تحقيقات وتقارير

علي عثمان والشراكة الاستراتيجية مع مصر :لا يصح إلا الصحيح

[ALIGN=JUSTIFY]من الاعترافات المهمة في تاريخ العلاقات السودانية المصرية تلك التي جاءت على لسان الامام الصادق المهدي بين يدي الاحتفال بسبعينيته قبل عامين حين قال ( لم أدرك بالقدر الكافي مخاوف المصريين من احتمالات الضرر الذي قد يصيبهم في السودان: العقدة التي خلقها الإنجليز بعقاب مصر بإجراءات في السودان، لدرجة يرحبون فيها بأي كلام معسول من أية جهة سودانية بصرف النظر عن صدقيتها ويتهمون وجهات النظر الأخرى، كما إننا ننزع من خلفية تتهم المصريين بأجندات خاصة في السودان، هذه الكيمياء المصرية السودانية فاتني أثرها وهي ما زالت مفتقرة لتطبيب جوهري) وان كان تشريح الامام المهدي يقدم في جزء منه اجابات على فترة حكمه وقبله فترة حكم المهدية الا انه لا يختلف اثنان على حاجة العلاقة الى تطبيب يستصحب ما قال به هاني رسلان، الصحافي المصري والباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية في القاهرة، في منبر الصحافة قبل عام، عن ضرورة حدوث اختراق للنظرة القديمة التي سادت العلاقة بين مصر والسودان عبر نظرة جديدة تعيد صياغة العلاقة على أسس جديدة
ويلوح الآن ان الجانبين السوداني والمصري قد شرعا في هذا التطبيب الجوهري بالشروع في اجراءات شراكة استراتيجية بأعلى المستويات يقودها نائب الرئيس علي عثمان محمد طه ورئيس مجلس الوزراء المصري أحمد نظيف الامر الذي عده السفير المصري محمد عبد المنعم الشاذلي في اتصال هاتفي معه امس دلالة على ( اهمية وحيوية العلاقة بين البلدين واولويتها لدى الجانبين ) مؤشرا الى ان ( الشراكة الاستراتيجية تنبع من وحدة المصالح والتحديات) يعزز من ذلك ما صرح به الجانبان ، فعقب اختتام اجتماعات اللجنة الوزارية السودانية المصرية العليا المشتركة إعتبر طه أن حصيلة إلاجتماعات ( فيها بكل تأكيد كثير مما كان يرجوه ويتوقعه ويطمح اليه شعبا وادي النيل من منافع ومصالح ) وعبر نظيف عن رضاه الكامل لما تم من تعاون وثيق بين أبناء وادي النيل?,? منوها إلي أنه تم التركيز علي المشروعات الاستراتيجية المشتركة بين البلدين ، وأعرب طه عن أمانيه في ان يحمل العام القادم بشريات حقيقية للشعبين من خلال الالتزام التام بالعمل الدؤوب لتنفيذ كافة ما اتفقت عليه الأطراف ووقعت عليه من برتكولات واتفاقات للعمل الثنائي المشترك لانزال كافة المشروعات الاستثمارية الى أرض واقع التنفيذ الفعلي بأسرع ما يمكن ، وشدد نظيف علي أن مشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسودان مهمة جدا?,? ولا ترتبط بحدود بين الجانبين .
