فدوى موسى

الطلاب اتطاحنوا

[ALIGN=CENTER]الطلاب اتطاحنوا[/ALIGN] الجاتك من الصغار أعرفها من الكبار».. مقولة كنا نسمعها عندما كنا صغاراً ونأتي بعمل أوقول يقع في دائرة الكبار فينسب الآخرون ما قمنا به للكبار الذين في بعض الأحيان يكونون أبرياء من الاتهام ،وأحياناً أخرى يكون الكبار أذكياء جداً بحيث يجعلوننا كالحمام الزاجل الذي يحمل الرسائل ولا يعي فحواها .. حالة التنافر والتباغض التي تدور بين منسوبي الأحزاب السياسية على مستوى الجامعات والطلاب حيث «الفورة»وعنفوان الشباب و«شدة العضل» وعافية البدن تجد مناخها المغلوط الذي يؤدي إلى حالات التطاحن ..والاشتباكات التي تؤدي إلى الموت والجراحات العميقة.. فهل أفاق طلاب بلادنا من حالة «السكر واللاوعي»السياسي الذي يظهر في هذه السلوكيات المنحرفة التي لا تخدم للبلد قضية وتجعلهم عبارة عن أجندة يمارس من خلالها كبارهم شيئاً من الأمنيات المنحرفة..

ودليلنا على ذلك استمرار حالة الاشتباك بين منسوبي الأحزاب بصرف النظر عن تسمية هذه الأحزاب.. فيا شباب المستقبل «روقوا المنقة» شوية..

الجو متقلب!

تصبح شتاء وتمسي صيفاً .. حالتنا رايقة ولا كيف؟؟ الأجواء هذه الأيام متقلبة تبدأ رائعة وتنتهي بغبار عالق.. تماماً كما الوضع السياسي العام الذي يتقلب في طبقاته ومزاجه ..حالة من الصفو والعكر ويالطيف لمن «تصوت وتجوط» والخوف من أجواء الانتخابات التي عندما يفكر فيها الإنسان العادي ناهيك عن المنظر يخرج منها بسناريوهات مختلفة وعجيبة الأطوار.. وتصرفات كبارنا السياسيين تنم عن طفولة سياسية لا يستطيعون نكرانها.. فهم يطالبون بحقوق دون واجبات والتزامات فيعكرون الجو ويضيعون الفصول والمواسم في تداعيها الطبيعي فيخلقون للخريف أمطار العنف السياسي للطلاب ..وشتاء الكلاب الضالة المستوردة وأوهام ربيع «حواء أم ضنب» التي يحكون أن بعضهم أخذ أذيال الحيوانات وألصقها عليه ليرعب الآخرين.. ففي حال كهذا لابد أن يتعكر الجو وتتداخل الفصول ويجن جنون المناخ وتنبعث الحرارة و«ينقد الأوزون» و«الرهيفة التنقد» وحالة من فوضى الحواس .. والتباس الأنانية للذات ما دام الوطن لم تتعمق معانيه عند البعض.. فما جدوى أن تكون الأجواء هادئة ويتمتع البعض بساعات ربيع خاطف..

آخر الكلام:-

جاءتنا من شبابنا.. أو من مناخنا .. تبقى الوقفة واجبة و«هلا هلا على الجد والجد هلا هلا عليه».. يا طلاب يا شباب يا ناس هوي ابقوا عشرة على المبادئ.

سياج – آخر لحظة – 1241
fadwamusa8@hotmail.com

تعليق واحد

  1. حقيقة الصراع بين الطلاب هو خواء فكري ومصلحي واهواء وفورة شباب لايدرون اين مصلحة الوطن وكل مجموعة تفكر بفكر الاقصاء لتقصي المجموعة الاخرى من الوجود ويمسحوا بيهم الارض ويخلوهم فرجة لخلق الله . كان الماضي طيبا والنقاش الفكري حادا وجادا وكل زول ومنطقوا في الحوار فتجد التصفيق عندما تجد الرد من احد الاطراف كان ذكيا ومقنعا ومحرجا للطرف الاخر . ورغم شدة النقاش بيننا كنا عندما نتقابل كأنه لم يكن بيننا نقاش وتجد التصافح والنكتة والمداعبة بيننا فكلنا اخوان فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية . كان ذلك لم يكن في الجامعات فحسب بل في المدارس الثانوية وكان وقتها الصراع في حدته القصوى بين الحركة الاسلامية والجمهوريون والجبهة الديمقراطية ( الشيوعيون ) ، ولكن تبقى المفاجأة عندما نتقابل في بوفيه المدرسة ( مدرسة حنتوب ) فتجد التدافع بيننا من يدفع حق الليمون والشاي كل يحلف ويقسم ان يدفع هو ما دام كان موجود في البوفيه قبل الاخرين ويصر الاخرون فيأتي الحل من صاحب البوفيه ببسمته العرضية ومحياه الكريم فيقول ياجماعة يدفع العندو فكة فنضحك ويتقدم من تكون عنده الفكة ليدفع المبلغ ، وعندما نذهب للصفرة تجد في المجموعة كل الوان الطيف السياسي في تناغم تام كانهم اخوة ولدتهم ام واحدة بل يتعدى الأمر حتى أن الملابس للشخص ليس ملكا له فتجد اخوك اخذ قميصك الذي اشتريتو جديد لنج وما ضاق لبسة وانت مسرور بذلك ، بل ان اخوتنا من جنوب السودان لما جأءوا للمدرسة كانو في انفصال عن الناس فاجبرتهم المعاملة الحسنة والود الصادق ان ينتظموا في سلك المجموعة وصاروا اخوة اعزاء ، كما ان مافي حاجة اسمها حقي فما في جيبك هو لك ولاخيك لا فرق بين غني وفقير ، ولما قضينا الثلاث سنوات وانتهت الامتحانات وكل عاوز يسافر لاهله صدقوني جهشنا كلنا بالبكاء والداخلية صارت مكان للعزاء ولم يستطع احدنا ان يصافح احد من شدة البكاء ، وسافرنا وافترقنا في الجامعات داخلها وخارجها وظلت العلاقات بيننا لهذه اللحظة لم ننسي محمد الحسن ( تكعيب ) كما يقول عندما يريد ان يعرف نفسه ( جمهوري )ولا ابراهيم سليمان ( الحركة الاسلامية ) ولا عثمان عمر الشريف (اتحادي ) والقائمة تطول .. اختي فدوى ارجو نشر هدا المقال في عمودك الذي اهديه لابنائنا ليأخدوا منه الفهم الصحيح والراشد للمعاملة بينهم وفتح ابواب الحوار دون حجر ونسي منطق الضرب والخبت الذي اضاع مجهوداتهم التي يمكن ان يستفيد منها الوطن ، والسودان قدح كبير إن النفوس تطايبت يبأكل الجميع ،،،،