حواء الطقطاقة: خرجت من السجن (راجل)
بالرغم من مرور (55) عاماً على الاستقلال إلاَّ أن حواء جاه الرسول التي اشتهرت بين المواطنين بـ (حواء الطقطاقة) وأصبحت جزءاً أصيلاً من ايقونات ذلك اليوم التاريخي وتفاصيله، مازالت تشارك بنشاط جم في احتفالات عيد الاستقلال لم يقعدها تقدم السن ابداً، وتتوشح ثوباً بألوان علم الإستقلال الثلاثة مع احتفاظها بأول ثوب ارتدته حتى قبل ان يرفرف العلم على سارية القصر الجمهوري معلناً الاستقلال، ومازالت تهتف «لاشمال بلا جنوب» في بيتها بحي الضباط جلست تحكي لـ (الرأي العام) عن زكريات حية «لم» و«لن» تمت في حياتها بالنسبة لحواء جاه الرسول لم تتبدل كثيراً من الاشياء في تفاصيل حياتها المرتبطة بالاستقلال منذ الـ (55) عاماً فمازالت تقضي يوم العيد في بيت الزعيم الراحل إسماعيل الازهري وتشرف على استقبال الزوار وتذهب في معية أهل البيت الى زيارة قبرى الزعيم الراحل الازهري وابنه محمد الذي رحل قبل عامين.
وواحدة من بين امينات الطقطاقة التي لم تتحقق ان يشهد الراحل جون قرنق هذه الأيام وقالت بحكم جيرته لها في سنوات حياته الأولى جاراً باراً لم ينس ما بينهما من روابط (انس وملح وملاح) وصافحها بحرارة أبان عودته للخرطوم في العام 2005م كأم رؤوم بارض الساحة الخضراء.
وقالت الطقطاقة «لو كان حي ما كان يسمح ابداً بفصل الجنوب» الجنوب الذي عرفته الطقطاقة وطافت بارضه وحفرت على جدرانه حكايات سودانية خالصة.
وقالت إن اختيار الاحتفال الرسمي بالاستقلال في اليوم الاول من يناير ليس بسبب التاريخ، ولكن لأن الزعيم الازهري فضل رفع العلم في ذلك اليوم الذي صادف يوم الاثنين تيمناً برمزية يوم الاثنين في حياة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) رغم انه كان من رأي السيدين «علي الميرغني وعبد الرحمن المهدي» ان تقام الاحتفالات في يوم الجمعة.
ورفضت الطقطاقة كافة العروض لمعالجة اسنانها التي اقتلعت نتيجة لاعتداء الحاكم العام الانجليزي عليها «بالبونية» وفقدت ثمانية منها. تلك العروض التي ظلت تلاحقها من الزعيم الازهري الى الرئيس البشير ارادتها ان تكون شاهد اثبات لما حدث. ومن الطرائف المبكية والمضحكة قالت حين أمر مامور السجن بحلق شعرها نكاية بها لهتافها في وجه الحاكم العام بسقوطه قالت بكيت بشدة لفقداني لشعري الطويل وبعد ان أصبحت صلعة رفضت الخروج من الحبس وطالبت باحضار ملابس رجالية فاضطر احد السجانين اعطائي بعضاً من ملابسه وخرجت اهتف «انا راجل».
الخرطوم: أم زين – مريم
الراي العام