فدوى موسى

مواطن وغازي وطابور


[ALIGN=CENTER]مواطن وغازي وطابور[/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]هل تستغل الحركات الدارفورية مشكلة دارفور لتحقيق رغبات الوصول للسلطة وانتزاع الحكم في السودان، بمعنى أن قادة هذه الحركات تدفعهم الطموحات الشخصية أكثر من تبني الفكر الجمعي لحل مشكلة إقليمهم خاصة وأن كثيراً منهم تدفعه قاعدة وخلفية مع من هم في السلطة القائمة.. هذا السؤال أظنه يدور في خلد الكثيرين من أبناء البلاد الحادبين على المصلحة العامة.. خاصة أن هناك من أبناء دارفور من يرون أن بعض هذه الحركات لا تعبر عنهم وإنما تعبر عن رغبة قادتها في هذه السلطة ليس إلا.. من ناحية أخرى ترى أنه حق مشروع أن تطمح وأن تحلم ولكن كيف تجرأ «خليل» وجماعته ليكونوا عبر أطماعهم آلة للغرباء على أهل دارهم التي يفترض أنهم حماتها وكيف حولوا صراع إقليمهم لصورة الغزو والغزاة ولم يكتفوا بحصر نقاط التصارع، بل مدوها الى العاصمة مكان الإجماع وصمام أمان البلاد عند المحن.. وهنا يحضرني أن أقول إن هذا الهجوم حمل كل الحقد والغدر وخرج من صراع الرجال وجهاً لوجه لصراع الضرب من الخلف وعدم إعمال الشرعية المطلبية..

ولابد من القول إن هذه الهجمة الخليلية التشادية توضح بجلاء العمى الذي أصاب بعض العيون في هذه البلاد، التي ترى حقها في فعل كل ما يحلو لها مقابل إفتراض الخنوع من الآخرين والتسليم بالهين، وهنا دائرة صراع غير شريفة.

وسؤال كان يعتمل في صدور الكثيرين.. هل حملت وتحمل هذه الحركات نعرات قبلية تدفعها لإشعال هذه الفتيلة الحارقة جداً.. وهل أضمر ويضمر الكثيرون شعار «الطابور الخامس»، هذا الشعار الجبان جداً فيمن يتصفون به.. ذلك أنه أشرف لك ألف مرة أن تكون واضحاً في خطك وعملك إلا أن تكون خائناً تقتنص الفرص التي لا يهمك كيف جاءت ومن أتى بها.

موضوع «الطابور الخامس» يوضح أن المعنيين بهذه الوصمة القبيحة، صفة الرجولة غير الكاملة.. خاصة وأن الرجولة ترتبط بالصفات المحمودة مثل الشجاعة والوضوح والثبات في المواقف.. وحقيقة من يرتضي لنفسه هذه الوصمات العار يكون قد ظلم نفسه واراد لها الموت الأبدي.. ترى إن قدر لهذه الغزوة الحاقدة النجاح.. هل كان سيجد هذا «الطابور» الأمور سالكة لفرض دولتهم التي لابد أنها تعتمد على كل معايير الغدر والخيانة وسياسة «الحشاش يملا شبكته».. «والحياة فرصة».

إذن إنتصر في هذه المحاولة المواطن البسيط الذي غلب حبه لوطنه إعتراضه على بعض السياسات وانتصرت فيه النزعة الوطنية على بعض المرارات التي تذوقها ويذوقها بموجب بعض السياسات، خاصة الإقتصادية التي كادت تذهب بعافية بدنه، ولكن كل ذلك لم يزحزح حبه لوطنه الذي تجلى في البلاغات التي تلقتها السلطات للقبض على معظم الفارين من هؤلاء الغزاة الأطفال..

آخر الكلام

على الدولة أن تعترف بقدرة هذا الشعب الذي ساندها في هذه المحنة الحقيقية التي إنبرى لها الثعالب من الداخل والخارج.. ولولا هذا الشعب الصابر الزاهد لما تضافرت الجهود لهذا النصر الرائع في تاريخ السودان المعاصر.. ويا سيدي «البشير» إعطِ هذا الشعب ما يستحقه.[/ALIGN]

سياج – آخر لحظة – العدد 646
fadwamusa8@hotmail.com


تعليق واحد