(صراع خفي) يجمعهما في (عيد الحب)…
طه ونايل…من يحتاج لـ(من).؟
أبدى الفنان الشاب، طه سليمان، قبيل مدة تعاطفاً كبيراً، مع الشاب السوداني (نايل)، والذي كان يشارك في ذلك الوقت في برنامج (ذا فويس)، وقام طه بدعم ذلك الشاب عبر الكثير من القنوات، من بينها صفحته الخاصة في (الفيس بوك)، حيث ظل طوال أيام المنافسة يقوم بعرض أخباره ونتائجه، الأمر الذي جعل الجميع يتساءل..(لماذا)؟
وإجابةً للسؤال، كنا نقول ونبرر بأنه (عادي جداً)، لأننا لم نعتد في هذه الساحة الفنية على أن يدعم الفنانون الشباب بعضهم البعض، بل اعتدنا على أن نشاهد(حروباً طاحنةً) تدور ما بينهم، وعلى صراعات ونزاعات، و(ضرب تحت الحزام) كذلك، وكل هذا من أجل السيطرة على الساحة، والتفوق على المنافسين.
وقفة طه سليمان في ذلك الوقت مع (نايل)، كانت طبيعيةً بحسابات (السودانوية)، ولكنها لم تكن طبيعيةً على الإطلاق بحسابات (المنافسة)، الأمر الذي جعل البعض يقول إن دعم طه سليمان لـ(نايل) في ذلك الوقت، كان مجرد (محاولة) من طه سليمان، لحجز مقعد وثير قريباً من (نايل)، في حال فوزه باللقب، واستفادة طه سليمان من ذلك (الشو العالمي) الضخم، الذي يمكن أن يناله (نايل) في حال فوزه، مما يجعل تجربة طه سليمان، تنال القليل من تلك الأضواء العالمية، وبالتالي يتمكن من تحقيق حلمه الكبير في الوصول للمستمع العربي والعالمي.
بدورنا نقول: إن(استراتيجة) طه سليمان في تلك الفترة، كانت تقوم على مبدأ(فيد واستفيد)، تلك الاستراتيجية التي لم تتحقق وللأسف، بعد مغادرة (نايل) للمنافسة، حيث انحسرت عنه الأضواء بصورة غير طبيعية، وعاد من جديد ليصبح مجرد (مواطن سوداني)، شارك في السابق ببرنامج جماهيري، ولم يحالفه التوفيق.
بالمقابل وجد طه سليمان، في تلك الفترة إشادات عديدة، من الصحف والنقاد، بسبب مساندته لـ(نايل)، وكان موضع احتفاء كبير، بين جمهور (نايل)، “المؤقت”، والذي انتقل فيما بعد، ليصبح جزءاً من جمهور طه سليمان، وبالتالي استطاع طه أن يضيف المزيد من الجمهور لمعجبيه، بعد أن فشل (نايل) في الحفاظ عليه، بسبب عدم قراءته الصحيحة للواقع ومجريات الأمور، وعقلية الجمهور السوداني الصعبة.
اليوم تنتقل الأحداث بسرعة كبيرة، وتصل إلى مسرح معرض الخرطوم الدولي، والذى سيحتضن حفل عيد الحب، الذي يجمع ما بين طه ونايل، ذلك الحفل الذي أثار الكثير من الجدل، وأعاد من جديد ذكريات الماضي، لكن بالطبع باختلاف وقائع الحاضر، والتي تقول اليوم، أن كلا الفنانين يحتاجان وبشدة، لبعضهما البعض لاسترداد أراضيهما المفقودة، فطه سليمان مؤخراً بات يعاني من حالة غريبة من (خفوت النجومية المفاجئ)، بينما يتطلع (نايل) للعودة من جديد للساحة عبر بوابة طه سليمان، وسيحاول كذلك أن يستعيد جمهوره القديم، من بين جمهور طه، في صراع خفي تحكمه (مقتضيات المرحلة)، وتغلفه أجواء الحب التي سيجتمعان في (عيدها) سوياً.