منى سلمان
المفطوطة

أنا أركب دأن وأروح لبوكي .. أأولوا أنا مستعار.
وعندما جاد عليه الزمان بالفهم قال بأنه سوف يضع الدقن ويخطب تهاني ثم يزيلها في نفس الجلسة ويطلب يد أماني!!!
فالمسرحية تلقي الضوء على تمسك معظم المجتمعات العربية في السابق بتزويج البنات تنازليا حسب الأكبر فالأصغر رغم اليقين الثابت بأن السعد أقسام، ولكن مراعاة لمشاعر الشقيقة الكبرى التي تحس بأنها غير مرغوب فيها وليست جميلة بما فيه الكفاية لتملأ عين النسيبة الباحثة لإبنها عن العروس المكملة (أدب وجمال) فتتجاوزها لتخطب لإبنها شقيقتها الأصغر والأكثر جمالا.
عندما كنا على أعتاب نهاية المرحلة الثانوية واستعدادا لامتحان الشهادة والعمل الطيب، إلتحقنا بكورس اللغة الانجليزية الشهير (درس العصر) الذي كان ينظمه المرحوم الاستاذ القدير عبد الرحمن شداد، بطريقته الشيقة الفذة في التعليم فقد إستمتعنا ايما استمتاع بمداعباته وقفشاته المرحة التي كانت تضفي ألقا على ساعات الدرس وتحيلها لساعات من (الضحك المتواصل)، فقد كان يكني من يضبطها بجريمة الإهمال وعدم التركيز فيطلق عليها لقب (المفطوطة) ويشرح لنا معنى اللقب قائلا:
المفطوطة يا بنات (أجاركم الله) هي الواحدة البفطوها ويعرسوا أختا الأصغر منها .. عشان هي شينة .. علي العليها تبقى لآماهن التلاتة .. الشنة .. والبلادة .. والفطّة.. قولوا (قبُلا وقُبالا).
ففي رأيه أن العلة الأساسية هي الشنة التي أدت بدورها للفطّة .. والفطّة حارة شديد .. عشان كدي المفطوطة دائما ما تكون في حالة سرحان وعدم تركيز في دروسها (من المُر العليها).
والطريف أن الأسر قد تنازلت كثيرا عن هذا الفهم فصار من الممكن تزويج الوسطى أو الصغرى قبل مجيئ سعد الكبرى، ولكنا نجد منهم من يمارس خداع العريس بأن العروس هي أصغر أخواتها، فيقومون بإعادة جدولة أعمار شفيفاتها لصالحها بصورة تجعل منها الحتالة ولو كانت بكر أمها وأبيها.
* عاد (النزير) في إجازته السنوية من إحدى دول الخليج للتعرف على زميلة شقيقته (سعاد) في العمل والتي كانت قد رشحتها وقامت بإرسال صورتها له فحازت على قبوله المبدئي شريطة (معاينة البضاعة) على أرض الواقع، لم تعترض (فريدة) على فكرة التعارف ودراسة الموضوع قبل إعلانها القبول فقد أخبرت سعاد بأنها (عندها راي في حكاية عرس الصور دي)، ولازم في الأول تتعرف على العريس وتدرس طباعه قبل ما توافق عليهو، وبعد زيارة التعارف الأولى حصل القبول المبدئ بين الطرفين وإتفقا على إعلان الخطوبة والتأني حتى إجازته القادمة لإتمام الزواج.
قضيا أيام الإجازة في لقاءات ونزهات و(فسح) لم ينقّصها عليهم سوى إصرار والدها حاج (دفع الله) على أن تصطحب معها في رفقتها شقيقتها الصغرى (فايزة) خوفا من رجس الشيطان ومنعا للخلوة بين الخطيبين، جلسوا بعد المغيب في مطعم سياحي يتبادلان الحكي والونسة ( الدقاقة) بينما جلست (فايزة) بينهما وهي تجاهد نفسها في إدعاء عدم متابعتها للحوار في محاولة لمنحهم بعض الخصوصية، انسرب الوقت ومضى دون أن يحسوا به حتى إنتبهت (فوزية) فجأة وقالت:
هيييي الليله نحنا إتأخرنا شديد .. يلا نمشي سريع .. هسي ابوي بِرِجانا بالشكلة.
قال (النزير) في محاولة لمط الجلسة:
خلينا لسة شوية .. إنتي خايفة من شنو؟ .. هدِي أختك الكبيرة ما خافت!
نظرت إليه (فايزة) في زعر وإنتظرت بفارغ الصبر أن تقوم (فوزية) بتصحيح المعلومة ولكنها إكتفت برفع كوب العصير الى شفتيها ورشفت منه رشفة في سعادة….
