الهندي عز الدين
زيارة “البشير” للإمارات . . (وثبة) ثانية!!
ورغم ما يمكن أن نصفه بالفتور في العلاقة (الرسمية) بين “الخرطوم” و”أبوظبي”، إلا أن التواصل الشعبي والاقتصادي والتبادل التجاري وحتى الدبلوماسي على مستوى وزارتي الخارجية ظل (طبيعياً)، ولم يتأثر بأي توترات سياسية أو خلافات في وجهات النظر بين الحكومتين حول قضايا إقليمية أو دولية. وهذه في نظري ميزة استثنائية جعلت العلاقة بين السودان والإمارات مستقرة في منطقة (محصنة) من سرعة الانحدار إلى الهاوية حيث القطيعة والمخاشنات .
ومن عجب أن السودان وصل في وقت من الأوقات، مرحلة مواجهات ساخنة مع دول شقيقة وصديقة ومجاورة مثل مصر، إثيوبيا، إريتريا، ليبيا، أوغندا وتشاد، لكن العلاقة مع الإمارات ظلت محفوظة في (ثلاجة)، فهي ليست بالدفء المطلوب الذي يرقى لطموح القيادتين السودانية والإماراتية، كما أنها لم تفقد الصلاحية ولم يصبها العطب!!
هل حدث هذا بسبب حرص الحكومتين على عدم تجاوز (الخطوط الحمراء) في العلاقة بين الدولتين، أم بسبب حميمية العلاقة بين الشعبين، احترام الإماراتيين للسودانيين من لدن الجيل الأول من المغتربين الذين أسسوا مع إخوانهم للنهضة غير المسبوقة في كل المجالات التي قفزت بها “الإمارات” على أخواتها، بل على كل الدول العربية خاصة في مجال (البني التحتية) . .أم بسبب تقدير السودانيين الخاص للإمارات التي فتحت أرضها وخزائنها لأبناء السودان بإشارة قديمة من حكيم العرب الراحل الشيخ “زايد بن سلطان”؟!
قد تختلف الإجابات، لكن الثابت أن عدد رحلات الطيران (اليومية) بين الخرطوم ودبي – أبوظبي – الشارقة تفوق عدد الرحلات إلى أي عاصمة أو مدينة عربية أو أفريقية أخرى .
لقد ظلت “دبي” وجهة أساسية ومحطة ثابتة في برنامج رحلات واستشارات وصفقات رجال الأعمال والمال في السودان، فهي (مركز) وهي (معبر) أيضاً إلى الشرق الأدنى في غالب معاملات الصادر والوارد .
والحال هكذا، كان لابد للحكومتين أن تقتربا أكثر . . وتبحثا عن مصالحهما الإستراتيجية . . اقتصاداً وسياسة وأمناً، في ظل تطورات بالغة التعقيد يشهدها عالمنا العربي ابتداءً من العراق وسوريا وليبيا واليمن، فقد تحول عدد من الدول العربية إلى كتل من بارود، وجبال من متفجرات وسعير مستمر!!
زيارة الرئيس “البشير” اليوم ولعدة أيام، لدولة الإمارات زيارة مختلفة . . ولها ما بعدها إن شاء الله.
{سبت أخضر[/JUSTIFY]
العلاقات بين البلدين والشعبين السوداني والإماراتي راسخة وحميمة لا تنسى منذ أيام الاتحاد الأولى عهد الشيخ زايد والنميري رحمهما الله؛ فهي شعبية وثقافية تجمع العلاقات الشخصية بين قيادات البلدين وأبناء الشعبين بالخيل والإبل والشعر والرشايدة.. وهي اقتصادية وتجارية تجمع بين العمالة المخلصة والترحيب المضياف والمقدر والاستثمار الزراعي والأمن الغذائي والمستقبل الواعد..
نسأل الله تعالى القوي القادر أن يديم على البلدين حكومة وشعبا المودة والتوفيق للمضي قدما على الطريق خدمة لمصالح البلدين الشقيقين…
اكتب عن لقاء البشير للمحطة الاجنبية الذى اذيع يوم السبت الماضى بالسودان