فدوى موسى

إنتاج لقاح

[ALIGN=CENTER] إنتاج لقاح [/ALIGN] أرتبط ذكر أهل بلاد الصين بصروح وفعاليات اقتصادية ذات أبعاد متمددة في وجدان الشعب السوداني، وكم من منشآت اقترنت بطابع الصداقة الشعبية المحببة الى إنجاز استخراج البترول السوداني الذي أحدث نقلة نوعية في اقتصاد البلاد وعمرانها، ونصيب الصين في هذا الإنجاز لا يخفى على أحد.. ورؤية شواهده على أرض الواقع تدلل على أن قوم الصين ناشطون ومتحركون بقوة في شتى البقاع.. اليوم تهدي الصين عالم الإنسانية إنجازاً علمياً وعملياً لتوقف زحف التهديد الذي يمثله مرض أنفلونزا الخنازير، حيث تمكنت من عمل لقاح آمن أحادي الجرعة لتحقيق مستوى مناعي فعال جداً، كما أكدت التقارير والأخبار .. والمعروف أن إنتاج لقاح ليس بالأمر الهين، حيث يتطلب ذلك وجود القدرات البشرية المتمكنة الخبيرة بخفايا أجهزة المناعة وبالبحوث العلمية التي ترتكز اليوم بقدر كبير على علم الهندسة الوراثية لمسببات الأمراض وللعائل المعني بالإصابة المرضية.. وقديماً كانت مشكلة إنتاج اللقاحات معقدة لصعوبة توفر التقنية المناسبة لحلحلة لغز المسبب وكيفية إستشعار وإعداد الأجسام لرفضه والحيلولة دون إحداثه للمرض.. والمعروف أن (الفيروس) يهاجم جسم الإنسان ويبحث عن الخلايا التي تتلاءم مع احتياجاته ليتمكن من التكاثر وبالتالي إحداث الأمراض، لذلك بنى العلماء فكرة إنتاج اللقاحات على دائرة مناعة الجسم، وذلك إما بعمل لقاحات تحوي أشكالاً مضعفة من المسبب المرضي أو ميتة لتثير جهاز المناعة لعمل أجسام مضادة له وحفظها في ذاكرة خلايا المناعة ومن ثم إذا أصيب الإنسان بالمرض فإنه ما على أجهزة المناعة إلا أن تستدعي الأجسام المضادة المخزنة. اليوم مكنت عمليات عزل واستنساخ الفيروسات عمليات إنتاج اللقاحات التي تحتاج للمسبب نفسه مضعفاً أو ميتاً أو جزءاً منه .. وكم أحس بالحزن أن لنا علماء مجتهدين ولهم القدرة على ورود منبع إنتاج اللقاحات لا يجدون المناصرة لتحقيق الفائدة الإنسانية، حيث تظل اجتهاداتهم محبوسة تحت وطأة عدم المساندة الفعالة.. وأحيي هنا علماء السودان الذين ينجحون في طرق أبواب العلم بقوة وأذكر هنا أستاذي الجليل «بروف السنوسي» الذي حقق اكتشافات علمية في علم البكترلوجي وأهدى البشرية لقاح الدمامل الذي يرجع سفن الصادر من قلب البحار.. ثم لا يجد أمثال هؤلاء الأفذاذ ما يستحقون من تقدير. آخر الكلام: عندما تحترم الشعوب أهل العلم .. يقف هؤلاء سداً منيعاً دون مخاوفهم وانهزامه بما ينفع لما يسرهم له الله.
سياج – آخر لحظة الاثنين 07/09/2009 العدد 1111
fadwamusa8@hotmail.com

تعليق واحد

  1. الاستاذة فدوى موسي … سلام وتحية ،،،،
    نعم صدقتي ،،، ولكن عندما تعرف الدولة قيمة العلم والعلماء ، وتفرد لهم المكان رحابة ، والمال سخاء ، والتقدير موفورا يتدفق عنها لهم بذلا بلا من ولا اذى …. عندما يجد العالم في بلادنا من يشير اليه بالبنان … لان الدولة قد اشارت له بالبنان والصولجان فصار علما يكن له الجميع حبا وتعظيما … عندما لا يفكر العالم في بلادنا في الهروب الي ديار الاغتراب او المهاجر بحثا عن موطن امن يجد فيه قيمة لعلمه وجهدة … ويجد من يقول له خذ ما تريد واعطنا ما نريد … فيبدع وتملأ شهرته الافاق … ويكون الصدى عندنا فخرا ليس الا .. !!! لا يمكن للعلم ان يحترم في بلاد يمجد الجهلاء والمفسدين لمالهم فقط … او لاشباه الصحافيين … او ارباع المغنيين الذين قتلوا حلوا الكلام في وجدانننا وتعطيهم الالقاب والمناصب والمكانة الاجتماعية ووو… ووو بينما ادبائنا وعلمائنا لا احد يحفل بصدح تغريدهم في سماوات البوم اللعين .