محمد محمد خير

أسبوع في (عالم جميل)

[JUSTIFY]أحببتك حبا
لو من فوقك
كان أظلك
أو من تحتك
كان أقلك
حرَّمك الدوح علي
لكن القمح أحلكِ
(حسن طلب- من ديوان البنفسج)
لا أدري هل أمد الثناء هكذا بلا مدى في شكر شركة (زين) أم أقف فقط في طابور المقرظين الذين يشيدون دوما بتلك الشركة، فـ(زين) في هذه الدورة لجائزة الطيب صالح كأنما ارادت وصل عشقي بالدم والكلمات والحضور بدعوتها لشعراء أحبهم ولي صلات شخصية معهم واستشهد بأشعارهم في كل الأحيان، كأن (زين) أهدت هذه الدورة لي وحدي دون الكثيرين الكثر الذين يؤمون فعاليات الدورة حتى تكتظ القاعة وتمتلئ الطرقات، دعت (زين) بتوصية مجلس الأمناء أحمد عبد المعطي حجازي أحد أعمدة الشعر العربي الحديث ورواده، ود. حسن طلب الشاعر والأكاديمي والناقد، وواسين الأعرج الروائي الجزائري الذي جسد فن السرد الروائي بالرد المشهدي فاكتسبت أعماله ابعادا فلسفية وتفرد بتكنيك باهر جعله في مقدمة الروائيين العرب، أما هدية (زين) لي فكانت دعوتها للشاعر الفلسطيني إبراهيم نصر الله الذي ظللت لمدى أعوام طويلة أحيل رؤيته الشعرية لنصي الذي أكتبه يوميا دون أن استكمل تلك الرؤية الفريدة.
ابن نفسي أنا
وحفيد جمالك
اشتعالات نورك
تحليق شالِك
مرور الجنون على شغف القلب فيكِ
اندفاع ثلاثين ديوان شعر إلى ساحة الرقص من مكتبات الرصيف، إذا ما عبرت مصادفة والخلائق مأخوذة باكتمالك
هذا بعض مما ألقاه ابراهيم نصر الله في الليلة الشعرية التي اقيمت مساء الثلاثاء الماضي بقاعة الصداقة بحضور الجمهور العريض والادباء والشعراء وقيادات شركة (زين) ممثلة في الأخ صالح الذي كان (كأم العروس) ليل زفاف ابنتها، هشاشة ونضرة وفوح عطر سوداني ممتزج بالشخصية السودانية.
في اليوم الثالث من ذلك العالم الجميل، انفردت بإبراهيم وسألته عن انطباعاته الاولية فكاد الشاعر أن يبكي من شدة ما تفاجأ بإنسان السودان العذوب الطيب، القاريء، الملم، العارف، الكريم الخلوق، المبتسم الجميل. ما كان لشاعر كبير مثل إبراهيم نصر الله أن يقف على الحقائق الجمالية للسودان وشعبه لولا هذه الدعوة التي تكفلت بها (زين) وتتكفل بها سنويا.
تميزت هذه الدورة ببعث أسماء أدبية سودانية باهرة فقد عاد للضوء من جديد الشاعر محمد محي الدين صاحب (الرحيل على صوت فاطمة) وشارك في الليلة الشعرية بشعره العذب وصوته الذي نقلني لسبعينيات القرن الماضى حيث كنا نمد أيدينا للشموس ونشوي عليها القصائد.
البعث الثاني كان للروائي والقاص الاستاذ فيصل مصطفى أحد أبرز الاصوات القصصية القصيرة والروائية فرغم الصداقة القوية التي جمعتنا إلا انني لم أعرف له أثرا منذ ثمانينيات القرن الماضي.
كل عام تتجدد الفعالية وتكتسب القا ووهجا وضوءا يبهرنا ويشد أعين الجميع، بما يؤكد أن مجلس أمناء الجائزة مجلس مواكب ومنفتح على الابداع ومتابع للمسيرة الادبية في شتى أجناسها، ويتأكد أيضا اتساع الاسهامات والمشاركات من كل نواحي الوطن العربي فقد زادت المشاركات هذا العام بنسبة 100% مقارنة بالعام الماضي.
سرني كثيرا فوز السودان بجائزتين ضمن الجوائز التسع بما يعيد لأدبنا وسامته ولجملتنا الادبية وهجها الضافي.
لاحظت غياب وزير الثقافة الاستاذ الطيب حسن بدوي (لعل المانع خير) فهذا هو العرس الأكبر الذي لا يتغيب عنه وزير الثقافة.[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. انتم ترفعون اياديكم عالية لتشوى القصائد على دفئ الشمس …اما الوزراء فى الانقاد بأوزارهم يسكبون على اجسادهم اغلى العطور الباريسية من مال الشعب ليغطوا نتانة رائحة اجسادهم …ان ينفق زمنه فى جمع الدنيا خير له