تحقيقات وتقارير

زواج الشاب من (ثريَّة).. هل يصير طوق نجاة من العذوبية؟!


يعتبر المال وسيلة لكنه ليس غاية، ويعتقد الكثير من الشباب في هذا العصر أن المال هو الوسيلة الوحيدة للسعادة لكنه اعتقاد خاطئ، ويمكن الزواج من امرأة ثرية أو التقرب إلى كريمة أسرة ميسورة الحال، تأكيداً لحديث الرسول «ص» (تنكح المرأة لمالها وجمالها ونسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك).
ولكن ليس بالطريقة الاستغلالية التي يتعامل بها شبابنا اليوم، حيث أصبح البعض يتغاضى عن أشياء أهم بكثير من المال، فهو وحده لا يجلب السعادة. (الأهرام اليوم) استطلعت بعض الشباب حول قضية الزواج من امرأة ثرية، وهل تستمر الحياة الزوجية المبنية على أسس خاطئة.. فجاءت إجاباتهم متباينة.
ثابت أحمد قال إن زواج الرجل من امرأة ثرية أصبح أمراً حتمياً، فقد فكر في ذلك من قبل متجاهلاً أحاسيسه العاطفية. والسبب الأساسي أن وضعه الاقتصادي لا يسمح له بالارتباط إلا من فتاة تمتلك المال على الأقل لتساعده في الحياة المعيشية الصعبة، وأكد أن الدافع الأساسي للتفكير في ذلك هو الوضع الاقتصادي الذي أصبح عبئاً لا يحتمل.
أما مهند نادر؛ طالب بجامعة السودان، فأكد لنا أنه فكر في الارتباط بفتاة ثرية، على الرغم من أنها تكبره بسنوات ولكنه سيضحي من أجل تحسين وضعه ويرفع من مستوى أهله، وهو على قناعة بإنه إذا تزوج من أخرى فقيرة ستدمره لأنها ستزيد من معاناته ولا يستطيع أن يوفر لها ما تطلبه.
ويرى محمد علي عكس ذلك ويقول: هذه الأمور شكلية فقط، وإذا بدأت الحياة وهي مبنية على النفاق، والهدف الأساسي منها هو المال، فإنها لن تستمر طويلاً، لأن ما بني على باطل فهو باطل، وإذا أحست المرأة بأنك ستقترن بها من أجل مالها فقط، دون مراعاة لمشاعرها، فلا تستطيع العيش معك ولا تقبلك بأي حال من الأحوال.
(م- ع) تحدث عن تجربته السابقة فقال: طلبت منه فتاة من أسرة ثرية جداً ومعروفة الزواج وساومته وأغزته بأنها ستعطيه كل ما لديها من أموال، بما فيها المنزل والسيارة الفارهة التي دائماً ما كان يحلم بها، على الرغم من أنه لم يكن لها أي مشاعر، وهي تكبره بعشر سنوات، وأكد أن هناك اختلافاً حتى في الأفكار، ولكنه تزوج بها، وبعد عام أدرك أنه غير ذي قيمة، بل يعتمد عليها في كل شيء، وبدأ يحس بالملل تجاهها، وهي بدورها أصبحت تعامله بطريقة غريبة، وفي هذا ظل هذا الإحساس، وفي يوم من الأيام وعبر نقاش حاد انفجرت في وجهه بغضب، وأكدت على أنها تعلم أنه تزوجها من أجل أموالها ولم تحس بالراحة معه مطلقاً فجرحته، وأخيراً انفصل عنها وهو نادم على كل ما جرى له استناداً على مفهوم خاطئ وهو الذي ارتكب في حق نفسه وأهله جرماً بائناً، وأبان أنه الآن اقتنع بقول الرسول «ص» (تزوجوا فقراء يغنكم الله من فضله)، ووجه رسالة لكل الشباب مفادها؛ أن الغنى غنى النفس، وزواج المرأة لمالها كارثة حقيقية. فيما رأت منال أن المال وسيلة، فإذا كانت الفتاة الميسورة مدركة أن الذي تقدم لها وفكرت في الارتباط به يتميز بالأخلاق ويكن لها الحب والاحترام، فيمكن لها أن تساعده من تلقاء نفسها، دون أن يطلب مساعدتها، مؤكدة أن المال لا يدوم ويمكن أن يزول معه الحب المزيف إلى الأبد.

الأهرام اليوم