منى سلمان
المسكوت عنه في تطبيب النساء..البغلة فى الابريق
فمع الطفرة النوعية الهائلة فى مجال التمريض العالى والإرتقاء المهني والأخلاقي لممارسي تلك المهنة، والذى تأتى بدخول بنات الأسر الكريمة لهذا المجال، مما جعلنا بعد عهود نهير ونرفزة الممرضات، نستنشق نسائم الرقة والذوق والأدب وصرنا ننعم بـ التعاطف مع آلام المرضى فنسمع: كُرعلي!! وجعتك ؟ معليش يعني أعفي لي !!
ومما زاد علينا الخير خيرين دخول العمالة الأجنبية، فالممرضات من دول شرق آسيا جلبن الهوى من حيث ندرى ولا ندرى، مما حفز أهل التمريض من بناتنا للخوض فى مباريات معهن لـ إظهار الرقة والحنان، وجميع من فى المجال الطبي فى حالة إختبار دائم للغتهم الإنجليزية (طبعا الحنان ده بالقروش يعني طريقة التعامل دى ميزة خاصة لمرضى الراحات فى المستوصفات الخاصة) .
عودا لذى بدء فإن من المعلوم أن قنواتنا العربية تبث بصورة منتظمة برامج علمية وتوثيقية لعمليات ولادة طبيعية وقيصرية كاملة، لنساء من الغرب دون أن يكون فى ذلك مساس أو خدش للمشاعر بأيى من المشاهد الخارجة أو المخلة، وما ذاك إلا بسبب مراعاة الكثير من دول العالم لخصوصية المرأة، فيتم سترها بالكامل فلا ينكشف منها إلا ما تقتضيه الضرورة ولمن يقوم بإجراء التوليد فقط، ولكن نجد بالمقابل فى مستشفيات الولادة وأقسام النساء والتوليد بمستشفياتنا العامة أن النساء يتعرضن للإمتهان ليس فقط للكرامة بل لإنسانيتهن أيضا، فبالرغم من أن غرف إستقبال وإنتظار الولادة مهيأة بستائر تفصل كل سيدة عن الأخرى إلا أن غرفة التوليد يتم فيها توليد أكثر من سيدة فى نفس الوقت مما يجعل الأمر أشبه بسوق اللحوم (الجزارة) فتنكشف النساء على بعضهن البعض وعلى الممرضات والدايات والأطباء.
قد يتحججون بالإمكانات المحدودة وبالأعداد الكبيرة من النساء اللاتى يترددن على تلك الاقسام مما يجعل من الصعوبة بمكان أن تخصص غرف منفصلة للتوليد ولكن فى تقديري أن الأمر لا يحتاج لأكثر من أغطية للرأس ومرايل وفوط طبية وستائر تفصل كل سيدة عن الأخرى أثناء عملية الولادة مما يحفظ لها إنسانيتها.
الأمر الآخر أن بإمكان بعض من (مرضى النفوس) من العاملين فى الوسط الطبي، يمكنهم أن يتخذوا من الأمر فرجة!! فيكثر منهم الدخول بسبب أو بدون سبب مبرر لتلك المناطق، وتحضرني فى تلك طرفة حصلت بـ الجد جد – روتها لي إحدى الزميلات من أنها عندما كانت تعاني من آلام المخاض بإحدى المستشفيات وكان يدخل ويخرج من الغرفة بعض ممن لم تميزهم نتيجة ما تعاني من الالم فنادت فى لحظة ضيق على أحدهم قائلة:
عليك الله يادكتور تعال شوفني ما قربتا !!
فأجابها فى حرج:
يا أخت أنا الكهربائي وجاي أصلح اللمبات !! .
من جهة أخرى نجد أنه من أبسط حقوق المرأة المسلمة أن لا يوقع عليها الكشف طبيب إلا فى وجود ممرضة ترافقها وتقوم بتجهيزها وهذا ما يحدث فى كثير من الدول غير الاسلامية، فوجود الممرضة وحضورها للكشف السريري يحفظ كرامة الطرفين مريضة وطبيب، فكما قد تتعرض النساء للمضايقات والتحرشات من (بعض ) ضعاف النفوس من أطبائنا، نعلم جميعا( زي جوع بطنا) أن الأطباء بالمقابل يتعرضون أحيانا لمحاولات إغواء تفوق محاولات زوجة العزيز مع سيدنا يوسف، فنجد أن بعض النساء يحضرن الى الطبيب دون رفقة الزوج أو الأم أو أحد المحارم، يسبقهم ويعلن عنهم شذى العطور وارتال مساحيق الزينة، فكثيرا ما تذكرنا قاعات الاستقبال فى عيادات الأطباء ببيوت الأعراس والمناسبات بسبب ما يفوح من مرتاداتها.
يحضرني فى مسألة التجاوزات بين الطرفين الكثير من الحكايات التى لا أظنها تفلت من بين يديي الرقابة المزدوجة من (سيد الاسم) وناس (الحكايات) لذلك فلنكتفي بالقول ان (البغلة فى الابريق) واختم بمقولة أستاذي د.البوني اوجهها لأولي الأمر: أنا ما بفسر وإنتوا ماتقصروا !!. [/ALIGN] لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com