احمد دندش
فانتازيا (العزوبية).!
ومبالغة (اجدادنا القدماء) في ذلك الزمان تصبح اليوم مجرد (حكايات ساخرة) ترويها الفتيات في مجالس الانس لرفع سقف مهورهنّ ولمنح الشباب الاحساس بأن ذلك النمط القديم في اتمام مراسم الزواج هو نمط (متخلف) لايمت الى (البرستيج) او الى (التحضر) بأي صلة.
وشباب اليوم يصدق ذلك، ويعمل على توطين اكبر لمفهوم الزواج البذخي، فيستجيب اما (قناعة) او (قسراً) لتبريرات الفتيات (المصلحجية)، ويرهق نفسه بمنصرفات اضافية ويعمل على الهرولة بسرعة نحو خيار (الاستدانة) الذى يصبح فيما يعد احد الاسباب الرئيسية التى تدفع الى توتر العلاقة الزوجية والمساهمة بسرعة كبيرة في انهيارها في وقت مبكر وذلك بعد ان يفشل في مجابهة ضغوط الحياة فيعيد إجترار دفاتره القديمة ومن بينها بالطبع (دفتر منصرفات الزواج).
وبعض الاسر السودانية اليوم لم تعد هي تلك الاسرة القديمة المتعففة والتى تبحث عن الشاب (صاحب الدين والخلق)، وتمكنت من اضافة بعض الشروط الاساسية للشروط القديمة لتصبح من اهم شروط العريس الجديد (التدين..والخلق..والقروش)، وصارت الام داخل الاسرة هي (رمانة الميزان) التى تميل دوماً الى التنقيب عن زوج نصف وزنه من (اوراق البنكنوت)، فيما يلعب الاب دور (ضيف الشرف) عن جدارة يحسدها عليه كل ممثلي (الكومبارس).
كثيرون سيسارعون وكالعادة لمهاجمة كاتب هذا المقال بحجة ان هناك بعض الاسر السودانية التى لاتزال تحافظ على ذلك النهج القديم من طقوس الزواج، وهذه حقيقة لاجدال عليها، ولكن (كبد الحقيقة)- كما يضع الاستاذ مزمل ابو القاسم عنواناً لمقاله- هو ان عدد تلك الاسر بات في تناقص سريع، يقابله على ذات الشط تناقص مهول للغاية في اعداد الشباب الراغبين للزواج او (العزابة) كما نناديهم في مجتمعنا السوداني (المحافظ).!
جدعة:
من منكم شهد على مراسم زواج بـ(الفاتحة) قبيل وقت قريب..؟..ومن منكم عايش او تعايش مع (زواج الكوره)..؟..بل من منكم يمكن ان ينجح في اقناع محبوبته بأن تتم مراسم زواجهما (جماعياً)..؟..رجاء اجيبوا على هذه الاسئلة قبل ان تهاجموا صاحب هذا المقال والذى هو حتى الان من زمرة (العازفين) عن الزواج و(الباحثين عن إكمال نصف الدين).
شربكة أخيرة:
قديماً كانت شيلة العروس تأتي في (سيارة)…اليوم باتت (السيارة) تأتي ضمن شيلة العروس..!!![/JUSTIFY]