الجنوب .. مطلوب الهدوء !

[ALIGN=CENTER]الجنوب .. مطلوب الهدوء ! [/ALIGN] ما بال الإخوة الجنوبيين في بعضهم البعض يفعلون العنف القبلي لتصل إحصائيات العام ما يفوق مقتل ألف شخص مما حدا بمنسوبي الأمم المتحدة التصريح بأن هذا العنف قد يعطل مستقبلاً الانتخابات، إضافة لهجر المناطق وترك الديار والعودة لوضعية النزوح أيام الحرب للبعض منهم.. وصراع القبائل أشد ضرراً مما يعتقد الناس، لأنه كالسوس الذي ينخر في العظم.. ووتر القبلية الذي يعزف لحن شؤم على ديار السودان ككل يحتم الحسم الواعي من قبل المواطن البسيط قبل الآخر المستنير الذي تغلبه أجندته على مبدأ المصالحة العامة.. إذن ليست علة الجنوب هي الإرتباط بالشمال ولكنه حتى على المستوى الداخلي لفصائله وقبائله ويكفي أنهم انتشروا بأعداد كبيرة حسب الإحصائيات المنشورة في هذا العام والمقدرة بحوالي «مائتين وخمسين ألف شخص»، خاصة في مناطق الإشتباك ما بين قبائل مناطق جونقلي وأعالي النيل والبحيرات.. ويظهر القلق في استهداف النساء والأطفال في كثير من الأحيان ما بين سرقة الدنكا والنوير للماشية واشتباك النوير مع المورلي ونزيف الدم في اقتحام القرى.. والجهات المعنية بالجنوب تلوح لاتهام الحزب الحاكم حسب ما ورد ببعض الصحف، وتلقي باللائمة كالعادة صوب الشمال.. إذن يظل الشمال «شماعة» الإخفاق في ما يلي الجنوب.. والكل يذكر الاثنين الأسود عندما رحل الدكتور جون قرنق في حادثة طائرة رئاسية يوغندية.. حيث صب كل أبناء الجنوب غلهم على أبناء الشمال لكأنهم هم الذين تسببوا في ذلك.. فجعلوا من الخرطوم في ذلك اليوم استباحة وفوضى.. ولا نقول إن الشمال عليه دائماً تحمل الإخفاق في الجنوب، فقد آن الآوان أن ينظر الإخوة الجنوبيون لأبناء الشمال بنظرة محايدة ليتأكدوا أن علة الجنوب ليست الشمال، بل هناك بين ثنايا قبائلهم وتناحراتهم التي تخصم دائماً من بلوغ الوضع الافضل.. وآن الأوان أن يعالج الإخوة الجنوبيون تصدعاتهم الداخلية ليكونوا قدر التحدي الذي يلوح به ساستهم لكأنهم يخيفون الشمال بذلك الإنفصال الذي قد يتقبله الشمال إن كان خياراً حقيقياً للمواطن الجنوبي، واستعجب جداً لتحميل الحركة الشعبية التي تقبض على أمور الجنوب لشريكها في الحكم مسؤولية الإنفلات الأمني بالجنوب والصراعات القبلية هناك. والشيء المعروف أن الحركة الشعبية قابضة على الأمر
سياج – آخر لحظة السبت 05/09/2009 العدد 1109
fadwamusa8@hotmail.com