باحث سعودي: 6 ملايين مواطنة بلا إثبات هوية بسبب قراءات مغلوطة لنصوص الدين
هكذا يختم أحمد السيد عطيف كتابه “تغطية العالم ـ بدعة الإلزام بغطاء الوجه”، الكتاب الذي يقدم فيه المؤلف آراء غير معتادة، سواء في ما يتعلق بإعادة تفسير الآيات القرآنية الكريمة أو في نقده لآراء السلف والمعاصرين ممن يقولون بغطاء الوجه.
فهو يرى مثلاً أن تفسيرهم للفظة “يعرفن” في قوله تعالى “أدنى أن يعرفن” تفسيراً خاطئاً وعنصرياً، إذا يقسمون المؤمنات إلى حرائر وإماء، أو إلى طاهرات ومتبذلات، ويقدم المؤلف تفسيراً بديلاً له.
ويرى المؤلف أن الاختلاف في غطاء الوجه اختلاف مفتعل وغير مبرر، وأنه لا خلاف بين ابن مسعود وابن عباس في أن كشف الوجه أمر طبيعي، متوصلاً إلى هذه النتيجة من خلال استقراء الروايات المنسوبة إليهما، وأن تكريس تغطية الوجه إنما جاء مع ابن تيمية الذي حاول المؤلف أن يبين تناقض أقواله في غطاء الوجه.
ويلح المؤلف على العودة للآيات الكريمة مباشرة دون الالتفات لأقوال السلف والمرويات التي تصرفنا عنها كما يقول، ويستدعي في هذا الصدد الآيات التي تبيح التعريض بخطبة النساء، ويرى أنها دليل على أن المجتمع الطبيعي يرى رجاله نساءه، وإلا فإنه لا معنى لهذه الآيات، ولا مجال لتطبيقها.
6 ملايين مواطنة بلا أي إثبات
ويتعرض الكاتب لمفارقة يراها طريفة حول تصوير وجه المرأة فيقول “حين كنا نحرّم تصوير وجه المرأة لم نكن نعلم أن الواقع والضرورة سيفرضان تصويره لبطاقة الهوية الوطنية أو للتسجيل في الجامعة، اكتشفنا أمام هذه الصدمة أن لدينا ستة ملايين مواطنة بلا أي إثبات، اليوم صار الغطاء راية سياسية وشاهداً ميدانياً على انتشار أو انحسار هذا التيار السياسي أو ذاك، ولأن غطاء الوجه يجد أصوله في التراث، فقد حاولتُ أن أبحث في هذا التراث وعن تلك الأصول”.
وأضاف “تغطية الوجه تشكل مأزقاً على أكثر من صعيد نلمسه جميعاً، وأن الغطاء شأن رجالي بحت”.
ويختم المؤلف كتابه بشواهد تدل على عمق الأزمة التي يتسبب فيها غطاء الوجه وما يمثله الغطاء من ثقافة خائفة ومتوجسة ومتوقفة عند نقطة في الماضي.
يقع الكتاب في 240 صفحة من القطع المتوسط، وصدر عن دار مدارك، ومعروض الآن في معرض الرياض الدولي للكتاب.
العربية نت