فدوى موسى

الهلال والظلام

[ALIGN=CENTER] الهلال والظلام [/ALIGN] لحظات متوجسة تلك التي عاشتها الخرطوم ليلة مباراة الهلال مع مازيمبي الكنغولي، حيث كانت الأجواء تبعث على التوجس عندما غطى الظلام الأجواء وجعل من العاصمة قطعة قاتمة ورقعة ظلماء، تبدو للقادمين من على الأجواء نائمة «نومة» أهل الكهف.. والجهات المعنية بأمر الإمداد الكهربائي تعود بأسباب هذا الانقطاع إلى خروج المحطات الحرارية في بحري وقري ومحطات التوليد المائي في الدمازين ومروي عن الخدمة تماماً، وذلك لأعطال في التشغيل وانخفاض مفاجئ في تحميل الشبكة كما ورد بالصحف، كما أن هناك من يرى أن ذات الجهات لم تستطع معرفة الأسباب بالضبط لما حدث.. وحسناً فعلت الجهات ذات الصلة بتوفيرها لمولد كهربائي عالي الطاقة لإدارة مباراة هلال السودان.. كنا نعتقد أننا تجاوزنا مرحلة القطوعات والمعاناة مع الشمع واللمبات والشواحن.. هذه ليلة كانت من ليالي الأمس «الظلماء» كتذكار بأننا في مرحلة الفائض من الكهرباء نعيش مثل هذه الجائحة المظلمة.. قد اعتاد الناس في حالات الإظلام المماثلة بقضاء وقت سمر.. ولكن تجمع معظم أهل الديار حول «الراديو» أضاع فرصة السمر الظلامي.. والأجواء تحمل على الهزيمة وقد كانت الهزيمة خماسية قاتلة للأحلام السودانية في عالم الرياضة المضطرب.. ويتخوف كل السودانيين من الانهزام والانقطاعات العدمية في عالم السياسة، الذي لا تبرق فيه بارقة أمل بالهدوء والاستقرار إلاّ وتنقصها الأحداث بما هو مظلم وقاتم.. الاعتراف بالعجز.. درج بعض المسؤولين في الآونة الأخيرة على الانتقاد الذاتي للعمل الذي يوكل إليهم.. ولكنه نقد يصب في «تلويم» صغار المنتمين لمؤسساتهم دون النظرة الكلية الشاملة لدور هؤلاء المسؤولين، الذين يفترض أنهم هم واضعو السياسات والخطط والاستراتيجيات.. وفشل أي منظومة أو مؤسسة في المقام الأول هو فشل قمة الهرم المسؤول إدارةً وتنفيذاً.. وحقيقة لا يجدي أن يبرئ هؤلاء المسؤولون أنفسهم ويعيروا الآخرين ويضعوهم في موقع الاتهام الكبير.. ومبروك هذه المرحلة من الشفافية الناقصة.. ويا مسؤولين متى كانت استراتيجياتهم واضحة وميزانياتكم معتمدة مائة بالمائة لتقفوا هذا الموقف المحجف في حق المنتسبين لمؤسساتهم.. وحقيقة الاعتراف بالذنب فضيلة نتمناها لهم بحق وحقيقة.. من أجل الإصلاح.. ومبدأ التغيير الذي يطمح إليه الكل في هذه الفترة يجب أن يطال كل المنظومة فكراً وعملاً.. ومحمدة الانفراج والتصالح مع الذات تدور في تروس كبيرة كلها تؤدي للمصلحة التامة.. فيا حبذا إن اعترف المسؤولون بأخطائهم مع الآخرين دون إلباس هؤلاء الغلابى ثوب الذنب والخطيئة. آخر الكلام.. حالة الظلام التي تعتري «نور» المدينة تارة لأخرى تماثلها حالات أخرى في النفوس والذوات.. بقليل من الثبات يصبح الأمر محتملاً.
سياج – آخر لحظة الاربعاء 07/10/2009 العدد 1138
fadwamusa8@hotmail.com

تعليق واحد

  1. لقد ظننا ان الليل والظلام قد فات مننا للأبد وما حنسمع بيهو إلا عند الشعراء يضعون عليه همومهم وينشدونه ويحلفونه ان لايفوتهم ويتركهم لأنوار العاصمة وهي ترخي بسدولها على ضفاف النيل .. ولما حدث ما حدث لم نجد ردا مقنعا وكل زول يشيل ويخت اللوم على الحيطة القصيرة .. ذكرتني قصة هؤلاء أخون عصام درس معنا وكان يكره أغاني حيدر بورتسودان ولما أحد اصحابه في الشقة معه وضع شريط حيدر بورتسودان هاج وماج وحلف إلا يطلعوا الشريط … ويوما ودتم الاقدار للقاهرة وذهبا لأحد الأخوة في شقتة وكانت المفاجأة ان حيدر بورتسودان يسكن مع صديقهم في نفس الشقة … جلس الجماعة للغداء وبدأ التعارف بين الحاضرين وهنا فجاة تدخل اخونا عبد الواحد ليحرج عصام … فقال عبد الواحد لحيدر بورتسودان يا استاذ حيدر اخونا عصام دا بكرهك وبكره غناك … فقال حيدر لعصام مالك يتكرهني يا عصام ، فقال عصام والله ما قائل بنتقابل … هكذا صارت الاعذار عندنا لا معنى لها وقايلين الناس زي زمان تنطلي عليهم الاكاذيب لقد صار كل شيء واضح لكل الناس …;(