جدل بسبب “الكشافات السعوديات”
أثارت نساء سعوديات جدلا في المشاعر المقدسة بمكة المكرمة بانضمامهن إلى تكوين أول فرقة كشفية نسائية تخدم في الحج تحت مسمى “المرشدات السعوديات للأطفال التائهين”.
وتزامن ذلك مع صدور عدة فتاوى من خارج المؤسسة الدينية الرسمية تحرم ذلك العمل.
وعزت تلك الفتاوى -التي تلقت الجزيرة نت نسخا منها- تحريم ذلك “العمل لاشتماله على تعمد الاختلاط والتنازل في الحجاب، ولأنه من أعمال دعاة التغريب وإفساد المجتمع وجر المرأة المسلمة الغافلة إلى الاختلاط بالرجال وتطبيعه بين الناس، وتعظم الحرمة في استغلال موسم الحج وحرمة المكان”.
وينحصر عمل الكشافات “المرشدات” الاثنتي عشرة أثناء موسم الحج في احتواء الأطفال التائهين وتسجيل بياناتهم وصورهم، وتنزيلها في موقع الجمعية الكشفية السعودية تمهيدا للبحث عن ذويهم، مع إعداد برامج ترفيه لهم.
وأكدت هذا الدور للجزيرة نت مؤسسة الفرق الكشفية النسائية السعودية سيدة الأعمال مها أحمد فتيحي قائلة إن ذلك “جزء من المهام التي تؤدي إلى خدمة ضيوف الرحمن من الرجال والنساء عبر رعاية أطفالهم التائهين”.
انتقادات لما يوصف بتغريب المرأة السعودية (الجزيرة نت)
ردود فعل
وحاولت الجزيرة نت الحصول على تعليقات لأكثر من عضو باللجنة الدائمة للإفتاء باعتبارها الجهة المخولة بإصدار الفتاوى الرسمية، إلا أنهم اعتذروا عن ذلك.
وقال مراقب -فضل عدم ذكر هويته- أن “استخدام الفرقة الكشفية النسائية (المرشدات) في الحج وبإشراف مباشر من قبل وزير التربية والتعليم السعودي الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود، والذي تعارض مع رؤية السلطات المحلية، يأتي كرد رسمي غير مباشر من قبل بعض الرسميين في جهاز الدولة، بعد فتوى المؤسسة الدينية بتحريم عمل المحصلات”.
وأضاف “أن الصور التي نشرت في الصحف بشكل مكثف والتي جمعت الوزير مع الكشفيات لدليل على التوجه شبه الرسمي”.
ومن جهته انتقد الأكاديمي بكلية الشريعة في الرياض الدكتور يوسف الأحمد مبررات إنشاء الجمعية الكشفية النسائية، وتوقيت انطلاقها من المشاعر المقدسة.
وقال للجزيرة نت “لا يوجد أي تفسير لما يحدث سوى أنه يأتي امتدادا لدعم المشروع الليبرالي الأميركي لتغريب المرأة السعودية”.
ووجه الأحمد انتقاده للصحافة السعودية واعتبر احتفاءها وتغطيتها الإعلامية الكبيرة للجمعية الكشفية النسوية جزءا من “الدعاية إلى الاختلاط غير المشروع باعتبار أن الإعلام تحت قبضة الليبراليين”.
من جهته رفض المفكر الليبرالي وأستاذ علم الاجتماع السياسي خالد الدخيل تصريح الأحمد بأن الجمعية الكشفية النسوية تأتي “امتدادا لتطبيق المشروع الأميركي وفرضه على الرياض”.
وقال للجزيرة نت إن “الصحويين الإسلاميين والوهابيين يستخدمون الغرب كذريعة لمقاومة مشروع التغيير الحاصل في السعودية”، مضيفا أن “هناك حركة تغيير شمولية في السعودية، والمرأة جزء من ذلك، وهم يريدون استثناء المرأة من ذلك”.
”
مها أحمد فتيحي: الفتاوى المحرمة لعمل الكشافات بعيدة عن مقاصد الشريعة الإسلامية
”
كشفية نسائية
من جهتها اعتبرت فتيحي أن “الفتاوى التي تحرم عملهن بعيدة جدا عن مقاصد الشريعة الإسلامية، فأهدافهن تصب في خانة العمل التطوعي الاجتماعي”.
وكشفت فتيحي وهي قرينة وزير العمل السعودي- أنه سيتم تدشين عملهن رسميا نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في منتدى السيدة خديجة بنت خويلد الذي سيبحث واقع مشاركة المرأة السعودية في التنمية الوطنية.
وأشارت فتيحي في حديثها إلى أن الفرق الكشفية النسائية ستكون تحت المظلة الدولية والإقليمية وتابعة للجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة.
وأوضحت أن 20 مدرسة للبنات في جدة والرياض سيلتحقن بالكشافة النسائية المعروفة بالمرشدات، مضيفة أن مرشدات النواة الأولى للعمل عددهن 127 فتاة سعودية ما بين قائدات كشفيات وزهرة مرشدات.
يذكر أن الرتب في الكشفية النسائية تبدأ بـ”زهرة، ثم مساعد مرشدة، ثم قائدة، ثم رائدة” بحسب فتيحي التي تتوقع لهذه الفرق مستقبلا مميزا في خدمة العمل الاجتماعي الوطني.
الجزيرة نت