فدوى موسى

داتا.. للحياة


[ALIGN=CENTER]داتا.. للحياة! [/ALIGN] هي ليست شركة للمعلومات أو دعاية لجهة ما.. ولكنها عبارة جاءت على لسان «عبدو» وهو يتحدث عن زوجته التي انفصل عنها مؤخراً.. عندما سألوه عن أسباب طلاقه لها.. قال «إنها امرأة صعبة المراس لا تعرف الهدوء.. دائماً ما تختلق المعارك مع نساء الحي ولا تعرف أن تعيش دون معركة.. فالمعارك تخلق داتا لحياتها».. إذا سألتموني عن آخر معاركها لعجبتم.. فهي تعادي «أم سلمة» زوجة صاحب الدكان ،الذي تكثر عنده «جرورتنا» ولا يضايقنا.. فبدأت معها معركة مفتعلة أدت بنا لمقاطعة السماح الذي كنا نستفيد منه في تسديد جرورتنا منه… إنها قابلتها مقابلة المرأة لضرتها.. بدأت معركة سلسلة «نبيشة» نسائية لا تنتهي لكنها أدت إلى تحريك نبيشة الرجال.. وعبدو يتحدث بأسى واضح وهو يعض أصبعه «لا استطيع أن أحدثكم عن عدد الذين دخلوا في دائرة صراع هذه المرأة الصعبة فكان لا بد من التسريح بإحسان بعد أن جعلت قصتها داتا حكاوي يومية اجترها كلما سألوني عن سبب طلاقها».

فصلونا!

دائماً ما تصيبني حالة من الضحك عندما يعيدون على مسمعي تلك القصة «المجترة» كثيراً عن المغترب الذي كان أمل كل حالمة بالحياة الهانئة وتقول «الحكوة» إن احداهن وهي من البنات المتميزات ترفض الارتباط بحجة أن كل المتقدمين لها غير مناسبين لجنابها العالي ،إلى أن ظهر ذلك المغترب الذي هبط كالمظلي وهو متهندم بكل ما يمكن أن يتهندم به الرجل.. وفي ظرف أسبوع أوهمهم ـ أي العروسة وأهلها ـ بأنه موظف مرموق في هيئة القضاء في تلك الدولة المترفة.. فتم الزواج دون الرجوع لأصوله أو أهله الذين زعم أنهم مهاجرون بكل دول العالم.. ليتم زواج على عجل ولتسافر معه «المتقرضمة» والتي تضبطه يعمل جرسوناً في أحد المطاعم ليبرر لها ذلك بقوله «نقلونا»..

يا ود المدينة…

ما زال البعض يعتقد في أن الملبس المدني للرجال هو ذلك البنطال والقميص وربما الـ«تي شيرت» بينما ملبس القروي هو الجلابية والعراقي والسروال.. ولكن ذلك المدني خلق نوعاً من الامتزاج ما بين المدني والقروي فأصبح مكاناً لتغزل بنات المدن والقرى.. عندما أقدم على إضافات حقيقية وقوية على ملبسه القروي.. جلابية بيضاء وعمة وسروال ولكن تحمله عربة فارهة … عز مترع جداً بالبساطة.. فصارت الجلابية مظهرًا من مظاهر المدنية المتقدمة ورمز للسطوة البلدية على المدنية العتيقة.

أخرالكلام…

حياتنا وتفاصيلها خليط من كل الأنواع وكل الأشكال وكل الهندامات.. وطعم «الداتا» التي نتعاطي معها في أطر اليوميات لا يخلو من انفعالاتنا المضطربة أحياناً والمستقرة أحياناً أخرى..

سياج – آخر لحظة – 1239
fadwamusa8@hotmail.com


تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله . انت دائما يادكتورة تلمسين الأماكن الحساسة بكلامك فنحن السودانيين كان لدينا الخصوصية التي تجعلنا متميزين عن بقيت الشعوب العربية وغيرها ولكن بعد دا دخل علينا الدقتل مصحوبا بقنواته التي لا اعرف كيف اعبر عن مدي الأسى منها قلبت حياتنا وعاداتنا وتقاليدنا رأسا على عقب ونحن كسودانييين تبعنا ماتقوله لنا هذه القنوات وعملنا فيها انو نحنا مودرن والله المستعان علينا كبارا صغارا نساءا ورجالا