأ هذا الندم.. حتى لا يلحق به موسفيني أو غيره في مسرحية قادمة سيئة الإخراج. ومن هنا نبدأ من جديد انتقاد المحكمة الجنائية.. نبدأ من الشعور بالندم لدى كنياتا. إن النار تلد الرماد.. فقد كان والد كنياتا زعيماً عظيماً. وعندنا في السودان أن جد السيد الصادق المهدي وهو الإمام المهدي كان عظيماً.. فإذا كان الأبناء والحفدة يرثون الأموال والعقارات والزعامة.. لماذا لا يرثون المواقف المشرِّفة معها؟!.[/JUSTIFY]