احمد دندش

أسمر جميل عاجبني (لونو).!

[JUSTIFY]عندما صاغ الشاعر عبيد عبد الرحمن كلمات اغنية (اسمر جميل) -التى تغنى بها الفنان العبقري ابراهيم الكاشف قبيل سنوات- لم تكن (بنات السودان) قد عرفنّ بشكل (احترافي) طريقاً لـ(الفير آن لفلي) ومستحضرات التجميل الكيميائية (المثيرة للجدل)، وكانت بعض النسوة في ذلك الزمان لايزلنّ يهربن من (موس) تلك (الداية) التى كانت تبحث في إصرار عن خدودهن لمنحها رمز الجمال-(الشلوخ)- فيما كان (دق الشلوفة) تؤاماً يلازم ذات (الاجراء القاسي) السابق.
وغزل شعراء الاغنية السودانية على مرّ العصور في لون فتياتنا (الاسمر)، ربما كان ابلغ دليل على اعجابنا كشعب بلون (بناتنا)، ذلك الدليل الذى يدحض تماماً حجج بعض الفتيات الواهية وفي مقدمتها: (الرجال دايرين كدا)…بالله.!…(دا منو القال ليكم نحنا دايرين كدا)..؟
وشاب قبيل مدة يحكي لي عن فسخه لخطبته من فتاة بعد ان تفاجأ بتغيير في لون بشرتها، ويضيف: (والله يااستاذ ماقدرت اتحمل اعيش معاها بالشكل دا)، بينما اعترفت لي فتاة-في لحظة صفا- قائلة: (والله لو انتو قايلننا مبسوطات بسلخ جلدنا البنعمل فيهو دا تكونوا غلطانين)، وقبل ان اسألها عن السبب الحقيقي اذاً في إقدامهن على استخدام الكريمات، كانت تقول وهي تلملم اطراف (طرحتها) استعداداً للمغادرة: (بس مجبورات).!
و(مجبورات) هذي…نعود من جديد لنؤكد انها صارت (شماعة) بعض الفتيات السودانيات من المداومات على (الجلخ) و(السلخ)، حيث يذهبن فوراً لتحميل (الرجل السوداني المسكين) مسؤولية استبدالهن لألوانهن، مع ان الرجل السوداني برئ تماماً من هذا الامر براءة الذئب من دم ابن يعقوب.!
جدعة:
عزيزتي حواء…انابة عن كل الرجال في هذه البلاد اخبرك بأن كل توقعاتك بـ(زواج سريع) بعد استخدامك لمساحيق (التبييض) لمحو اللون الاسمر واستبداله بذلك اللون (الغير معروف) هي توقعات غير صحيحة، وانصحك بأن تقومي بتوفير تلك النقود التى تقومين بإنفاقها في سبيل (تغيير لونك) وتوفيرها لعمل شئ مفيد بالنسبة الى حياتك المستقبلية، اما انت عزيزي الرجل-بني جنسي- فأنا اعلم جيداً انك تفضل الفتاة (السمراء) صاحبة اللون الطبيعي، ولكنك ايضاً لابد ان تكون اكثر ايجابية في هذا الامر، ويتوجب عليك ان تقوم بإعلان هذه الرغبة بصورة اكثر انتشاراً بدلاً من الاكتفاء بالتندر على الفتيات و(الوانهن) في مجالس الرجال (الساخرة).!
شربكة أخيرة:
اسمر جميل عاجبني لونو…كحل سواد الليل عيونو.[/JUSTIFY]