المقالات

علمية: السيجارة الإلكترونية ربما تكون وسيلة الاقلاع عن التدخين


[ALIGN=JUSTIFY]ظهرت في الأسواق منذ مدة سيجارة إلكترونية هي نسخة مطورة وإلكترونية للسيجارة التقليدية حيث تحتوي على بطارية قابلة للشحن، وهي تشبه إلى حد كبير السيجارة التقليدية إلا أنها أطول منها بقليل. تتألف السيجارة الإلكترونية من قضيب يحتوي على البطارية، وخزان المادة السائلة التي تمتزج بالدخان وهي خليط من النيكوتين ومادة بروبيلين جلايكول والتي تستخدم لاضافة كثافة على الدخان المنفوث، ومشغل دقيق لانتاج بخار الماء، وأخيراً مرشح الهواء.

تعمل السيجارة الإلكترونية بواسطة البطارية التي تقوم بمد المشغل الدقيق بالطاقة لكي يقوم بانتاج بخارالماء حالما يقوم المستخدم بأخذ نفس هواء بواسطة مرشح الهواء. يمر بخار الماء على خزان مزيج النيكوتين ومادة بروبيلين جلايكول حيث يتم اضافة قطرات قليلة من المزيج والتي يتم ضبطها مسبقاً لتحديد نسبة النيكوتين المطلوبة، وتقوم قطرات الخليط مع بخار الماء بتأليف الدخان المشابه لدخان السيجارة التقليدية خاصة مع وجود مادة الجلايكول التي تضيف كثافة في الدخان، كما يقوم المشغل الدقيق بتشغيل اضاءة حمراء في نهاية السيجارة لاضفاء شكل السيجارة التقليدية عليها.
يذكر أخصائيون من خلال تقارير منشورة على الإنترنت بأن لتلك السيجارة الإلكترونية ضرراً أقل بكثير من الأضرار الناجمة عن تدخين السجائر العادية وذلك لأن تلك الأخيرة تحتوي على مادة القطران وأول أكسيد الكربون الناتج عن عملية الاحتراق وكلتا المادتين مسرطنتين ولهما تأثيرات على القلب والرئة، ولأن السيجارة الإلكترونية عبارة عن بخار ما مشبع بقليل من النيكوتين لذلك فإن ضررها أقل بكثير علماً بأن مادة النيكوتين لاتزال واحدة من المواد التي تشكل خطراً على الدورة الدموية.
وتتحدث معظم التقارير عن امكانية هذه السجائر في تقديم المساعدة للمدخنين للاقلاع عن تدخين السجائر العادية التي تحتوي على المواد الضارة وبالتالي تقليل مرات استخدام السيجارة الإلكترونية إلى حد الاقلاع عن التدخين بالكامل. كما تشير تلك التقارير إلى امكانية هجر المدخنين للسجائر واستخدام هذه النوعية الإلكترونية بسبب قلة المواد الضارة بها، على الرغم من بقاء الضرر قائماً ولكن بشكل أقل، وهو ما سيساعدهم على التخلص من ادمان التدخين إلى أن يتخلصوا منه نهائياً. ويسعى الاتحاد الأوروبي لتقنين استخدام السجائر الإلكترونية من خلال التعرف على كيفية معاملتها، خاصة وأن بعض الدول الأوروبية كالنمسا مثلاً ترى أنها جهازاً طبياً لعالج ادمان التدخين، كما أن المملكة المتحدة لا تنوي حظرها في الوقت الراهن أقلة في المقاهي التي سرى عليها جظر التدخين، وكذلك تفعل هولندا.
ولكن هناك مشكلة ادارية وهي أن تلك السيجارة يمكن استخدامها في أي مكان وفي أي وقت وذلك بسبب عدم وجود الرائحة المألوفة لدخان السجائر، وعدم وجود عملية احتراق للتبغ ينتج عنها غازات مختلفة. فيمكن للمدخنين أن يستخدموها في المستشفيات، وفي الطائرات والمطارات، ومحطات الوقود، وغيرها من الأماكن التي عادة ما يحظر بها التدخين، مما يستلزم الجهات المختصة ايجاد سياسة قانونية وصريحة للنظر إلى هذه السيجارة، وتفصيل ما إذا كان المنع الهدف منه عدم الاضرار بغير المدخنين، أم أنه فرض قيود قانونية على المدخن. يبقى أن نشير إلى أن السيجارة الإلكترونية لازالت تعد وتصنف على أنها من المواد الضارة بالصحة وذلك كونها تحتوي على مادة النيكوتين المؤثرة في الدورة الدموية، والتدخين بشكل عام هو أحد أهم أسباب أمراض القلب والشرايين وسرطان الرئة.[/ALIGN] صحيفة الجريده