مقالات متنوعة

د. عبد الماجد عبد القادر : الأتيكيت بتاع الساعة كم؟!!


[JUSTIFY]بما أن الانتخابات تبقى لها فقط “كم وستين يوم” ولأن الجميع الآن قد اقتنعوا بأن “الشغلانة دي جد جد” وأن ناس المؤتمر الوطني لم يكونوا “بهظروا” عندما أعلنوا في شهر اكتوبر من عام ألفين وأحد عشر بأن هناك انتخابات ستقوم في الفين و”خمسطاشر” وأهلنا من ناس المعارضة لم يصدقوا ذلك أو لعلهم اعتقدوا أن المسافة طويلة ما بين الانتخابات التي قامت والتي ستقوم ولهذا فهم قد تحولوا إلى معارضة “نايمة” مثل الخلايا النايمة بتاعة الحركة الشعبية، وبعضهم تحول إلى معارضة متفنقلة أو “متشنقلة” على حد وصف الإمام الصادق المهدي لهم في إحدى المرات، وحتى المرحوم الزعيم الشيوعي محمد إبراهيم نقد سخر منهم وكتب لهم على “الكرتونة” وبالفحمة قولته المشهورة “حضرنا ولم نجدكم” تلك المقولة التي تداولتها الأسافير ونحتها الزمن في ذاكرته ليؤرخ بها كون أن المعارضة ما عندها “وجيع” وما عندها “التكتح” وليست قادرة على تحريك أي حاجة ثم جاء من بعده من قال إن المعارضة قد اكتشفت برنامجاً ناجزاً ونافذاً لإسقاط الحكومة في مائة يوم..ولكن مرت حتى الآن سبعمائة وأربعون يوماً والمعارضة ما عملت أي حاجة.. وكل ما فعلته أنها هربت إلى الأمام وقالت “مقاطعة”.

وتحكي طرفة الرجل القروي الذي زار الخرطوم مؤخراً وقضى بها أياماً ثم رجع إلى أهله ليحكي لهم عن الخرطوم ويقول إنه وجد في الخرطوم “عصابات النيقرز حايمة والمعارضة نايمة والانتخابات قايمة”.
أها يا جماعة..لابد أن نذكر أخواننا المرشحين في كل المستويات..سواء في الدوائر الولائية أو القومية وحتى رئاسة الجمهورية أن المرشح يجب أن يكون لديه معرفة تامة ببعض أمور الأتيكيت الواجب ممارستها في هذه الحالة ونلخصها في الآتي : ـ

أولاً : ـ أن يعرف لغة التخاطب والكلام المفهوم بالعربي ولغة أجنبية واحدة على الأقل في حالة الترشح للرئاسة.

ثانياً : ـ أن يكون عارفاً وعالماً بالأتيكيت ووسائل المخاطبة والتواصل..يعني طبعاً لابد أن يكون المرشح القادم من “أم جلافيط” واعياً بطريقة الجلوس والتفاهم و”اليونيفورم” عندما يقعد لكي يتفاهم مع رئيس دولة أخرى..حيث هناك طرق ووسائل و”أتيكيت” يحكم هذه الممارسات..يعني يا سيدي المرشح لا يمكنك أن تخلف كراعك وترفعها أمام الرئيس الأجنبي..وإذا استقبلت وفداً من اليابان مثلاً واستلمت منهم خطاباً أو كروت عمل فلابد أن تستلمها بيديك الاثنين ولا تستعمل يداً واحدة..وإذا تحدثت مع مناديب من الهند فلا تهز رأسك شمالاً ويميناً لأن ذلك يعني قولك “نعم” بينما أنت تقصد “لا” وإذا قابلت وفداً من البلاد البوذية الديانة مثل تايلاند فلا تضع يدك على رأس أو كتف أحدهم فهذا هو منتهى الاستفزاز حيث عندهم أن أعلى الجسد هو “مستقر الروح”.

ثالثاً : ـ عندما تجلس أمام زوارك الأجانب فلا تقابلهم وأرجلك مغلقة لأن في هذا معنى الخوف والدفاع عن النفس.. وعليك أن تظل أصابع يديك مضمومة إلى بعضها.. ولا تقفل يديك إلى صدرك لأن هذا يشير إلى الخوف منهم.

رابعاً : ـ إذا أعطيت أحدهم هدية فتأكد أنك تقدم العدد المقبول من الهدايا فالروس مثلاً يتشاءمون من العدد الزوجي ويقدمون الورود بالزوجي في حالة الأموات فقط وفي المناسبات الأخرى بالاعداد الفردية.

خامساً : ـ دول شرق آسيا خاصة اليابان والصين تعتبر أن الانحناء مهم جداً عند تسليم أوراق أو تقديم كروت أو هدايا.

سادساً : ـ وعند الصينيين فإن لفظ الرقم أربعة قريب جداً من لفظ كلمة “موت” لذا يجب أن تتجنب التلفظ بأي شيء فيه الرقم أربعة.

سابعاً: ـ عندما تتحدث مع أي وفد فلا تحك أنفك أو ذقنك أو أنفك لأن هذا يعطي انطباعاً بأنك تبالغ في هذا إذ لم تكن تكذب أصلاً.

وقد تحدثت مع أحد الاخوة المترشحين للانتخابات وصارحته بأن عليه أن يدخل كورس اسمه “البرمجة العصبية” وكورس آخر اسمه “لغة الجسد” وكورس آخر اسمه “الفراسة وعلم الأتيكيت” حتى تكون جاهزاً للانتخابات ولكن الرجل قال لي “أتيكيت بتاع الساعة كم؟”

أها يا جماعة زي ده نصوّت ليهو واللا نعمل شنو؟! علماً بأنني عارف وأنت عارف وهو كمان عارف أنو ما حيفوز وقديماً قيل “جنا تعرفو ولا جنا ما تعرفو” وعشان كده أحسن نصوّت للجن البنعرفو بدل ما نصوّت للجن الما بنعرفو.[/JUSTIFY]