تحقيقات وتقارير
بصات الولاية.. «مسارات» تصحيحية
بداية سبعينيات القرن الماضي، دشنت حكومة مايو «مواصلات العاصمة» بدعم حكومي كامل، وافتتح المشير النميري في العام 1975 مقر الشركة بالخرطوم بالقرب من السوق الشعبي، واسهمت قبل ان تتردى الشركة في تسهيل حركة المواطنين من وإلى مقارهم، وشهدت ثمانينيات القرن الماضي أزمة مواصلات طاحنة بالولاية لتوقف الشركة عن تقديم خدماتها، الشئ الذي جعل الأمر يداول في الجمعية التأسيسية التي رفعت توصياتها بمثالب اقتصادية وامنية واجتماعية واخلاقية جراء الأزمة، وتواصلت شركات النقل بعد ذلك بمشروع «خاص» وهو بصات «أبو رجيلة» «630» بصاً والتي أستوردت من البرازيل وأسبانيا قبل ان تنزوي هي الأخرى بعد ان كانت مثالاً للضبط و الربط.
د. علي الخضر بخيت المدير العام لشركة مواصلات الخرطوم قال لـ «الرأي العام» ان جهودهم تتصل بتوفير غرفة مراقبة الكترونية للبصات المتحركة مرتبطة بشبكة عبر «المفتاح الالكتروني» عند إدارة البص، يحدد موقعه وحركته ويتم أسعافه ان تعرض لعطب أو حادث مروري، كما ان الكاميرات الموجودة بالبص تؤمن داخله، وتوجد ورش صيانة مكتملة، وأضاف: ان «200» بص تعمل الآن في خدمة المواطنين تغطي «22» خطاً مرورياً وتوفر خدمة آمنة ومريحة للمواطن.
ولاية الخرطوم يعمل بها «48» ألف حافلة مرخصة، و«27» ألف حافلة غير مرخصة تقدم خدماتها في الخطوط التي تصل إلى «258» خطاً رئيسياً وفرعياً، وشكل وجود «200» بص وفرته الولاية أضافة لحركة المواطنين، يقول د. علي الخضر ان العاصمة تحتاج لـ «20» ألف بص لتغطي مساحة الولاية ا لممتدة بين «175*150 كيلو متراً» والشركة بعد ان تعاقدت على «200» بص أضافة للموجود وصل منها «50» من نوع تاتا لمحطة السكة الحديد بحري و«05» اخرى في عرض البحر في الطريق و«10» بصات ستصل في الاسابيع المقبلة كما تعاقدنا لجلب «300» بص من كوريا و«250» بص مارسيدس من ايران ليصل العدد بنهاية العام إلى «3» آلاف بص بالولاية.
وعن الدعم الحكومي للمشروع يرى أن الشركة تسعى لتوفير مواردها عبر خطط «أعلانية» داخل البص «شاشات العرض وعلى خارجه مما يجلب موارد مالية ضخمة تغني عن الدعم الحكومي الذي تمثل في الفترة السابقة في الوقود بعد ارتفاع أسعاره عالمياً ومحلياً، إذ يستهلك البص يومياً «30» جالون وقود ليصل عدد الاستهلاك الكلي «66» ألف جالون لعدد «200» بص.
وكشف عن خطط لتوفير الترحيل الجماعي للموظفين والعمال، وأشار إلى وجود أكثر من «700» ألف مركبة خاصة تتحرك داخل الولاية وقال لذا نسعى لتوفير بصات جماعية تقلل حركة عربات موظفي الدولة، وقد طرحنا خدمة «شاركني» في أطار استقطاب النقل الجماعي مما يوفر الوقود الذي تدعمه الدولة بمبلغ «2» جنيه للجالون ويقلل من الضغط المروري، وأضاف ان هناك أقبالاً كبيراً لتأجير البصات للمناسبات الخاصة والمؤتمرات.. وكانت شركة مواصلات الخرطوم وقعت الأحد الماضي، عقداً مع شركة «داتابت» لتوفير «البطاقات الممغنطة» عوضاً عن «التذاكر»، د. عثمان مختار مدير «داتابت» قال لـ «الرأي العام»:
المشروع له جوانبه الاقتصادية وتنفذ البطاقات بتقنية عالية يتم شحنها عبر مواقع منتشرة في أنحاء الولاية مما يوفر مهناً أضافية للمواطنين، معتبراً ان النهضة التنموية تقاس بقطاعي الاتصالات والمواصلات والسودان تقدم في المجالين كثيراً.
«البطاقات الممغنطة» التي ستطرح غضون الأسابيع المقبلة يتم شحنها بالقيمة ولا يمنع من وجود «المشرفين» بالبصات للمراجعة والتعامل بالتذاكر مع غير ممتلكيها في حدود الفئة المحددة بـ «جنيه» و«جنيهين» للخطوط داخل الولاية، ولمعشر الطلاب نصيب من البطاقات إذ تم تخصيص بطاقات لهم، وحسب التوجهات السيادية يتم ترحيل ذوي الاحتياجات الخاصة مجاناً في بصات الولاية، وتقوم البصات بنقل «80 ألف طالب» يومياً داخل الولاية وكانت قد خصصت لهم بصات خاصة بخطوط الكلاكلة والثورة والحاج يوسف رأي الطلاب انها غير كافية مع الأخذ بأعتبار اختلاف مواعيد دراستهم، وخلال زيارة الوالي مؤخراً لدبي تم التعاقد لجلب «240» بصاً بأسعار مخفضة من حكومة دبي، ربما تخصص لنقل شريحة الطلاب. جهود حثيثة لمعالجة عمل «الحافلات» بالولاية لتسعى خلالها الشركة لتمليك أصحاب الحافلات «بصات» باتفاقيات محددة حدد لها اليوم الاربعاء لمناقشة الأمر بين اتحاد الحافلات والشركة، فيما لا زالت مواصلات الولاية نفسها تنتظر تصريح التخطيط العمراني بتحديد موقف محدد لها وسط الولاية لتسهيل حركتها، التي نص دائرية الآن.
صحيفة الراي العام