[ALIGN=CENTER] طقوس الفرح[/SIZE] [/ALIGN]
احتفاء البسطاء بالفرح أطعم وألذ من اهتمام أصحاب البسطة والقدرة بالطقوس والمظاهر المتصلة بالفرح، الأوائل تتهلل وجوههم وسط السعي الدؤوب لسترة الحال آنياً مع تركيز الأخيرين على ارتسام الدهشة عند المشاركين لهم من هول المراسم وتكاليفها الباهظة وتشكيلتها المختلفة عن كل ما هو مألوف.. عندما هم (محمد أحمد) لإتمام زواج ابنته (مريومة) أتكل على الحي الموجود واعتزم اختصار الأمر على مشاركة الأهل بأبسط ما يكون.. عندها تداعى اليه أهله، كل بموجوده في يوم مشهود ومحضور، وكان مهيباً بعدد أهله الذين فاضت عنهم الدار.. كان يوماً على سجية الناس لم يهتموا بما قدم لهم فهم يعرفون مقدرة (محمد أحمد) وظرفه ولكنهم يشاركونه بفرح غامر.. وعندما تتعالى زغاريد النسوة بعفوية يتقافز الرجال طرباً لسترة (بنتهم) وسط أهلها بعيداً عما يسمعونه عن بنات هذا الجيل من زيجات عرفية ومسيارية وغيرها.. فهم يعرفون أن ابنتهم لا تخرج من حواهم وتقاليدهم ولكن الخوف من تصاريف الزمن وتأثير خروج البنت للجامعة والبندر يخلق عندهم (فوبيا) عدم السترة..
أما (ود البيه) فإعداده لفرح (لميس) ابنته يختلف طعماً وإحساساً.. فهو يريد أن يعرف أهله ومعارفه مدى قدرته على مجاراة أفراح الكبار جداً.. بذخاً وترفاً، فهو يريد أن يرسل رسائل لهم.. أنه الآن مع الكبار وأصبح على ما يلقبونه به منذ زمن بعيد (ود البيه).. فقد كان أبوه عليه الرحمة، أفندياً متهندماً في البلد.. وعلى تلك الخلفية ارتكزت محاور حياته على إثباته لهذا الأمر.. تداعى الناس الى (فرح لميس) ليطلعوا على آخر صيحات وتقليعات الأفراح في المدينة.. وحقاً فقد رأوا الطقوس المدهشة.. تقطيع التورتات المتدرجات والأكل فوق حد الإشباع.. والأواني الفاخرة والفنان ذو الأجر المرتفع.. رغم كل (البهرجة) والإضاءات والمساحيق على الوجوه لم يحسوا بالنشوة التي أحسوها وهم يغالبون دموع الفرح في زواج (مريومة)..
آخر الكلام: أجمل من طقوس الفرح.. الإحساس بالفرح بصدق.. فهل كل الفرح فرح حقيقي!!
سياج – آخر لحظة الاثنين 23/11/2009 العدد 1185
fadwamusa8@hotmail.com
صدقت اختنا فدوى … ليتهم يتعلمون كيف يعيشون الفرح بلا تزييف ..!!!!