تحقيقات وتقارير
الحشريون .. وقـــود المشاكل الاجتماعية
هذه المقولة مشهورة في مجتمعنا السوداني يتم استخدامها للأشخاص الذين يقومون بالتدخل في الأمور التي لا تعنيهم وتخصهم ويحشرون أنفسهم في كل كبيرة أو صغيرة، دون مراعاة لخصوصية الموضوع أو لمشاعر الآخرين. «الأهرام اليوم» طرقت باب التدخل في أمور وخصوصيات الغير، وسألت عدداً من المهتمين، فماذا كان رأيهم بهذا الخصوص… تقول رفيدة طه، إنها ضد هذا (التحشر)، ولا تحب أن يتدخل أحد في أمورها الشخصية والخاصة، باعتبارها ملكاً لها وحدها، مردفة أن الشيء الذي لا ترضاه لنفسها لا ترضاه لغيرها، لكن هنالك بعض الأشخاص يتدخلون في أمور لا تخصهم فقد يقومون بهذا التصرف، إما من باب الفضول أو بسبب الفراغ في حياتهم. فتجدهم «يسرحون ويمرحون» في أمور الناس ولا يدعون صغيرة ولا كبيرة، مبينة أن هذا التصرف أو السلوك غير الحميد يرجع إلى التنشئة لدى الفرد أو بتأثره بالمجتمع المحيط به. واستطردت: ففي الدول المتقدمة لا يتدخل أحد في ما لا يعنيه، عكس دول العالم الثالث، وهذا دلالة على عدم توفر الوعي الكافي في هذه المجتمعات.
وعلى ذات السياق. ذكر محمد أحمد أن البعض لا يحبذون التدخل في أمورهم الشخصية أو العامة أو يفضلون أن يكونوا أصحاب القرار الأول والأخير في حياتهم، حتى لو كانت قراراتهم غير صائبة في بعض الأحيان، ويرون أن تدخل الغير قد يفاقم الوضع ويعطيه حجماً أكبر مما هو عليه، بحيث يقود إلى المشاكل التي قد لا يوجد لها حلاً، مضيفاً أن الأشخاص «الحشريين» أو الفضوليين غير محبوبين في المجتمع والكل يتهرب منهم ولا يفضل التواصل معهم، فهذه ظاهرة منتشرة في المجتمع بصورة كبيرة، مضيفاً أن هناك فئة يفضلون فرض رؤاهم باعتقاد أن لديهم نفوذاً أو سلطة. وهذه الفئة تتدخل من أجل إصدار الأوامر والنواهي، باعتبارها مسؤولة عن كل كبيرة وصغيرة، وهذه الفئة يطلق عليهم «المتسطلون»، مبيناً أنه لا بد من وقف هذا الفضول وعدم التدخل في ما لا يعنيهم. ولا يجوز انتهاك حقوق الآخرين، وفي قول الرسول الكريم – عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم -: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
أما (و ـ ج) فذكرت أنه منذ صغرها تفضل التدخل في بعض الأمور وينتابها الفضول ولا تكون «مرتاحة» نفسياً إذا لم تعرف ماذا يجري، فقد أطلق عليها البعض «لقب» الحشرية، لكن هي تعتقد أن هذا «الطبع» هو فضول زائد عن حده، فقد حاولت عدة مرات التخلص منه لأنه يسبب إزعاجاً ومضايقة الآخرين ويقود بها إلى الإحراج والإهانة، لكنها لم تستطع، فالمثل يقول: «من شب على شيء شاب عليه»، فهي لا تواجه أية مشكلة عندما يتدخل الآخرون في ما يخصها، بل على العكس ترى أنهم يقومون بحل مشاكلها دون تعقيد.
الأهرام اليوم