ومن الواضح انه تطور يضع العلاقات بين البلدين امام السبيل الوحيد لتجاوز العثرات ومن ثم النظر الى المستقبل ( بتوظيف كل خيرات البلدين للشعبين الذين يربطهما شريان النيل الواحد ) كما قال علي عثمان مستبشرا بما تم الإتفاق عليه من تحويل الشركة السودانية المصرية للتكامل الزراعي الى شركة مساهمة عامة تصب خدماتها في صالح كافة مشروعات الأمن الغذائي ، وهنا يقول لي السفير المصري بالخرطوم عبد المنعم الشاذلي ( ما تم هو الترجمة العملية للشراكة الاستراتيجية التي هي ليست شعار ) مشير الى التوقيع على 12 وثيقة في كافة المجالات. وفي هذا السياق كان هاني رسلان قد اشار ركيزتين أساسيتين لقيام علاقات مصرية سودانية في المرحلة القادمة، الركيزة الأولى هي الاقتصاد والثانية الأمن، الركيزتان معاً في آن واحد، فالسودان بالنسبة لمصر اقتصادياً مهم للغاية، فمشاكل مصر ستتحوّل إلى مزايا كزيادة السكان، والتعليم والتماسك الحضاري لمصر سيكون عنصر قوة للعلاقة.وبالنسبة للركيزة الأمنية، فأي عدم استقرار في السودان هو تهديد للأمن القومي المصري بصورة مباشرة وغير مباشرة ويمضي رسلان إلى الحديث عن ضرورة حدوث اختراق للنظرة القديمة التي سادت العلاقة بين مصر والسودان عبر نظرة جديدة تعيد صياغة العلاقة على أسس جديدة »العلاقات بين البلدين دائماً ينظر إليها على أساس أنها أبدية وأزلية وهي كذلك بالفعل، ولكن تبين أن هذا ليس كافياً.. هناك أيضاً تصور خاطئ أن إهتمام مصر بالسودان مرده المياه، وهذا أيضاً صحيح ولكنه ليس كل الاهتمام بل هو جزء صغير من الإهتمام، ومع ذلك فإن هذه هي اللحظة المناسبة لإعادة صياغة العلاقات السودانية المصرية على أسس جديدة.. ويؤكد رسلان على الشراكة لأن قيمتها اعلى ونتائجها افضل ( نحن شركاء وبالتالي أنداد وهذا يتضمن أن هناك مصالح متبادلة، فالشريك حين لا يجد معادلاً لما يقدمه ينسحب ) مضيفا ، (لذا لا بد أن تتم الشراكة في إطار من الشفافية والصراحة والوضوح الكامل).
ويبدو ان طه وضع مبضعه على موقع الجرح حين اكد على جدية السودان وتعهده والتزامه بالعمل الجاد لتحقيق الشراكة الإستراتيجية والطفرة التكاملية الحقيقية وكذلك بحديثه عن توقيع اتفاق للتعاون بين وزارتي التربية والتعليم في مصر والسودان للاسراع بإعادة البعثة التعليمية المصرية للخرطوم وهنا يقول لي السفير المصري ( بالفعل نسعى لاستكمال فتح المدارس المغلقة ونتحدث عن عودة كافة البعثة واعادة افتتاح جامعة القاهرة فرع الخرطوم وجامعة الاسكندرية في جوبا) ، مشيرا الى ان ( توحيد الجبهة المصرية السودانية حجر ولبنة اساسية في توحيد الجبهة العربية والاسلامية) مما يعني الاقرار باهمية الجوانب الثقافية والتعليمية في ربط الاواصر بين البلدين وبين البلدان العربية والاسلامية .
التقي محمد عثمان :الصحافة
[/ALIGN]

تعليق واحد

  1. نثمن جهود نائب الرئيس ونشيد بمواقفة الفعالة في خدمة السودان ولكن بخصوص البعثة المصرية والجامعة ارجو ان تكون مناصفة في التدريس يعني مصريين وسودانيين تفاديا لاي لبس قد ينتج في هذا الشأن لانه في السابق اشاعات بان البعثة بعثة امنية قبل ان تكون تعليمية وان المدرسين المصريين لايريدون لنا ان نتعلم ونبقي جهلة ولذلك كان الغش في الامتحانات وهلم جرا وحتي وان كانت اشاعة نرجو دمجها بالسودانيين والله من وراء القصد وعفوا للاخوة المصريين وكل من التبس عليه الفهم مقدما ولكم شكري