بدأت بـ(الكرسي الدوار) بالإذاعة والتلفزيون .. تعديلات مرتقبة في المواقع التنفيذية الثقافية
العاملون في الاذاعة والتلفزيون أو أجهزة الدولة الرسمية، يقسمون قادتهم الى اثنين.. احد الاثنين يخدم المشاهد أو المستمع والآخر يخدم الدولة وينفذ سياساتها دون اي اعتبارات اخرى.. وهذا ما يجعلهم ايضاً يستطيعون القول «فلان دا ما بمشي إلا بعد الانتخابات» اي ان له دوراً لم يكتمل لذلك لا يمكن ان تطاله حركة التعديلات الدائرية.
الآن، وفي تلك الاجهزة.. توقعات بتعديلات وتنقلات.. وانتهت الانتخابات وبالتالي يفترض ان ينتهي المنتدبون لمواقع قيادية في الاجهزة الرسمية، فربما تقتضي المرحلة النوع الاول من القياديين، ورغم ان الإجراءات لم تكتمل، إلا ان هناك حديثاً عن ان محمد حاتم سليمان المدير العام للهيئة العامة للتلفزيون اقرب المغادرين لمقعده. وفي الأمر قولان اوله انه كان رجل مرحلة اتمها على اكمل وجه وانتهت مهمته.. وثانياً انه يتوقع ان يذهب «وزير دولة في احدى الوزارات» ولعل ذات الامر متوقع حدوثه في الهيئة العامة للإذاعة، فمديرها معتصم فضل كان قد مدد له رئيس الجمهورية مدة ولايته عاماً، لإنعدام البديل.. ولكن لأن التقديرات كانت تقول إن معتصم ابن الإذاعة وهو الأصلح لقيادتها، ومع ذلك يرى مراقبون في عبد العظيم عوض مدير البرامج بالإذاعة مرشحاً جديداً قادماً لكرسي المدير. ويرى آخرون.. احتمال استقدام ابراهيم الصديق مدير القناة القومية بالتلفزيون.. كمدير عام للإذاعة أو استقدام آخر من خارج أسوار الهيئة!!
دائرة الضوء
وأيضاً قد تطال دائرة التغيير، كل الوزارات المعنية بالعمل الثقافي والإعلام.. فوزارة الإعلام، تفيد المصادر بأن الزهاوي ابراهيم مالك مغادر مقعدها.. وأنها ربما تؤول الى الحزب الاتحادي الديمقراطي وينتقل لها د. أمين حسن عمر وزيراً للدولة.. بعد أن كان يتقلد ذات المنصب في وزارة الثقافة والشباب والرياضة.
أما التعديل المرتقب بفصل الثقافة عن الشباب والرياضية الذي أوصى به الرئيس عمر البشير في حملته الإنتخابية الماضية، بعد أن طالبه أهل الثقافة بوزارة منفصلة ترعى شؤونهم، ووزير من أهل الثقافة، له صلة بالعمل الإبداعي، يمسح التهميش الذي لحق بالثقافة في كل الحقب التي حكمت السودان منذ الاستقلال وحتى الآن.. وبعد القبول من الرئاسة، يرى مراقبون أن كثيراً من الشخصيات ذات الصلة بالعمل الثقافي قد بدأت في تقدم الصفوف ووضع نفسها في دائرة الضوء من خلال الفعاليات التي تخدم القضايا الثقافية والقضايا الوطنية من خلال المنتديات والليالي.
ولعل أكثر الشخصيات التي يتردد أنها قريبة من كرسي الثقافة.. د. اسماعيل الحاج موسى وزير الثقافة والإعلام في حقبة مايو، وعبد الباسط سبدرات وزير العدل السابق، والمهندس السعيد عثمان محجوب. كما يتوقع أن يكون بحسب المصادر السموأل خلف الله مدير مؤسسة أروقة للثقافة والفنون، أو صديق المجتبى أمين عام المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون، أو عماد الدين ابراهيم وزيراً للدولة بالثقافة..!
وبحسب المصادر المطلعة فإن الأقرب من هذه الأسماء للوزارة (المفصولة) وليست الجديدة، هو عبد الباسط سبدرات، وأن حظوظه أقوى للفوز بالكرسي. وتقول المصادر إذا جلس سبدرات على كرسي الثقافة قطعاً سيخدمها فهو مقرب من القيادات ويستطيع أن يوفر لها المال اللازم لعملها، كما يحظى بقربه من الخطين الثقافيين اليسار واليمين، وأنه ينال ثقة الطرفين وإجماعهما.. وبرغم كل ما يدعم سبدرات إلا أن هناك اتجاهاً قوياً يستبعد قدوم سبدرات للوزارة باعتبار أنه قد نال فرصاً كثيرة قبل ذلك.. ويلي سبدرات في الحظ الأوفر للفوز بكرسي الثقافة المهندس السعيد عثمان محجوب.. الذي يراه الكثيرون إدارياً ناجحاً وقوياً وله تجربة في التعامل مع القطاعات المهتمة بالثقافة والمبدعين من خلال إدارته لمشروع الخرطوم عاصمة للثقافة العربية 5002م .. ورغم هذا القول فثمة انقسامات حادة حوله، فهناك من يراه خارج البيئة الثقافية وهناك من يرى في مشروع العاصمة الثقافية غير كافٍ ليتولى هذا المنصب.. وفي حديث سابق لـ «الرأي العام» معه أكد السعيد أن الثقافة تحتاج الى إداري مثقف.. مع ذلك فهو زاهد فيها.
ويرى كثيرون أن حظوظ د. اسماعيل حاج موسى في الترشح للوزارة ضعيفة.. بل وجاءت من باب أنه الرمز الأوحد الذي خدم في وزارة ثقافة لفترة طويلة.. واستدعاء تجربته للوزارة «المفصولة» ليست بالأمر الجيد.الجوكر يكسبوبذات المعايير السابقة ينظر المراقبون الى وزراء الدولة.. فالسموأل خلف الله هو الأكثر قرباً من الكرسي.. فيراه الكثيرون (جوكر) المهام الثقافية ومن خلال منتدياته اكتسب الخبرة الإدارية والعملية في تنظيم العمل الثقافي والفني لا سيما أنه يجمع بين الغناء والمدائح والطرق الصوفية وخبير بدروب أهل الثقافة. أما صديق المجتبى فقد سبق وأن تقلد ذات المنصب في فترة سابقة.. وبحسب معاصرين لتجربته فانه لم يقدم للثقافة والمثقفين شيئاً يذكر..اما عماد الدين ابراهيم فان ترشحه يأتي من ايمان القواعد به بوصفه من المشتغلين بالحقل الثقافي وله اسهاماته ويتوقع له ان يقدم لجسم هو عضو فيه الكثير، ولذلك تنعقد عليه الآمال في ان يفوز بالكرسي وان ينتصر للمبدعين.
تقرير: ماجدة حسن
صحيفة الراي العام