تحقيقات وتقارير

الذهب .. هجمة إستثمارية

أدت الزيادة المطردة في اسعار الذهب عالمياً الى هجمة كبيرة للاستثمار في الذهب بالبلاد هذا العام ولم تكن مسبوقة من قبل، وشهدت البلاد توقيع (45) اتفاقية، كما تتوقع وزارة المعادن دخول (50) شركة اجنبية ومحلية للتنقيب عن الذهب والمعادن خلال العام 2011م، بجانب دخول (5) شركات جديدة دائرة الانتاج العام المقبل بطاقة انتاجية متوقعة تزيد على (14) طناً من الذهب، بجانب ما يستخرج عبرالتعدين الاهلي الذي بلغ (23) طن ذهب منذ بداية هذا العام وحتى نهاية اكتوبرالمقبل بقيمة (850) مليون دولار..

12162010112431AM2

واعلن وزيرالمعادن د.عبدالباقي الجيلاني عن دخول ولايات دارفورالثلاث، سنار، النيل الابيض والقضارف دائرة نشاط التعدين بجانب الولايات الاخرى التي يمارس فيها التعدين حالياً وهي الشمالية، البحرالاحمر، نهر النيل، النيل الازرق وشمال كردفان.
وفي السياق ابدت بعض الشركات رغبتها في الاستثمار في صناعة اجهزة الكشف عن المعادن على رأسها الذهب، بجانب استعدادها لاقامة ورش لصيانة الاجهزة التي انتشرت في كل انحاء البلاد اخيراً، منها شركة (يارووم) السودانية وشركة »ماين لاب« الايرلندية، وفي سباق الشركات للحصول على حق الامتياز للتعدين عن الذهب بنت معظم الشركات دراساتها على احتياطيات كبيرة بالبلاد وطاقة تعدينية ومعالجة بلغت على سبيل المثال لا الحصر (810) كيلو جرامات في العام ذهب بمنطقة الدويشات و(700) كيلو جرام في العام بام نياردي بالشمالية ومن الشركات الموقعة »بارامونت الهندية« بمربع (28) منطقة الصنقير بنهرالنيل، و»فارون« الهندية في وادي ابوخصوص غرب عطبرة، و(ام ضحيان) بمربع (14) وادي قبقبة بنهرالنيل،ومناجم بمربعي (24) و(25) ورضا للتعدين بمنطقة بهورة، وجياد للتعدين، وسواد استركش مربع (8) ام بنالي، وبيوضة الكبرى مربع (26) ام بيوضة وابوصاري مربع (17) والسويان السعودية مربع (4) بمنطقة ام هدهد، وبالولاية الشمالية نالت مجموعة من الشركات حق الامتياز منها »الجحجاح« للتجارة والاستثمار بوادي هور، ومهوقني مربع (1- أ) بالدويشات فو للتعـدين مربع (1- ج) بالدويشات ودنقلا – ارقي هاي وي مربع (50- أ)، محطة سكة حديد رقم (3) وبولاية البحر وقعت شركات بجانب ارياب كأول شركة تعدين وهي شراكة فرنسية سودانية، ومن الشركات الموقعة (موسى موسان السبشاينة) بمربع (30) وادي مسكيني، وتارهي التركية بمربع (2) منطقة همسانا، وهجليج، وغزال الكندية بمربع (19) درديب بالبحر الاحمر، (رنا للتكنولوجيا والتعدين) مربع (7-أ) بأونور وتورد إيست الانجليزية بمربع (12) النكسيب، وابوصاري بمربع (17) واتجهت شركة (نبتة) للتنقيب بالنيل الازرق، واخيراً اتجهت الشركات الى منطقة شمال كردفان على رأسها دبي بمربع (38) ابوزعيمة، واوراد والجموعية لمربع (35) وام تي ما ينق، وسعود البرير مربع (33) بالجمام، ومزن للاستثمار مربع (40) وفاو قولد مربع (39) واوريت المربع (41) فورمالك، وغيرها من الشركات التي لم يرد ذكرها هنا.
