التكنولوجيا .. أداة فعالة لخدمة الأهداف السياسية
وفي استطلاع حديث أجرته شبكة الإعلام العربية “محيط” علي القراء، أكدت نتائجه أن 1588 قاريء بنسبة 54.14 % يوافقون علي فكرة إمكانية تطويع التكنولوجيا لخدمة الأهداف السياسية ، بينما عارض 134 قاريء بنسبة 4.57% فكرة قدرة التكنولوجيا علي ذلك ، وجاء رأي 1211 قاريء بنسبة 41.29% ليؤكد أن ما يحدث علي الساحة العالمية حاليا هو خير دليل علي تطويع التكنولوجيا لخدمة هذه الأهداف.
فالإنترنت ظل لفترات طويلة مقتصرا علي دوره التقليدي في التعامل مع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، ثم تطور شيئا فشيئا حتي وصل لما قد نطلق عليه ” تسييس الإنترنت” ، حيث تنوعت أدواته لتخدم اهتمامات مختلفة للمستخدمين ..
الانتخابات الأمريكية في وجه الإنترنت
تختلف الإنتخابات الأمريكية المقرر انعقادها فى شهر نوفمبر القادم عن سابقتها فى اعتمادها بشكل كبير على التكنولوجيا الحديثة خاصة شبكة الإنترنت وما توفره من خدمات يصعب تحقيقها بالطرق التقليدية، وهو ما دفع السناتور جون ماكين المرشح الجمهوري للرئاسة إلى الاستعانة بمحرك البحث جوجل لاختيار نائباً له.
وقال السناتور جون مكين إن “جوجل” يسهل مهمته في إعداد قائمة المرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس.
وعندما سئل في مأدبة غداء لجمع التبرعات مؤخراً في ريتشموند عن عملية الاختيار ردا على المشاركين قائلا “إنها جوجل في الأساس”. ومضى يقول “ما تجده الآن في الإنترنت.. أمر رائع”.
ويتفق المراقبون على الدور الكبير الذي تلعبه الشبكات الاجتماعية الافتراضية على شبكة الانترنت، فهذه المساحة الافتراضية أعطت أول مرشح من أصول أفريقية الفرصة للوصول إلى البيت الأبيض وكانت سبباً أساسياً في تفوق أوباما على كلينتون.
ويشير المحللون والمؤرخون إلى أن فريق أوباما الانتخابي استطاع إشراك فئة من الناخبين لم تكن تشارك من قبل في العملية الانتخابية؟ وهم فئة الشباب المنغمس في الشبكات الاجتماعية الافتراضية على الإنترنت مثل الفيس بوك وماي سبيس من أجل جذب مزيد من المؤيدين والمناصرين له.
وقد ظهرت بوادر حرب إلكترونية بين هيلارى كلينتون وأوباوما و جون ماكين قبل أن تخرج الثانية من السباق الرئاسي حيث صارت الشبكة أداة سياسية فعالة تحسم من خلالها التكنولوجيا مصير السباق نحو البيت الأبيض.
ووفق تقرير صدر مؤخراً عن معهد الناخب الالكتروني، فإن هناك اتجاهاً جديداً وذراعاً جديدة في انتخابات الرئاسة الأمريكية هو الذراع الإلكتروني حيث أن نسبة كبيرة من مستخدمي شبكة الإنترنت يسعون للحصول على معلومات سياسية ويتمتعون بنشاط إلكتروني عالى حتى أنهم يوصفون بـ”النشطاء الإلكترونيين” الذين يتبادلون مع أصدقائهم وأقاربهم الأخبار والمعلومات المتعلقة بالمرشح المقرب إليهم.
وعندما يذهب المرشحون الأمريكيون لصناديق الاقتراع في شهر نوفمبر القادم لانتخاب رئيس جديد، فإنهم سينتخبون مرشحاً ديمقراطياً كان أو جمهورياً ارتبطوا به بشكل ما واستطاعوا التواصل معه خلال عدة أشهر ليس من خلال التجمعات الانتخابية فحسب بل أيضاً عبر شبكة الانترنت التي أصبحت أداة سياسية ليبدأ عصر جديد تحسم فيه التكنولوجيا مصير الإنتخابات.
