تحقيقات وتقارير

الوطني بجنوب كردفان .. نافع يدشن المعركة


بأستاد كادقلي عصر أمس الأول، توافد الآلاف من مواطني المدينة قبل ما يزيد عن الساعتين من إنطلاق الحملة الإنتخابية للمؤتمر الوطني، حملة إستمدت من الطقس سخونتها فيما يبدو، فقد أعلن ضربة بدايتها د. نافع على نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، فيما ينتظر كل من الرئيس عمر البشير، رئيس المؤتمر الوطني ونائبه للشؤون التنفيذية على عثمان محمد طه دورهما لدعم حملة الوطني بالولاية التي ستكون مسرحاً لتنافس يتخوف البعض من ألا يكون نظيفاً.
في حفل التدشين اليتيم حتى الآن بالولاية رغم إنطلاق صافرة الحملات الإنتخابية من قبل المفوضية، إستعرض المؤتمر الوطني، أو بالأحرى، مرشحه لمنصب الوالي مولانا أحمد هارون عضلاته السياسية والجماهيرية.. تجلى ذلك في الحضور الجماهيري الكبير، وفي خطابه الذي حوى برنامجه وبث رسائل تطمينية بأن تكون الإنتخابات سليمة وتتجسد فيها كل معاني الحرية. فيما بعث د. نافع بأخرى تحذيرية لمن وصفهم بالساعين لإشعال الفتنة باسم المهمشين.

قياديون من الحركة ينضمون للوطني في يوم التدشين
الحدث المفاجئ الذي شكل قاسماً مشتركاً لأحاديث الكثيرين في مدينة كادوقلي عقب تدشين حملة المؤتمر الوطني كان هو إنضمام ثلاثة من قيادات الحركة إلى الوطني في يوم تدشين حملته.. جمعة إبراهيم وزير التربية والتعليم السابق ووزير المالية كذلك يوسف جبارة، إلى جانب عبد الرحمن جبارة دنقس وهو أبرز قيادات المسيرية في الحركة الشعبية ورئيس المشرفين السياسيين بالقطاع الغربي، هذا فضلاً عن أنه كان مرشحاً عن الحركة الشعبية في الدائرة (30) المجلد وريفي المجلد قبل أن ينسحب ويفوز مرشح المؤتمر الوطني في تلك الدائرة بالتزكية.

د. نافع.. إتجاه واحد
درج الدكتور نافع علي نافع أخيراً على إتخاذ صيغ مختلفة للتعبير عن ثقته في فوز المؤتمر الوطني بنتيجة إنتخابات ولاية جنوب كردفان، فهو تارة يقول: إنها إنتخابات إتجاه واحد. وفي يوم التدشين قال: إننا جئنا لإنتخابات جنوب كردفان لنفوز. وأضاف هذه المرة، أن هارون لم يُكلف بمهمة إلا وجاء بالخير.. لكن قبل ذلك، قال نافع في فاتحة مخاطبته لجماهير الحزب، إنهم جاءوا لتدشين (حملة الفوز)، وهو ما يشير إلى أن هذه قضية محسومة بالنسبة لهم. ولم ينس نافع أن يمارس هوايته غير المحببة في مهاجمة الخصوم السياسيين، فقد أرسل لهم من على المنصة حزمة من الرسائل التحذيرية لمن وصفهم بالساعين لإشعال الفتنة في البلاد باسم التهميش من أصحاب المشاريع العنصرية الفاشلة.

مولانا.. حماس مرشح
وكأنه كان يحتفل مقدماً مع مؤيدية بالفوز حتى قبل أن ترمى أولى البطاقات في صناديق الإقتراع، إقتسم هارون مع الجماهير المحتشدة بأستاد كادوقلي تجاوباً حماسياً طروباً على خلفية إيقاعات وصوت الفنان عبد الرحمن عبد الله. ولما جاء وقت الحديث، إختزل برنامجه وما لزم إيصاله من رسائل سياسية بلغة خالية من التعقيد، وبنبرة حماسية كثيراً ما قطعتها هتافات التأييد. وبدا هارون فخوراً بالإرث التاريخي لولايته، ودعا أهلها لرفع رؤوسهم عالياً فليس من بينهم مسكين أو مقهور أو مهمش بعد الإنصاف المستحق لأهل الولاية.

