أ.د. معز عمر بخيت

مشوار في حياة امرأة سودانية (5/5): زكية مكي عثمان أزرق

[B][ALIGN=CENTER][SIZE=4][COLOR=darkred]مشوار في حياة امرأة سودانية (5/5): زكية مكي عثمان أزرق [/COLOR][/SIZE][/ALIGN][/B] نواصل حديث الوالدة عليها رحمة الله ومشاركتها في مؤتمرات المرشدات العالمية.

المؤتمر العالمي السابع عشر :

عقد هذا المؤتمر في نيروبي بكينيا عام 1983م وكنت والسيدة سكينة الجزولي مندوبات السودان لهذا المؤتمر الحافل والذي يعتبر أكبر تجمع كشفي عالمي. فقد جاءت مرشدات من قارات العالم الست في هذه القارة الإفريقية كما وجدت نشاطات جمعيات الدول العربية المشاركات في المؤتمرات ، وكان معرض السودان مشرفاً نال إعجاب الجميع ، وكان لابد لنا أن نتصرف لتغطية نفقات المؤتمر ودفع اشتراكات السودان المتأخرة لعدة سنوات فاضطررنا لبيع الحنة التي أحضرناها للمعرض وسددنا ما علينا من ديون ، وهكذا خرجنا من الحرج.

اللقاءات والمؤتمرات العربية :

عقد المؤتمر السابع في الرباط بالمملكة المغربية ، تلك المدينة ذات المناخ الرائع والطبيعة الجميلة الساحرة ، وقد اصطحبتني إبنتي أماني لحضور المخيم الذي تزامن قيامه مع المؤتمر. فكان تجمعاً عربياً ناجحاً ، خرج منه المؤتمر بقرارات وتوصيات عظيمة منها توحيد المصطلحات العربية الكشفية وتكوين لجان مشتركة للتدريب ووضع المناهج والبرامج للوطن العربي.

مؤتمر ومخيم طرابلس العربي الثامن :

كان لهذا المؤتمر صدىً جميلاً في المجتمع الليبي وعقد مؤتمر الكشافين كذلك في نفس الزمن ، وخاطب الرئيس معمر القذافي المؤتمرين من الجانبين بثناء عاطر للحركة الكشفية وحث الشباب العربي على حمل السلاح ومكافحة الاستعمار الغربي أينما كان

المؤتمر العربي الحادي عشر :

عقد المؤتمر العربي الحادي عشر في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ زائد بن سلطان آل نهيان عام 1988م ، وحضر هذا المؤتمر مرشدات من الدول العربية بما في ذلك مرشدات مبتدئات من جيبوتي وموريتانيا والصومال وعضوات من المكتب العالمي واللجنة العالمية ، وكنت ضمن وفد مرشدات السودان ، وهذا أول مؤتمر كشفي في العالم تستضيف فيه الدولة جميع المشتركات في المؤتمر ، إقامة وإعاشة مع دفع تذاكر السفر لبعض المشتركات من الدول العربية تشجيعاً لحضورهن للمؤتمر ، ويطيب لي أن أسجل كلمة شكر وتقدير للتكريم والحفاوة العظيمة التي خصت بها الشيخة فاطمة حرم رئيس الدولة وفد مرشدات السودان ، جزاء الله كل خير.

لقاءات :

كان لنا لقاء مع مرشدات جمهورية مصر العربية في القاهرة في وفد مكون من السيدة أم سلمة سعيد رئيس المجلس الأعلى لجمعيتي الكشافة والمرشدات – والسيد مكي محمد بابكر – أمين المجلس وشخصي لوضع برامج ومناهج الجمعيتين السودانية والمصرية بغرض التكامل ، وكان لقاءاً طيباً وودياً أثمرت نتائجه .

