الصادق الرزيقي
الخطر القادم من الغرب ..!!
> مصدر الخطورة أن دخول تشاد في هذا الصراع وتورُّط قواتها إلى الداخل النيجيري والكاميروني، جعلها طرفاً في صراع لن يتوقف بسهولة، وقد يستقطب هذا التورُّط مجموعات متطرِّفة أخرى أهمها (تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، والجماعات المتشدِّدة في شمال مالي، والسبب أن تشاد شاركت بقواتها في الحرب على هذه التنظيمات عام 2013م، بضغط من فرنسا التي قادت تلك الحرب الطاحنة، وأصبحت تشاد بذلك هدفاً لهذه المجموعات التي تفيد المعلومات أنها تُنشئ تحالفاً ضخماً ربما يفتح عدة جبهات في شمال النيجر وشمال تشاد وفي شرق نيجريا وغربي تشاد، وهناك مجموعات أخرى متحفَّزة لهذا العمل توجد في ليبيا تنتمي الى ذات المدرسة الجهادية.
> فأين نحن من كل هذا..؟ صحيح أن الحركات المتمردة في دارفور، لا علاقة لها بالسلفية الجهادية، ولا أية مدرسة دينية سوى حركة العدل والمساواة التي ابتعدت من تلك الشعارات ولم تعُد جزءاً من اهتماماتها، لكن وصول نُذُر هذه المواجهات والصدامات إلى تشاد، لن يجعل السودان على منأى منها، مهما كانت الاحترازات لعدة أسباب موضوعية تتلخص في الآتي:
1- الحدود الطويلة المفتوحة وحالة السيولة في كل أفريقيا جنوب الصحراء، تتيح تمدد هذه المجموعات والحركات، خاصة أن سيطرة الدولة المركزية في كل دول المنطقة ضعيفة للغاية.
2- انتشار السلاح خاصة بعد سقوط نظام القذافي، وتقول بعض التقارير الدولية إن حوالي «35» قطعة سلاح مختلفة الأنواع من الرشاشات الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وقاذفات القنابل والآر بي جي، تنتشر في البلدان الأفريقية، وخاصة دول الغرب والوسط الأفريقي وبالتحديد دول الساحل والصحراء والسودان جزء من هذه المنطقة.
3- طبيعة المجتمعات وتركيبتها وتداخلاتها القبلية، تُسهل من مرور المجموعات وتسلُّلها الى كل المنطقة، ويمثل القهر السياسي ووجود الكثير من الحركات المتمرِّدة المناهضة للأنظمة الحاكمة، سبباً في تنسيق المجموعات المسلحة أو مساعدتها لبعضها البعض، وقد كشف تمرد دارفور في بداياته حجم التنسيق بين المجموعات السكانية في السودان وتشاد، وأثره في عملية التمرد ونشاطه.
4- تعتبر المنطقة برُمَّتها من أهم بؤر النشاطات الاستخباراتية الدولية، خاصة أن تشاد، ودارفور، وأفريقيا والوسطى، وليبيا، ومالي، ونيجريا، والكاميرون، ثم جنوب السودان، الكونغو الديمقراطية، وبوركينا فاسو، والنيجير، وجنوب الجزائر، مناطق تشهد صراعات متنوِّعة ومختلفة توفِّر بيئة حاضنة لأية مجموعات متمرِّدة أو متطرِّفة.
> ونظراً لهذه الأسباب، فإن الوضع في المنطقة وتنامي هجمات (بوكو حرام) في مثلث الحدود بين نيجيريا والكاميرون وتشاد، والعمليات الانتقامية بين هذا التنظيم والجيش التشادي، يجب أن يجعلنا في حالة انتباه دائم والتيقُّظ من انتقال هذه العمليات برغم أنها في غرب تشاد الى مناطق أخرى منها، خاصة الشمال او الجنوب التشادي. فإذا وصلت الى هناك، فمن السهل أن تكون لها امتدادات في أراضينا، وهي تربة خصبة لذلك، خاصة إذا انتعشت في شرق تشاد وجنوبها المجموعات المتمردة التشادية التي تعيش بياتها الشتوي من سنوات.
> فالحذر الحذر، من هذا الخطر الداهم ويجب ألا نقلِّل من أهميته وحجمه، فكل شيء بات وارد اً، خاصة أن معلومات كثيرة تتحدث عن أن (بوكو حرام) نفسها صنيعة لدوائر استخباراتية غربية، وهذه هدفها بلا شك يتضمن السودان، طال الزمن أم قصُر.. وهذه دعوة للجميع للبحث والتقصي وجمع المعلومات ووضع الخطط التي تجنبنا من الوقوع في أنشوطة العنف القادم..[/JUSTIFY]