وفي السياق اكد البروفيسور بدرالدين خليل الخبير في مجال الجيولوجيا والتعدين ان السودان يمتاز بالصخورمعقدة الاساس التي يرجع تاريخ تكوينها الى (600) الى (2500) عام، فيما يسمى بركازات الذهب في العروق والمراقد.
واضاف خليل يتركز في الاقليم الشمالي في الصحراء النوبية وبالتحديد في مناطق ام بناردي، الدويشات، ابوصاري الصقير، قبقبة، ارتولي والشامخية، وفي البحر الاحمر في مزام اونيبا، همسانا، صول حامد، جبيت، فوديكوان، ارياب، درديب وسنكات، وفي النيل الازرق في الكرمك، قيسان، بني شنقول، الانقسا وملفوي، وبجبال النوبة في ترماندي وجبال شيون.
وقال خليل: هذه اكثر الاماكن في مجال الاستثمار في هذا النشاط، من جهة ثانية اشترط عبدالله كودي استاذ الجيولوجيا بجامعة جوبا مجموعة من الشروط يجب توافرها حتى تتم الاستفادة القصوى من هذه المعادن حتى تدخل في دورة الاقتصاد الوطني، منها انشاء هيئة ابحاث جيولوجية مقتدرة مالياً وفنياً حتى تتمكن من اعمال المسوحات الجيولوجية على أسس مهنية عالمية عالية، وذلك عبر تأهيل وتدريب الكوادر اسوة بما تم في قطاع البترول، والاهتمام بهذا القطاع الذي كان قوامه (250) واصبح لا يتعدى (60) واضاف: بعضهم ترك العمل ومنهم من اتجه الى البترول نسبة للمرتبات العالية.
واضاف: لابد من تأهيل وتحديث المعامل وتدريب فنيي التشغيل وتحسين شروط خدمتهم، ووضع سياسات معدنية محددة يتوجه كل الجيولوجيين للعمل من اجل تحقيقها، وقال كودي ادى غياب ذلك الى توقيع اتفاقيات عن الذهب وترك معادن اخرى كالنحاس والزنك والحديد والفضة علماً بان قيمتها تبلغ عشرات اضعاف قيمة الذهب واضاف: وبالتالي الاستفادة من هذه المعادن اذا تمت ستحدث نقلة نوعية في التنمية بالبلاد.
وفي السياق قال محمد ابراهيم كبج الخبيرالاقتصادي لـ»الرأي العام« ان الذهب بالسودان اصبح جاذباً للمواطنين من الذين لفظهم السوق ولم يتمكنوا من مواصلة نشاطهم، ومن الذين لم تسعهم الوظائف حيث اصبح عملاً يسعون خلاله لاعادة التوازن لاسرهم،واضاف: هنالك تفاؤل من جانب الحكومة والمواطنين في هذا الجانب الذي ظل لفترة طويلة مقفولاً على شركات وافراد بعينهم مستتراً عليهم.
واشار كبج الى ارتفاع اسعارالذهب وقال: غيرمسبوقة مماجعل الكثيرمن الشركات الكبرى والافراد الى الاتجاه لهذا المجال بجانب قيمة الدولار المنخفضة عالمياً، وقال بهذا نال الذهب هذا الزخم،لان بعض المؤسسات لجأت اليه كقيمة وغطاء للعملات الصعبة حيث فقد الذهب ذلك منذ بداية السبعينيات، وأضاف : اذا قارنا اسعارالذهب بالبترول في 2008م، حيث بلغ البرميل (148) دولاراً وكان الدولار منخفضاً، لم يسجل هذا الارتفاع الكبير، وكانت اسعاراً وهمية، وهكذا لعبة العملات لذلك يجب التحسب لزيادة اسعار الذهب حيث يتحكم الاقتصاد الامريكي في العالم ولا علاقة له بمصالح دول العالم الاخرى سواء كانت دول بترول أو ذهب.

الراي العام
تقرير : بابكر الحسن