ما أن عادوا للبيت وانفردتا في الغرفة لتغير ملابسهما حتى صاحت (فايزة) في حنق شديد:
شوفي .. أبقى ليكم طُسة .. ما مشكلة .. أشتغل ليكم حقنة بنسلين .. برضو ممكن .. أمشي وراكم زي الأطرش في الزفة .. ما قلنا حاجة عشان خاطرك .. لكن حكاية أختك الكبيرة دي .. لالا والله ما بعمل ليك فيها مفطوطة !!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com



حقا كثير من المفاهيم تغيرت في مجتمعنا من حيث تزويج البنت الكبيرة اولا . إلا انه صارت الحكاية فيها لعبة كبيرة وكثير من الناس اتخدعوا في الزواج خاصة اخوانا اصحاب الصور وعندما يكتشف الواحد منهم الامر يفكر هل يطلق ؟ ام يستمر ويرضى بالمقسوم كمثل عمنا موسى ذهب لزواج واحدة فقدمت له واعجب بها ولكن فوجيء ان الجماعة يوم العرس ركبو التيتل وزوجوهو اختها التي البورة محمداها محمداها ، إلا عمنا موسى وجد نفسه في حيص بيص وجماعتو يصرون عليه ان يفركش الزواج مادام الامر من هسع فيهو غش . لكن عمنا موسى صنقع ودنقر وقال ليهم الامر امر الله واتم الزواج واستمرت الحياة بينهما واصبح لايرى مثلها مثيل وانجبت له البنات والبنين . وبنات حواء كضبن كتير مغروف من البير واشكال والوان ويجيدن الخداع واصطياد الصيرة في البحر وكلهن اعمارهن صغيرة هي بت متين ، لكن اخواتنا ما براهن فالرجال صاروا يتنافسون في تصغير انفسهم وهاك يا كريمات ومساحيق وشد وجه وتصبيغ شعر وهاك يا ملابس الولد الصغير العاقل يستحي يلبسها ، هذا يعني الخداااااااااع في مجتمعنا صار كبير وما بعرف جنس ولا عمر وما بقي لينا الا نشيل ارانبنا فوق كتوفنا . واخيرا المفطوطات والمفطوطين صاروا بالملايين بس لسع ماعملوا ليهم حزب ولاشنو رايك يابنت سلمان ؟؟؟؟
اول شيء كل سنه وانتي طيبه ورمضان كريم
وبعدين كدى اقيفي لي وين مختفيه ليك كم يوم؟
ولا دي جرسه من رمضان ساكت,عموما عودا محمودا
وقصص العرس دي بقت كتيره وانتي هسي بي موضوعك ده خوفتي اولاد الناس انتي ناسيه انو ده شهر رمضان والعيد فيهو اعراس بالكوم,هسي خليتي اي زول اعيد النظر وتحقق من عروس المستقبل غايتو لو في واحده خلوها بالسبب ده ابقى انتي السبب في قطع نصيبه شيلي شيلتك.
الاستاذة الفاضلة تحية طيبة ورمضان كريم لكي وللجميع ، الموضوع شيق وجميل وأوفيتيه حقه ، لكن عاوز أطرح نقطة ثانية وهي أن السواد الأعظم من بنات حواء المتزوجات الواحده من أول مولود تلقي جسمها ( إنبرش ) وبقت حالتها تانية ، للأسف ماعندنا ثقافة المحافظة والعناية بالنفس التى لها حق عليك ، كذلك الزوج . أرجوا من الأخوات الإهتمام بهذا الجانب (:mad: ;( 😎 ) مع خالص الشكر و التقدير .
