مقالات متنوعة

ادريس عوض : بكره.. مجان..!!

[JUSTIFY]حرف أول

* وعندما أعيته الحيلة لم يجد بُداً من استخدام بعض الدهاء لكسر شح أعداد (الركاب) وكسبهم كزبائن دائمين على مركبته (الروزا).. فكتب عبارة جعلته لا يجد وقتاً للاستجمام من كثرة الإقبال على (حافلته) عن سائر بقية المركبات.. فتأمل..!!

* اتحاد العمال لا يفتأ يبدي ويعيد في أسطوانة مشروخة اسمها (زيادة الأجور).. وسبب الشرخ الظاهر على آخر جملة الزيادة سببه وبلا أدنى شك (تكوين اللجان).. فما زلت عند قولي أن فشل أي مشروع أو موضوع في البلاد يكون السبب الأساسي هو اللجنة التي كونت من أجله – بغض النظر إن انبثقت أم لم تنبثق – لذلك لم أكن متفائلاً بخصوص انتهاء قرار زيادة الأجور على خير..!!

* ولكن الغالب الأعم من العمال لم يتفقوا معي في ذلك.. بل أطلقوا لخيالهم العنان.. وأفرطوا في التفاؤل الكبير وبنوا الأماني العراض على (الزيادات) المرتقبة في المرتب ولا أستبعد أن يكون البعض منهم قد استدان على ذلك الافتراض.. واتحاد العمال ما زال يصرح بأن (لجنة زيادة الأجور شارفت على إكمال عملها)..!!

* و(شارفت) تلك تفتح كوة الأمل وتجعل العمال ينظرون إلى الجزء المليئ من الكوب – على قلته – فقط.. ولا يركزون في المدى الزمني الذي أخذه تنفيذ القرار.. ونحن بدورنا نتساءل.. هل مسألة (زيادة الأجور) بمثل هذه الصعوبة التي تتطلب تكوين اللجان وتستهلك كل هذا الوقت؟!!.. إنه لأمر يدعو إلى الحيرة والدهشة في آن واحد.. استبشرنا خيراً بخلافة الباشمهندس للدكتور على سدة الاتحاد.. ولكن ما يحدث على أرض الواقع يجعلنا نهبا للتراجع ومراجعة آمالنا وتطلعاتنا..!!

* صاحب المركبة العامة (الروزا) هداه تفكيره ودهاؤه إلى كتابة عبارة (الركوب بكرة مجان) على الزجاج الخلفي من سيارته.. فأصبح كل من يقرأها زبوناً دائماً على (حافلته).. وفي كل مرة يستقلونها وهم يمنون أنفسهم بتحقق العبارة.. لتتبدد أمانيهم مع فرقعة أصابع (الكمساري) وهو يطلب الأجرة.. فيدفعون على مضض وكلهم أمل في أن (غداً) لناظره قريب..!! وحتى يوم الناس هذا ما زالت العبارة مكتوبة – فقط مكتوبة – والركاب يحدوهم الأمل صباح كل يوم أن (يركبوا مجان)..!!

حرف أخير

* ما يقوم به عمال بلادي الشرفاء لا يمكن لأي قرارات – مهما كانت – أن تكون جزاء لهم.. ولكن على أقل تقدير (عليكم) باحترام عقولهم قليلاً.. ولا تكونوا مثل صاحب (الروزا)..!!
[/JUSTIFY]