فدوى موسى

رأسك برأس أستاذك!

[ALIGN=CENTER] رأسك برأس أستاذك! [/ALIGN] صديقتي تبكي على حال الأيام.. عندما وجدت إحدى الطالبات بالمدرسة التي تدرس بها تحتد مع المعلمة بكل ما أوتيت من فظاظة وقلة أدب بينة.. فما كان منها إلا أن تدخلت وحسمت الأمر وطلبت من الطالبة إحضار ولي أمرها حالاً.. وعندما جاءت الطالبة بولي أمرها.. والدتها التي يدل مظهرها على أنها تعطي المساحيق والكريمات والأزياء وقتاً مقدراً من زمن التربية والتوجيه.. أبتدرت حديثها معهم بكل وقاحة.. «بتي ما لها.. طالبين ولي أمرها..»، فردت عليها «أستاذة سعاد».. «بتك تحتاج لإعادة تربية».. «احترمي نفسك.. بتي مربية تربية صاح.. أحسن منك ومن مدرستك كلها».. «إذن لا داعي أن نلومها ما دام إنتي ولية أمرها بتتفاهمي بالطريقة دي».. «والله أنا أوصلها معاك أعلى المستويات.. قايلنا هينين وساهلين ليك».. «أسمعي يا أختي.. بتك بتعلي صوتها على معلماتها وتتعامل معاهم بكل وقاحة.. أبسط قواعد الاحترام منعدمة عندها..».. «طيب إنتوا دايرين مني شنو..» «يا ستي ما دايرين منك حاجة.. كدي اتفضلي أقعدي واهدي شوية عشان نشوف العلينا شنو والعليكم شنو..».. «أها..» وبهدوء استطاعت أستاذة سعاد أن توصل رسالتها لوالدة الطالبة والتي يبدو أنها لم تستوعب بعد المقاصد من هذه الرسالة، فقد حسمت نهاية المقابلة بعبارة «بكرة دي بننقلها من مدرستكم دي.. أنحنا الدافعينو ليكم ما شوية.. وقت الزول بيدفع دم قلبو.. أحسن يدفعو لناس بتقدر..». حقيقة احترام المعلم أصبح منتقصاً من ذي قبل، حيث كان الطلاب يرون المعلمين كالأنبياء وأقلاه يرونهم كآبائهم.. ولكن يبدو أن دخول عالم الخصخصة على قطاع التعليم أفرد نوعاً من الملاحظات السالبة جداً.. جعلت بعض الطلاب والتلاميذ يتنكرون للقيم والمباديء الأصيلة.. بل أنها أثرت سلباً على بعض المعلمين، حيث لا يقوى بعضهم على سؤال الطلاب أو التلاميذ خوفاً من أن يغضب الطلاب وذووهم ويحرمون المدارس من الرسوم التي يدفعونها ويدعمون بها المدارس، بالتالي تتوفر لهم المرتبات والحوافز.. إذن أثرت سياسات الخصخصة رغم البنيات التحتية الضخمة للمدارس والأدوات المتوفرة إلا أن بعض القيم والسلوكيات التي تصاحب بعض الجوانب كانت دليلاً سالباً على أثر الخصخصة بقطاع التعليم.. وربما كانت الخصخصة منها بريئة. آخر الكلام: التربية تبدأ من المنزل إلى المدرسة الى الشارع إلى المؤسسات وهلم جرا.. «مش كل مرة تسلم الجرة».
سياج – آخر لحظة الاثنين 26/10/2009 العدد 1156
fadwamusa8@hotmail.com

تعليق واحد

  1. الاخت فدوي سلام

    العلاقة ما بين البيت والمدرسة اصيبت بداء الانفصال منذ سنوات .. مثلها مثل غيرها من العلائق ذات القداسات والتقدير سابقا … هذا الحوار المنغلق ما بين المعلمة ووالدة هذه الطالبة لم يكن لينتهي الي غير ما انتهى ، لانه افتقد الارضية المشتركة من علاقة البيت بالمدرسة … حين صارت العلاقة مادية بحتة تعتمد في قوتها وضعفها على المال … هذه ولية الامر (والدة الطالبة) تحتاج الي احضار ولي امرها اولا قبل ابنتها لاعادة صياغة العلاقة من جديد .. وعندها ربما لن تحتاج ادارة هذه المدرسة ولا غيرها في طلب حضور ولي امر الي طالبة اخرى .