تحياتي لك يا أستاذة ورمضان كريم، واحمدي ربك إنك ما فطوك، جنبنا الله وإياكم شر المفطوطين والمفطوطات، وبصراحة كالعادة موضوعك دمه خفيف زيك، لكن سؤال بريئ يا أختي الضحك في نهار رمضان بفطر؟
رمضان كريم وكل سنه وكل الاخوان طيبين . المفطوطه بالعاميه هي البايره في الحقيقه البوره حاره شديد . والنزير ما ليهو حق 😎 😎 😎
والله الفطة مشكلة لانو الانسان نفسو عزيزه عليهو لمن افطو وياخدو الاصغر منو بحس انو غير كامل ناقص شي من البشر ولو ماناقص لي فطو وما ي بت سمعتها قالت انا شينة نهائي وتشكري يا ام الرير وشفتك في التلفزيون تختلفي من الصوره بس ربي احفظك وكل سنة وانتي طيبة يارب عندك وقت تقري تعلقاتنا دى
الاستاذة الكريمة منى تحية عطرة ورمضان كريم عليك
طبعا عجبني موضوعك جدا واستحضرتني بعض التعليقات اللي بتتقال بعد توزيع البلح والخبايز يوم عقد اخت المفطوطه والتي ممكن تكون في بعض الاحيان المنطوطة واقصد هنا اكتر من فطة يعني فاطين معاها اخت ولا اختين المهم هنا بنجد انو النسوان ساعة العقد بيلعبو دور استثنائي مهنيات للعروس هي ان شاء الله بيت مال وعيال عاد يابتي يغلبك بالمال وتغلبيهو بالعيال ومعزيات لصاحبتي المفطوطة عاد يا يما ان شاء القابلة ليك بالعريس الهايش كباب الدرايش والله سمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــحة وما فيك قول الا بس ده النصيب والبيت ان اتبنى في السما بنزل الارض الابس ساعتو ما جات طبعا هنا بنجد انو المفطوطة تتخجـــــــــا بالبكا في قالب الفرحة لاختها واكيد جو سرها هي ما نفسها تشووف زول من الحضور الموقف ده حيخلي صاحبتي دي تعقد العزم علىانها لازم تخلي اي زول يتمنى لو انو يرتبط بيها طبعا بخت ناس البوتيكات وبائعي مساحيق التجميل حتكون هي الراعي الرسمي والوكيل الحصري لمنتجاتهم وحنجد انو كلامها ح يكون الطف وارق واظرف من ذي قبل واكيد لكل مجتهد نصيب فجاة وبدن سابق انذار حيجونا الدايرين يعرسو عرس (اخنق فطس )ناس الصورة وبعض الفكاهيين اللي الواحد بيشتري شيلتو وينزل للعرس دون معرفة العروس(ببكي وما عارف الميت) طبعا ديل حيكونو فريسه سهلة ولقمة سائغة للمفطوطة وحتزيل بيهو مالحقها من اذي اجتماعي لانو بفضل العريس ده هي حتحقق حلم طالما انتظرتة وحتغني جهارا نهارا لن ننسا اياما مضت ترحا قضينها وحتتشفا في كل دقيقة مريرة مرت بيها بعد الفطة مباااااااشرة المهم كل يجد ضالته في الاخر وربنا يهني سعيد بسعيدةوالمفطوطة للمنكوب والجري للزي حلاتنا وربنا يكون في عون الجميع من مفطزطات ومنكوبييييين ورمضان كريك للجميــــــــــــــــــــــــــــــــع
العزيزة مني رمضان كريم وكل عام وانت والاسره كلها بخير عندي سوال ليك اها الرجال فيهم فطه وله مابقولوا عليها فطه انشاء الله قبلن وقبالن (( اللهم اجرنا من الفطه ))
استميح الاستاذة مني بالرد للأخ ود العوض في سؤاله عن الضحك في رمضان هل يفطر؟- نقول له انما الاعمال بالنيات وعليه تجنب تعمد الضحك ما وجد الي ذلك سبيلا واما اذا ما غلبه الضحك في نهار رمضان ولم يستطع دفعه وهو يتابع مقالات الاستاذة مني فنري انه لا شيئ عليه والله اعلم- وان كان يخاف علي صيامه من الضحك ننصحه من قراءة مقالات الاستاذه بعد الافطار مع الاكثار من الاستغفار – وايضا ننصح الاخ ود العوض ان كان من المفطوطين الصابرين والساعين لاكمال نصف الدين فعليه بالصوم فانه له وجاء. ورمضان كريم.
لا اظن مثل هذه القصص لها وجود الان في المجتمع وانما هي محض خيال هي تعتبر من الماضي وقد عفي عنها الزمن ولكن ستظل في اذهان الكثيرين وبالذات الذين اكتوا بنارها ولكن نحن الان في عصر اثبتت كل الدراسات ان المجتمع وبالذات الجيل الحاضر من البنات مجتمع مثقف وواع واستطاع ان ينقل ذلك الوعي الي الاسرة التي كانت مقيدة ومكبلة بمثل هذه العادات واصبحت الفتاة السودانية قدوة في تفكيرها وسلوكها بعد ان عرفت طريقها للجامعات والمعاهد العليا ولذا علينا ان نذكر الحاضر االذي يشع حضارة وتألقا وابداعا وان ننسي ذلك الماضي التعيس حتي لا يظن من لا يعرفنا اننا مازلنا في العصر الحجري
والي الامام ومزيد من الابداع وللكاتبة والنيلين سلاااااااام