أين انت الآن سؤال الزوجة: غيرة أم تجسس؟
أين زوجك الآن؟ سؤال يدغدغ خاطر كثير من النساء فالرجال بطبعهم على حد قول البعض يكرهون هذا السؤال ويعتبرونه تعدياً على حريتهم الشخصية ما يدفعهم الى اعتماد المراوغة في حين والتضليل في أحيان أخرى وفي المقابل تصر المرأة على ان من حقها اذا طلبت منه أن يطلعها على تحركاته وأماكن وجوده فليستجيب فلماذا هذا الاصرار؟ هل هو من باب الغيرة أم الشك أم أن للمرأة اسباباً أخرى؟
(ايمان) على وشك الزواج في غضون شهر تعلق على الموضوع بقولها لقد اعتدت أن اعرف أين يذهب خطيبي ومن يلتقي؟ وماذا يفعل؟ وهو كذلك معتاد على تحركاتي لأنني أخطره بها واعتقد أنني سوف أصر على معرفة مكان زوجي بعد الزواج وعليه أن يبوح لي أين ذهب هذا شرط لا اتنازل عنه. وتؤكد (زينب عثمان) متزوجة منذ (20) عاماً على ضرورة معرفة مكان زوجها وتصر على أنه حق من حقوقها المكتسبة لحظة ارتباطها بزوجها بعقد قران وليست كونها جاسوسة على زوجها أو أمرأة متسلطة تريد بشتى الطرق تقصى أخبار من سلمته حياتها وجعلته شريكها وتضيف أنا أحب زوجي وأثق به جداً واذا سألته اين هو فمن باب الحرص والاطمئنان أنه بخير وصحيح أنني أغار عليه لكن غيرتي ليست مرضية الى درجة افتعال مشكلة كبيرة فاذا أمتنع عن أخباري عن مكانه لن يضايقني ولن أفكر فيه مرتين.
وتقول (غادة) متزوجة ولديها (3) أبناء في البدء كنت أحب ان اعرف أين هو زوجي في اللحظة التي أفكر فيه ولكن تغير الأمر بعد ثلاثة أو اربعة أعوام من زواجنا وهذا التغيير لا يعني انني لم أعد أحبه إنما هي «عشرة العمر» التي علمتني كيف أثق به أكثر وأتصرف تجاه أي تصرفاته بتعقل وحكمة لكي لا أحول حياتنا الزوجية الى مرتع للمشكلات الميؤوس منها وتضيف بعض النساء يعتبرن انفسهن ذكيات لانهن يعرفن مكان وجود ازواجهن في كل لحظة من النهار لكن للأسف هن مخدوعات جداً لأن الزوج حين يريد أن (يزوغ) ولا يريد ان تعرف زوجته يتقن فن المراوغة معها الى حد أنه هو نفسه يصدق كذبه وخير دليل المرأة التي اكتشفت زواج زوجها بعد وفاته عندما اتوا للميراث فاصيبت بالدهشة لذا يجب على المرأة أن لا تضايق زوجها كثيراً بالسؤال أين هو حتي لا تكتشف لاحقاً انها المخدوعة.
وعلى الصعيد نفسه معاناة أخرى (رحاب) متزوجة منذ (10) أعوام تعترف بقولها أنا أيضاً أصبت زوجي بالجنون جراء كثرة اسئلتي ولكن ما بيدي حيلة هو الذي يدفعني لإستجوابه تصرفات زوجي تتنافر مع الحقيقة التي اشاهدها امام عيني فهو مثلاً يقول لي أنه موجود في المكان الفلاني في حين يخبرني احدهم بالصدفة أنه رآه في مكان آخر في الوقت نفسه وتضيف لقد واجهته أكثر من مرة وأعترف لي بانه لن يخبرني عن مكانه بل سيظل يراوغ ويكذب الى ان اتوقف عن سؤاله أين هو ويعتبر تطفلي عليه نوعاً من انواع الشك والظن فيه ويريدني ان اثق به ثقة عمياء من دون ان يقدم لي أي توضيح أو تغيير وتتساءل بألم وحزن كيف يكون خارج البيت ولا أعرف أين هو؟
في الجهة المقابلة يعلو رأي آخر يتجانس أحياناً مع آراء النساء ويختلف في احيان أخرى ماذا يقول فيه الرجل؟ وكيف يرد على اتهامه بالمراوغة؟
يقول (محمد أحمد) طلقت زوجتي بعد زواج فاشل دام سنتين بسبب التحقيق اليومي الذي كانت تجريه معي فأسئلتها مبطنة بالريبة والشك على شاكلة أين أنت؟ ومع من؟ وماذا تفعل؟ ومتي تعود؟ وغيرها .
أما (عبدالرحمن) متزوج وله ثلاثة أبناء فيقول زوجتي تثق في ولا تسألني كثيراً ولكن اذا سألت يوماً تطمئن علي فهذا ليس لغاية اخرى لذلك لست في حاجة مثل غيري للمراوغة في الاجابة.
ويقول (د. محمد عبدالله) استشاري الطب النفسي اذا كان جو الاسرة بين الزوج والزوجة لا تسوده الشفافية فسيلعب الشك والغيرة دورهما ويضيف: الرجل الذي لا يفصح عن مكان وجوده يضر بعلاقته الزوجية لأنه لا حجة له في اخفاء أي تصرف من تصرفاته اذا لم يكن مشيناً ويجب ان يتصرف الرجل بنوع من المسؤولية وأن تكون بينهما الثقة المتبادلة فلجوء الرجل الى فن المراوغة يرتبط بشكل مباشر بتربيته والبيئة التي جاء منها ومن العادات والتقاليد لذا لا بد أن يتعامل الزوجة والزوج بصدق وبمسؤولية للتخلص من الانانية الضيقة فما داما قد ارتضيا بالاقتران ببعضهما يجب أن يلتزما بنجاح مؤسستهما الزوجية والتقيد بشروطها.
الخرطوم: منال حسين
الراي العام