شاركوا في الإستفتاء الخرطوم: بعيون المراسلين ..حالة غزل!!
فنادق الخرطوم مجدداً ، وكما في وقت الإنتخابات، تستضيف هذه الأيام مئات الإعلاميين العرب والأجانب، الذين وفدوا لتغطية الحدث التاريخي الذي سرق أعين وآذان العالم (إستفتاء تقرير مصير جنوب السودان).
وبحسب تقارير الإعلام الخارجي فإن الإعلاميين المعتمدين لديهم يقدرون بـ (034) إعلامياً، و(007) أو يزيد في جوبا وفي الخرطوم.. متفرقين بين كورال الخرطوم و«هيلتون سابقا» والساحة اللبنانية، وبرج الفاتح والسلام روتانا، وأكروبول للصحافيين الأجانب.. وحتماً اختلاف التوجهات والرؤى للإعلام الوافد، قد تقود الى توقعات أو صورة ذهنية معينة، فكيف تخيل الإعلاميون صورة الخرطوم، وهل حملت لهم أية مفاجآت، كانت تلك تساؤلاتنا الى عدد من الإعلاميين العرب.
المنتج بقناة الجزيرة محمود الخطيب تخيل الخرطوم آمنة لكنه تفاجأ أنها أكثر أمناً.. وقال إنه على الأقل وضع احتمال توتر في منطقة أبيي أو أن ينفجر فيها الوضع عشية الاستفتاء.. عدا ذلك فإن الخرطوم كانت معروفة لديه من احتكاكه بالسودانيين في العمل.. ولم يذهب بعيداً عن ذلك القول سعيد شحاتة مراسل الـ «بي.بي.سي» الذي توقع هدوءاً نسبياً، وقال من خلال قراءته السياسية رأى أن هناك إتجاهاً في الشمال وفي الجنوب للإنفصال بذلك يكون هناك إتفاق يفترض ان تنتفي فيه المناوشات، وأوضح ان الهدوء السائد مشجع لما بعد الاستفتاء بغض النظر عن النتيجة.
وقالت غادة عويس مذيعة قناة الجزيرة الإخبارية إنها لم تتفاجأ بشيء، وكانت تتوقع الهدوء الذي وجدت علىه الخرطوم، ومرجعيتها في ذلك التطمينات التي ظل السياسيون يقومون بإرسالها عبر الأخبار.. وطالما التطمينات كبيرة تساءلت غادة عن مبعث الخوف والتوتر، مشيرة الى أنها سبق وأن زارت السودان من خلال (عين على السودان) في العام 2008م وهي في نظرها بذات الجمال والهدوء لم تلحظ فيها تغيرات تذكر، عند قيام جسر.. مشيرة بيدها الى كوبري المك نمر.
باسم كلش منتج قناة الجزيرة لم يتفاجأ بطيبة السودانيين، لكنه تفاجأ بكثير من المظاهر لحظها في زيارته القصيرة هذه.. ولعل أولها الخضرة التي تكسو شوارع الخرطوم التي لم يفلح الإعلام في عكسها موضحاً ان الإعلام المحلي والخارجي لم ينقل الصورة الحقيقية بأن السودان يعاني من التآمر وأبدى دهشته من حجم الحرية التي وجدها في الخرطوم من خلال تصريحات المعارضين ومن النقد الذي يجده شخص هرم السلطة.. بل والمطالبة بإسقاط النظام، مشيراً الى أن تلك الحرية غير موجودة في الكثير من الدول.
وقال رغم ما يحدث في السودان تفاجأ بحراك ثقافي ملفت وكذلك عدد صحف ملفت.. وقال إنه يشهد مواقف حضارية من طرف الحكومة والمعارضة فيما يتعلق بقبول النتيجة.. وختم كلش برأي وصفه بالشخصي موضحاً أنه مع الوحدة مع الوحدة لأنه شهد إحتلال بلده العراق، والآن يشهد إنفصال السودان وهذا أمر مؤلم.
الخرطوم ماجدة حسن
الراي العام