النشاط الخارجي :

كنت ضمن اللجنة التي اختيرت من المكتب العربي لتدريب المرشدات العمانيات والمرشدات السعوديات في سلطنة عمان ، واللجنة تتكون من أربع سيدات: السيدة عفاف فتحي المفوضة العربية مصرية الجنسية وقائدتين من الكويت والسودان. في طريقي لمسقط كان لابد أن أقضي ليلة ترانزيت في مطار دبي ، لكن الكرم السوداني حتم إقامتي في منزل أسرة سودانية وليها أحد الإخوة المسئولون عن الخطوط الجوية السودانية في دبي ، فلهم كل الشكر والتقدير ، كما أود أن أشيد بكرم السيد شرف وحرمه لما وجدته من اهتمام وتكريم ورعاية خلال فترة إقامتي في السلطنة ، ثم إنهم قد استخرجوا لي تذكرة سفر بالطائرة للقاهرة في طريق عودتي للخرطوم حتى تثنى لي زيارة إبنتي أمل التي كانت تدرس آنذاك في الجامعة وتقيم مع شقيقتي عزيزة – مستشارة السفارة السودانية لشئون الطالبات في القاهرة -. أما التدريب فقد شمل القائدات في المجال الكشفي ومعظمهن من المعلمات من جميع المناطق وبعض قائدات من اليمن والسعودية.

قد أسعدني أن أشاد وزير التربية العماني في حديثه معي في الحفل الختامي للدورة بالمعلمين السودانيين من حيث عملهم وآراءهم وحسن أخلاقهم ، وكانت الأستاذة زهراء حاج الطاهر خير مثال لذلك. أما الأستاذة نادية فقد كانت بمثابة الإبنة الحنون في اصطحابي ومرافقتي في كل تحركاتي في أوقات الفراغ بعربتها الخاصة.

الإقامة في أبو ظبي :

ترك زوجي العمل كنائب لرئيس القضاء في السودان بعد إحالته للمعاش والتحق بالعمل في المحكمة الاتحادية العليا في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة وانتقلت أنا وأبنائي لمنزلنا في الصافية بالخرطوم بحري.

وواصلت عملي كبيرة موجهين بمكتب تعليم أم درمان ، ثم كبيرة مشرفين تربويين بمكتب قسم الخرطوم ، ثم طلبت معاشي الاختياري لمرافقة زوجي بعد أن الحقت أصغر بناتي بالجامعة ، وقبل مغادرتي للاستقرار في أبو ظبي فتحت روضة أطفال خاصة بغرض مساعدة المرأة بصفة عامة والمعلمات بصفة خاصة لتحفظ أبنائهن في مكان أمين عند غيابها في العمل .

هذا هو مشوار حياتي أسطره أنموذجاً وقدوة لبناتي وأبنائي وأهلي وعشيرتي وكل مَنْ صحبني فيه أو مد يد المساهمة فيه ويظل النجاح والتوفيق من فوق هاماته. والفضل كله أولاً وأخيراً لله الذي لا تتم الصالحات إلا بتوفيقه ، ولزوجي الذي لولاه ما كان هذا المشوار. وقد حرصت على ذكر هذه التفاصيل حتى لا أبخس أحداً ولن أنسى ذكرى لأحد ممن صحبوني في هذا المشوار ، وشاركوا في المسيرة ، ولا أنسى أن أكرر أن كل ما أصبناه من نجاح وكل ما وجدناه من توفيق وبما تغشانا من فضل فقد كان بإذن الله ومراده هو امتداد للتربية القديمة التي أنشأنا عليه الوالد الكريم وامتداد للمجتمع العائلي الرفيق الذي كان معلماً نادراً في كل المجتمع السوداني من حيث سلامة التوجه ، صفاء السريرة ، وقوة العزيمة وكثرة الخير والفضل ، والذي تلقيته من تربية حسنة وخلق فاضل ، وما يزال هو كذلك وسوف يظل كذا وإلى الأبد أمانة أخذناها من جدودنا وآبائنا وحملناها أنا وإخوتي بصدق ونحملها للجيل الذي بين أيدينا الآن لينقلوها بدورهم للأجيال القادمة إرثاً طيباً ، وإرثاً مباركاً في الخالدين .

مدخل للخروج:

ماذا يبقى غير الحمد وتقوى الله وطول دعاء.. ولهذا الدرب سأجعل باسمك من قافلة الغيث الظامئ

في الأعماق العطشى بحر عطاء.. ولهذا المجد سيبقى الحب حدائق نجوى في الآفاق مدار العمر.. ويظل غيابك فينا صرح بقاء..

معز البحرين
عكس الريح
moizbakhiet@yahoo.com