هتافات سهلة التعاطي
نقل الهتافات التي كانت تتردد بقوة في أستاد كادوقلي عصر أمس الأول، سيحيل هذه الصفحة إلى أخرى هتافية. فقد إقتسم الحضور خاصة الشباب منهم هتافات. بذل فيها جهد واضح من حيث تكثيف دلالتها السياسية وتيسير ترديدها وتعاطيها على نحوٍ سلس من قبِيل (الفوز مضمون يا هارون) أو (ما في مظالم وإنت الحاكم) أو (ما في خوف.. مولانا معروف) وأخرى على ذات الإيقاع.

(زنقة زنقة) في جنوب كردفان
الثورات العربية كانت حاضرة في حفل تدشين حملة المؤتمر الوطني بجنوب كردفان.. فالدكتور نافع مثلاً يرى في السودان ملهماً دفعهم لإشعالها ليس لأنه أشعل في السابق أكتوبر وأبريل، وإنما عزا السبب لما يشهده السودان من عزة وإستقلال في القرار وعدم خنوع للغرب.. وكانت الثورات حاضرة كذلك في لافتة كتب عليها (زنقة زنقة.. دار دار.. مولانا خيار)، وفيها من التحريف لمقولة القذافي ذائعة الإنتشار ما لا يخفى خاصة بعد أن أصبحت (زنقته) الأشهر من نوعها فيما يبدو. وثمة وجود آخر لتلك الثورات تجلى في تحوير هتافها الأشهر.. (الشعب يريد إسقاط النظام)، ليصبح.. (الشعب يريد أحمد هارون). أي، الشعب، شعب جنوب كردفان، يريد بقاء النظام، وربما إسقاط المعارضة.

ويسألونك عن أبيي!!
شاب يبدو أنه في الثلاثينيات من عمره زاده الله بسطة في الجسم والصوت، جاء من المجلد – حسبما علمت منه لاحقاً- فقد كان يقف إلى جواري ويردد أثناء حديث د. نافع كلمة واحدة بأعلى صوته وهي كلمة (أبيي).. فما أن يلتقط نافع أنفاسه، حتى يذكره بها، بأبيي، فقد بدا واضحاً إن قضية أبيي تعني له الكثير ويريد أن يسمع ماذا يقول الوطني فيها حتى يحدد موقفه إزاءه في صندوق الإقتراع.. لم يمض وقت طويل حتى إلتفت نافع في إتجاه ذلك الشاب الذي كان هتافه متجاوزاً لآذان من هم بالمنصة. وقتها قال: ويسألونني عن أبيي؟ وأقول إن أبيي لن تكون أبداً ثمناً لإرضاء الحركة أو أمريكا أو كائناً من كان. وقتها هتف ذلك الشاب: (سير سير يا هارون) ومضى حتى قبل أن ينتهي الحفل لا أدري إلى أين، أدرى فقط أنه وجد في خطاب الوطني ما كان يبحث عنه ويبحث عنه شباب المسيرية الثائرون في تلك المناطق بسبب أبيي نفسها!!

فرفور، واللحو، وعبد الرحمن عبد الله..
كانوا هناك
بدا مزاج المؤتمر الوطني، الذي أعد لإطلاق حملته بترتيب لافت، معتدلاً فيما يبدو عندما أحضر الكثير من الفنانين منهم علي إبراهيم اللحو وجمال فرفور وعبد الله البعيو وعبد الرحمن عبد الله وعبد القادر سالم حيث شدوا في المساء بأغنيات منتقاة. أما لحظة التدشين فقد إقتسم الفنانون مع مشايخ الطرق الصوفية والشباب الذين أرتدوا (تيشيرتات) عليها صورة أحمد هارون، إقتسموا جميعاً رسم لوحة توقف عندها البعض كثيراً، كما توقفوا قبل ذلك مع الحضور النسائي فوق المعدل في أستاد كادوقلي ممن علا تكبيرهن بعد طمأنة هارون لهن بأن نسبتهن في المشاركة سيتم الحفاظ عليها من (الجغم) وربما تزيد.

صحيفة الرأي العام