تحقيقات وتقارير
الإعلام الأمريكي .. دارفـور في الواجهـة
صحيفة «كرستيان ساينس مونيتور» كانت تحدثت في مقال مطول بقلم لورا هيتون الصحفية والناشطة في ما تعرف بمجموعة (انف) اشارت في مستهله الى انها دعيت للمشاركة في (حلقة نقاش) بعنوان: (عين على السودان: تحديات ما بعد الاستفتاء) نظمتها مؤسسة ليخ فالسيا البولندية لحقوق الانسان ومعهد ومدرسة ونقر للخدمات العامة بجامعة نيويورك وشارك في النقاش جيمي مولا رئيس منظمة اصوات من أجل السودان وماسج كورزمسكي من مؤسسة ليخ فاليسيا وديفيد فيليب من ما تعرف بمبادرة دارفور بجامعة كولمبيا.
أشارت لورا في مستهل مقالها الى انها اكدت خلال جلسة النقاش ان الانطباع بأن النزاع قد انتهى غير صحيح وذلك ما خرجت به خلال زيارة من جنوب السودان لمعسكر نازحين جدد من دارفور، فطلعات القصف الجوي على حد زعمها لا تزال مستمرة تعقبها هجمات من مليشيات الجنجويد ومع ذلك تقول لورا ان التعرف على حقيقة الوضع داخل دارفور عملية في غاية الصعوبة لأن الحكومة تمنع دخول الاقليم كما ان من هم بالداخل يخشون من الطرد اذا تحدثوا.
وفي تقرير آخر تنشر كرستيان ساينس مونيتور تقريراً مطولاً حول ما اسمته خارطة طريق لتحقيق السلام في دارفور اعدتها مجموعة (انف) تقوم على ثلاثة مسارات منفصلة عن بعضها البعض لكنها في نفس الوقت مترابطة وهي على النحو التالى:
1/ مفاوضات سياسية رفيعة المستوى خارج السودان بين اطراف النزاع تشمل الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور وحركة تحرير السودان جناح اركو مني مناوي وحركة التحرير والعدالة.
2/ مشاركة مكونات المجتمع المدني داخل دارفور في عملية سلام تنتج عنها تمكنهم من إسماع اصواتهم وكذلك اصوات اللاجئين خارج دارفور لتكون جزءا من عملية السلام.
3/ رفع مستوى التنسيق الدبلوماسي من أجل الضغط لتحقيق التحول الديمقراطي في شمال السودان واستصحاب مكونات المجتمع المدني ويتوجب على المجتمع الدولي العمل من اجل التأكيد على ان انفصال جنوب السودان لن ينتج عنه تراجع الحقوق والحريات في الشمال.
هذه المكونات الثلاثة ـ بحسب الصحيفة ـ مجتمعة كفيلة بتحقيق السلام الدائم في دارفور، فعملية السلام السياسية خارج السودان تعتبر جوهرية لجلب المتمردين لطاولة المفاوضات، لكنها لن تنجح دون مشاركة حقيقية لمكونات المجتمع الاهلي الدارفوري داخل وخارج الاقليم اي ان اتفاق السلام يجب ان يرسخ الامن والاستقرار لمستقبل السودان ويجب الاعتراف ايضا ان دارفور لا تزال في حاجة ماسة للاهتمام الدولي.
وتؤكد ان المفاوضات رفيعة المستوى بين اطراف النزاع الرئيسية تظل في غاية الاهمية من أجل وقف العدائيات ومعالجة قضايا مثل تقاسم السلطة وتوزيع الثروة الامر الذي يتطلب وجود وسطاء دوليين في موقع خارج السودان وذلك لعدم توفر عنصر الحياد وعدم حدوث تغيير جوهري على الارض في دارفور التي لا تزال تشهد عمليات عسكرية بالاضافة الى عدم الثقة لدى حركات دارفور في عملية السلام من الداخل وعدم تمكن هذه القيادات من دخول الاقليم كما تقول الصحيفة.
وتدعو الخطة الولايات المتحدة الامريكية لدعم عملية السلام رفيعة المستوى بنفس المناخ الذي بدأت به مفاوضات الدوحة السابقة في ارض محايدة خارج السودان يقودها وسطاء يتمتعون بسند قوي من المجتمع الدولي على غرار ما حدث في نيفاشا.
وكذلك تدعو الخطة الولايات المتحدة للضغط من اجل التوصل لاتفاق لوقف العدائيات اضافة الى مفاوضات بين الاطراف الرئيسية كما يتوجب على الولايات المتحدة العمل مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لا يجاد مقر مقبول لجميع الاطراف للاسباب التي ذُكرت آنفاً.
الملاحظ اذاً ان هذه الخطة جاءت في وقت شرعت فيه الحكومة السودانية في تنفيذ استراتيجية سلام دارفور التي تركز على اشراك مكونات المجتمع الدارفوري كافة في العملية السلمية كما انها تزامنت مع عودة الاطراف من جديد لمحادثات السلام في الدوحة وما سيفرزه الصعيد الاقليمي على قيادات حركات دارفور المسلحة.
الراي العام