تحقيقات وتقارير

من الفاعل؟ «كسر المواعين».. بين الرجل والمرأة


دائماً يحدث الاضطراب عندما تتغير الأشياء التي ارتبطت بتسيير حياتنا اليومية، كثيراً ما يحدث ذلك في الشهر العظيم «شهر رمضان» على عكس ما يجب ان يكون، فرمضان شهر التسامح والأخلاق الرفيعة وليس تصادم الناس بعضهم البعض خارج المنزل مثل ما يحدث كثيراً في الشارع أثناء قيادة السيارات وينسى السائق انه صائم. و الصوم ليس الإمتناع عن الأكل والشرب بل كل شيء يغضب المولى عز وجل.
أما في المنزل فتكون الضحية الأواني المنزلية «الزجاجية» نتيجة التوتر والقلق الذي يصاحب المرء من أثر الصيام واختلفت الآراء علي أن أكثر من يقوم «بتكسير العدة» هو الرجل، وآخرون نفوا ذلك ورموه على البنات وذلك يرجع للتوتر خاصة قبل الإفطار «الرأي العام» تجولت مع عدد من أفراد المجتمع: «إسراء مأمون» قالت: اعتبرت زياد «العدة» في رمضان لدرجة من الافراط ليس سبباً أساسياً في «تحطيمها» مشيرة الى أن البنت لأنها تكون مرهقة ذهنياً وجسدياً وغالباً تكون في سرعة للحاق بصلاة التراويح «فينزلق الكوب أو الصحن من بين يديها وينكسر»
بينما نفت «إنتصار» حديث سابقتها بتوجيه تهمة «كسر الأواني» بقولها إن البنت حريصة علي سلامة «العدة» وتسعى دائماً لإقتناء أكبر عدد منها خاصة الزجاجية ذات الأشكال الجميلة والمتميزة وقالت: الرجل هو المتهم الحقيقي لعدم اكتراثه بالمحافظة على «الأواني» بل ويتعامل معها باللا مبالاة، أما يوسف فقال: النساء دائماً يرمين اللوم على «الرجال» حتى يخرجن أنفسهن من دائرة العتاب، وأضاف «الرجل ليس له علاقة بالمطبخ حتى يكون سبباً في تكسير الأواني فالنساء هن اللائي يقمن بإدارة المطبخ وبالتالي هن المسؤولات عن أي تكسير في الأواني.
وتفسر الاستاذة رشا عبدالرحمن باحثة «علم نفس» ذلك بالقول: يعتبر القلق والتوتر النفسي من أكثر الأمراض شيوعاً في معظم المجتمعات.. بسبب الضغط المعيشى والكم الهائل من المسؤوليات التي تقع على عاتقها ويتفاقم الأمر عند حلول شهر رمضان الذي يمتنع فيه الناس عن تعاطي المنبهات طوال فترة الصيام وبالتالي يزيد الضغط النفسي حيث لا يجد ملجأ سوى اللجوء الى التضجر وكثرة الاضطراب.. ونجد كثيراً من الناس يلازمهم مع التوتر صداع شديد وذلك لكثرة التفكير في المسؤوليات وحرمانهم من المنبهات التي كانوا يلجأون لها كحل في امورهم أو يهربون بها من جو العمل والضغط الأسري ومشاكل المعيشة. فيجب التعامل بهدوء وسكينة في الأمور حتى لا يحدث توتر عصبي يجلب معه الكثير من المشاكل الصحية، بالاضافة الى قدسية هذا الشهر العظيم والمعاملة الحسنة والمؤاخاة بين المسلمين بعيداً عن الحقد والتوتر والضجر.

الخرطوم: نجلاء عباس
الراي العام