تحقيقات وتقارير

السودان وجنوبه .. دولة أو دولتان ؟!

تطرقت صحف عربية عدة لموضوع انفصال جنوب السودان، وأثر ذلك محليا ودوليا، واعتبر بعضها أن الانفصال حتمي وأن التفكير هو في ما بعد الانفصال لا في جوهره، في حين يقرأ آخر في إشارات المسؤولين ما يفهم منه أن الوحدة هي الخيار الأفضل.

فقد نقلت صحيفة الخليج الإماراتية في تقرير لها قول جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي إن آخر شيء تريد الولايات المتحدة رؤيته هو ظهور دولة فاشلة أخرى في القرن الأفريقي وشرق أفريقيا.

وتضيف الصحيفة أن إجابة بايدن التي جاءت في معرض رده على سؤال عن القلق المتصاعد لدى منظمات حقوقية بشأن سلامة الاستفتاء وانفصال الجنوب سجلت للمرة الأولى موقفاً أميركياً رسمياً يظهر تخوفاً قائماً منذ فترة حول عدم وجود أي مقومات دولة متوفرة على الأرض في الجنوب السوداني.

وجاءت هذه الإجابة متوازية مع زيارة المبعوث الأميركي للسودان سكوت غريشن وتصريحاته التي حاول فيها تهدئة روع الخرطوم من قرارات المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السوداني عمر البشير، وهي تصريحات جاءت متناقضة مع تصريحات الخارجية الأميركية التي رحبت بقرار المحكمة.

ويذهب محمود الريماوي بالجريدة نفسها إلى أن الشواهد والمؤشرات تزايدت على أن دولة جديدة سوف تنشأ خلال الشهور المقبلة في منطقتنا، على أن هذه الدولة المحتمل نشوؤها ما زالت بلا اسم يميزها ويحدد هويتها، باستثناء موقعها الجغرافي جنوبي السودان.

ويقول إنه ليس سراً أن التفكير لدى الجنوبيين كما لدى الشماليين، يدور حول “اليوم التالي” لإعلان نتائج الاستفتاء الذي تكاد تكون نتائجه معروفة قبل أشهر من إجرائه، ولا يمكن مقاومة هذه النتائج أو القفز عنها من دون الانزلاق إلى حرب أخرى.
الكل مسؤول
أما صحيفة الوطن الكويتية فحمّل فيها عبد الله بشارة جميع حكومات السودان المتعاقبة منذ استقلال السودان مسؤولية الوضع المتدهور بالسودان حتى هذا اليوم، إذ لم تنهض برأيه- الحكومات المتعاقبة بمسؤولياتها الوطنية تجاه جميع مكونات الشعب السوداني.

ويسرد الكاتب نماذج من الأنظمة التي تعاقبت على حكم السودان إلى أن يأتي لنظام البشير الذي يدرك كما قال- أن المعضلة في الجنوب أكبر من طاقة السودان وأكثر من إمكاناته، لذا امتلك الجرأة والشجاعة لتوقيع اتفاقية السلام عام 2005 التي تقر إجراء استفتاء حول انفصاله.

ومع اقتراب العد التنازلي للاستفتاء وما قد يترتب عنه سواء الانفصال أو الوحدة الكونفدرالية أو التعاون المكثف، تتكشف معضلة أخرى تواجه النظام بالسودان وهي دارفور، إذ لا يمكن عزل ما يحدث بدارفور في غرب السودان عن جنوبه.

وبرأي الكاتب، لم يكن النظام بالسودان على وعي باحتمالات التدخل الدولي الذي أثار الاهتمام السياسي والإنساني والإعلامي بتلك البقعة التي ساهمت ثورة التكنولوجيا في كشف المستور عما يحدث فيها مما أفرز تضامنا جماعيا عالميا تحول إلى هيئات وقطاعات شعبية.

ويضيف أن على حكومة البشير أن تتبنى سياسة التهدئة والتروي والقبول بنتائج الاستفتاء الذي ستكون حصيلته دولة جديدة في جنوب السودان، وعلى الجميع أن يتهيأ لتقبل هذا الواقع الجديد والانسجام معه والذي سيلقي بتداعياته على الوضع العربي وعلى البعد الدولي بكل جوانبه.
استفتاء نزيه
وفي صحيفة الشروق التونسية حوار مطول مع الرئيس السوداني أمل فيه بأن يجرى الاستفتاء في الجنوب مثلما جرت الانتخابات العامة هذا العام بحرية ونزاهة، وأن تتاح للمواطن في الجنوب حرية الاختيار بين وحدة طوعية او يصير السودان دولتين.

لكنه أكد أن الجهود جارية للمحافظة على السودان موحدا. واعتبر أن السودان مهدد من قبل القوى الصهيونية، وأن الشركات النفطية الأميركية التي لم تنجز شيئا في الجنوب هي التي أوجدت قضية دارفور.

وأضاف أنه من واقع الاستقرار الذي تشهده دارفور الآن ومن واقع اختيار شعب دارفور لممثليه الشرعيين كولاة منتخبين ومجالس تشريعية منتخبة، فقد أعلنا أن مفاوضات الدوحة هي آخر محطة للوصول إلى اتفاق سلام مع الحركات المسلحة التي انحسرت وانكمشت بسبب انصراف الناس عنها وبارت دعاواها.

تحدي الوقت
أما لجنة الاستفتاء فاعتبرت حسب راديو ماريا في جوبا- أن ضيق الوقت أهم تحد يواجهها في تهيئة الجنوب للاستفتاء، لكنها أكدت على بذل كل ما هو ضروري للقيام بالمهمة.

وقال رئيس اللجنة محمد إبراهيم إن الدستور يمنحهم 24 شهرا، لكن ما تبقى هو ستة أشهر لإجراء الاستفتاء في يناير/ كانون الثاني 2011.

وأوردت صحيفة المواطن السودانية اليوم إطلاق الحركة الشعبية لتحرير السودان حملة تحت عنوان “المسير نحو الأرض الموعودة” وتستمر لمدة 12 يوما بهدف زيادة وعي السكان بالاستفتاء القادم.

المصدر: الوطن الكويتية+الخليج الإماراتية+الصحافة التونسية