مقالات متنوعة
خالد حسن كسلا : في مرافعة «أسماء» ملاحظات غير منطقية (2-2)!!
وكانت «أسماء» قد ذكرت في حوارها مع «ألوان» أن والدها بحزبه وجماعته أيَّد حكومة نميري لأنها حاربت «الطائفية».. وطبعاً حزب الميرغني يعتبر جزءاً من هذه الطائفية عند والدها وغيره.
بعد ذلك فإن السؤال هنا هو هل كان الاتحادي الديمقراطي مع حكومة مايو التي كانت شرسة جداً قبل وبعد مشاركة الشيوعيين، وقبل وبعد المصالحة عام 7791م، أم أن الذي كان مع مايو بكل شراستها هو الحزب الجمهوري بزعامة محمود محمد طه؟!.
إن أشرس حكومة هي حكومة نميري وحتى بعد تطبيق الشريعة الإسلامية زجت بالإسلاميين في السجون، ولم تكترث لحساسية الهامش، فأدخلت فليب عباس غبوش السجن وهددته بالإعدام، إلا أنه نجا منه بمهارة بعد تنفيذ حكم الردة في محمود محمد طه، حيث قال وهو في السجن «ألعب بولتيكا يا ود يا فيلب».
إن نميري أعدم المثقف الجنوبي المعروف جوزيف قرنق عام 1791م، والتمرد كان مشتعلاً هناك بقيادة جوزيف لاقو، إن تمرد جوزيف لم يشفع لجوزيف.
أما القيادي بالاتحادي الديمقراطي الشريف حسين الهندي قد رفض مصالحة نميري وظل خصماً له إلى أن توفاه الله خارج البلاد، وهو الذي كان الزعيم السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي بعد رحيل الزعيم إسماعيل الأزهري بطريقة أغضبت الجماهير الاتحادية.
فالكل كان ضد نميري ما عدا حزب محمود محمد طه. ولما وقع «محمود» في المحظور ومست أفعاله العقيدة، فهو هنا لم يصبح خصماً لحكومة نميري فحسب، بل لكل المسلمين. ولو لا هذه «الردة» الجزئية، لكان بعد انتفاضة 6 أبريل 5891م محسوباً مع سدنة مايو، ولما وجد حزبه هذا التعاطف نكاية في «مايو».
لم تكن أسماء محمود محمد طه موفقة وهي تقول بأن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل مع الحكومات مهما كانت. ولم تكن موفقة من قبل حينما قالت إن حزبهم بزعامة والدها وقف مع مايو لأنه حارب «الطائفية» و«الهوس الديني»، وقالت في ذات الحوار إن انقلاب البشير أطاح بالديمقراطية. ومعروف أن الحزب الحاكم في تلك الديمقراطية هو حزب الأمة الذي تعتبره طائفياً حاربه نميري، ولذلك وقف معه حزبهم الجمهوري.
والسؤال هنا: لماذا الوقوف مع نميري الذي أطاح بالديمقراطية الثانية عام 9691م ثم الوقوف من بعد ضد البشير الذي أطاح بحكم الحزب «الطائفي» عام 9891م؟!.
لماذا هذه الإزدواجية في التعاطي مع السياسة؟! ولماذا رغم كل هذا تقول الصحيفة صاحبة الحوار غير المنطقي وغير الموضوعي، «إنها مرافعة لا تتكرر»؟!.
أين هي هذه المرافعة إذن؟!. ومعظم إجابات الحوار متناقضة وكأن الحوار مع شخصين وليس شخص واحد؟!.
والمضحك جداً جداً أن في نفس الحوار تقول أسماء محمود محمد طه بأن: «الإخوان المسلمين – تقصد كل الإسلاميين – شعروا بأنهم انهزموا في كل المجالات، وكل الدول رفضتهم سواء أكان في مصر وليبيا أو حتى الصراع في اليمن وسوريا وتونس رفضتهم تماماً».. انتهى.
إن من يُطلق مثل هذا الحديث، يوحي بأنه ليست مشكلته الإقصاء وانتهاك الحقوق الدستورية، وإنما مشكلته فقط وجود فئة معينة أو فئات معينة من الناس.
فتأييد نميري لأنه حارب الطائفية بعد أن قاد انقلاباً ضد القوى الديمقراطية، يعني أن المشكلة ليست الدكتاتورية، وأن الشيء المهم ليس الديمقراطية، فالإسلاميون في مصر وصلوا الى الحكم بصناديق الاقتراع وفي ليبيا اجتهدوا للإطاحة بحكم الدكتاتور الدموي القذافي، وفي تونس قادوا الربيع العربي ضد الأسرة الفاسدة المتسلِّطة، وفي سوريا فعلوا مثلما فعلوا في تونس. أما في اليمن فإن الإرهابيين المسيطرين الآن على الساحة هم طائفيون حقاً. و«أسماء» طبعاً حدثتنا كثيراً عن الطائفية في الحوار، إن نصيحتي لأسماء محمود محمد طه أن تقبل نصيحة «الطيب مصطفى» لها.[/JUSTIFY]