ووجد المرشحون للرئاسة الأمريكية ضالتهم هذا العام في المدونات أو البلوجز ومواقع التعارف والمواقع الاجتماعية التي تشهد إقبالاً كبيراً من فئات المجتمع المختلفة سواء اجتماعياً أو ثقافياً أو سياسياً أو حتى عمرياً وإن كان أكثرهم من الشباب، ولذلك أصبح الجميع متواجداً على المواقع الاجتماعية الأشهر مثل “ماي سبيس” و “لينكد ان” و “فيس بوك”.
ولم يعد هناك لقب “المرشح الإلكتروني” الذي يتميز دون غيره بالتواجد على الشبكة العنكبوتية بل أصبح الجميع حاضراً ومتفاعلاً ونشيطاً ومنظماً.
فيس بوك يشعل نار 6 أبريل في مصر
أشعل الإنترنت من خلال المواقع الإجتماعية والمدونات والمنتديات شرارة البدء في الإضراب الذي وقع في 6 أبريل الماضي في مصر وكان المحرك الأساسي الذي اعتمدت عليه القوى السياسية والناشطين لإثراء الروح الحماسية لدى المواطنين عامة والشباب على وجه الخصوص خاصة وأنهم الفئة الأكثر تصفحاً للإنترنت.
فقد انتشرت الدعوة للاعتصام المدني في المدن المصرية على مواقع الفيس بوك واليوتيوب والمدونات والمنتديات الحوارية والمجموعات البريدية ولاقت رواجاً بين مستخدمي هذه الموقع من المصريين سواء من المقيمين في مصر أو خارجه، وقام المشتركون بإنشاء مجموعات خاصة بهذا اليوم.
وحققت هذه المجموعات انتشاراً كبيراً حيث وصل عدد المنضمين فيها ما يقرب من 72 ألف شخص من مختلف محافظات مصر أعلنوا مشاركتهم في الإضراب.
وأكدت أيضا على ضرورة الإضراب عن شراء أي سلعة لتمثل “وسيلة تهديد للحكومة التي لا تعيرنا اى انتباه و لا تحترم وجودنا ولا تحس بمعاناتنا و كذلك الإضراب عن شراء السلع يعتبر تهديد لأي تاجر يرفع الأسعار إننا يمكن أن نتحد لمواجهته” علي حسب ما كتب على الفيس بوك.
يوتيوب .. ساحة للصراع
تحول موقع يوتيوب الشهير لتبادل لقطات الفيديو إلى ساحة جديدة فى مباراة اختيار الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية، وتسابق المرشحون فى استغلاله لكسب أكبر عدد من الناخبين سواء بعرض آرائهم أو السخرية من منافسيهم كما حدث بين مرشحي الحزب الديمقراطي هيلارى كلينتون قبل هزيمتها – وباراك أوباما.
فقد بث موقع يوتيوب صوراً سيئة للمرشحة هيلاري كلينتون في حملة منظمة من المعارضين لها حيث اختاروا لها عدة لقطات تظهرها عنيفة وأضافوا إليها بعض المؤثرات باستخدام برامج تقنية تجعل وجهها أكثر شيخوخة وأكثر عنفاً.
وظهرت كلينتون في يوتيوب في صورة ساخرة ومضحكة إلا أنها لها دلالة إنتخابية، فمثلا صورة لها مع زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون وهما يضحكان ضحكة ذات مغزي ومكتوب عليها “لا مرة أخري” يعني لانريدكم مرة ثانية.
ويأتي هذ الموقف من معارضي كلينتون بعد أن أطلقت الأخيرة حملات مضادة للنيل من منافسها الرئيسي أوباما عن طريق حجز موقعين إلكترونيين مؤخراً لتصوير أوباما بأنه “جبان” لتستمر الحرب اللفظية الإلكترونية بين أبرز المتنافسين على الفوز بتمثيل الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية القادمة. [/ALIGN]