المقالات

مولد للطاقة الكهربائية من ماكينة السيارة

تجاوزت جريمة الانتحال (للشخصية) ووصلت إلى انتحال أفكار الآخرين أو مؤلفاتهم الأدبية أو اختراعاتهم الصناعية، وأصبحت من أكبر التحديات التي تواجه الثقافة والصناعة والمخترعات الحديثة هذا الخطر الذي يواجه ملكات الفكر والإبداع، ففي منتصف القرن التاسع عشر وجهة دعوة لأصحاب الابتكارات للمشاركة في المعرض الدولي الذي أقيم في فينا، ولكن الغالبية العظمى منهم قد أحجموا عن عرض مخترعاتهم في هذا المعرض خوفاً من سرقتها والهروب بها خارج الحدود.. و لتشجيع هذه الابتكارات الصناعية جاء مؤتمر باريس لحماية الملكية الفكرية الصناعية وعلى ضوئها كانت اتفاقية برلين لحماية الملكية الفكرية(الفنية والأدبية)، وأقيمت مكاتب لإدارة هذه المنظومات _المكتب المتحد للملكية الفكرية_ وتطوّر إلى أن أصبح المنظمة العالمية للملكية الفكرية والتي وقعت على اتفاقيتها عدة دول منذ تأسيسها،و أصبح السودان لاحقاً من بينهم وتمت إجازة قانون حماية الملكية الفكرية وأنشئت لها محاكم خاصة وعُين عليها قضاة وتخصص في قضاياها عُدة محامين..
ابتكار برييء..
راودته الفكرة منذ زمن بعيد، ولكن عندما أتيحت له الفرصة، سبق الآخرين بتنفيذ فكرته الحديثة ونال بها براءة الاختراع، بالرغم من أنه لم يتخصص في هذا المجال ولكن كانت تحقيقاً للرغبة التي تملكته في هذه الهواية، فقرر المهندس عادل دفع الله جابر صناعة فكرته وتطبيقها على أرض الواقع.. وأطلعنا على النموذج الصناعي الذي نال به شهادة براءة الاختراع وسجل بملكيته الفكرية، حيث بدأ في حديثه لـ(الأخبار) قائلا: بدأت في تنفيذ هذه الفكرة منذ ثلاثة أعوام، وهي عبارة عن مولد للطاقة الكهربائية من ماكينة السيارة أوتحويل الطاقة الحركية إلى كهربائية، و تقوم بتوصيله متى ما شئت لتشغيل أي جهاز يعمل بالكهرباء، وتصل سعته إلى ثلاثة آلاف كيلووات ، بحيث يكون المولد مثبت بطريقة معينة وبه منظم للكهرباء يعمل على تنظيم الكهرباء أثناء تشغيله، ومهما كانت قوة الماكينة أو نوعها أو سرعتها، تتوافق الكهرباء مع سعة التيار للكهرباء العامة، أيضاً هذا المولّد يتناسب مع أي سيارة وعلى حسب حجمها، فتجد الحجم الصغير يتلاءم مع المساحة الضيقة التي تشغلها الماكينة، وبه إنتاج مضاعف، ويقول عادل: قمت بتركيب هذا الجهاز على سيارتي الخاصة ونجحت التجربة التي أعجبت الجميع وعملت على الملاحظة الدقيقة في أدائها، ولم تكن هناك ملاحظة أو أثر جانبي سلبي، وذلك بعد عرضها على اختصاصيين في هذا المجال وأصحاب خبرة أكثر مِني، وكنت قد أعددت النموذج الأول في سيارتي الخاصة، وبعدها قررت أن أقوم بصناعة نموذج آخر من أجل التسويق والانتشار، وسافرت إلى الصين لتصنيع عربة واحدة تكون نموذجاً بشكل حديث ومختلف، يحمل نفس الفكرة وأيضاً تأكيداً لمصداقية الاختراع، وطلب مني أحد المصانع مبلغا وقدره سبعة آلاف دولار تكلفة للسيارة الواحدة، وقبلت على ذلك، وبعد عودتي كنت على اتصال مع المصنع ولكنني فوجئت بأن المصنع لا ينتج أقل من مئة سيارة كحد أدنى! وهذه تكاليف باهظة ليس لدي القدرة لها، ويضيف أنني بحثت كثيراً عن أياً من المؤسسات الصناعية و المستثمرين لكي نعمل معاً في شراكة لإنتاج هذا الاختراع ، ولكن للأسف وحتى الآن لم تتح لي الفرصة ولم أتمكن من ذلك، ومع أننا في السودان نفتقر لمصانع السيارات ولكن شركة “جياد” لها تجربه مقدرة في ذلك وهذا الاختراع قد يستفيد منه كثيراً في “عربات الجيش والبوليس والقوافل الصحية التي تتجول في المناطق النائية وحتى عربات الآيسكريم” وهناك العديد من السيارات التي تحمل المولدات الكهربائية لإنجاز مهامها..
فكرة في خطر..
ويقول عادل أنا الآن أتخوف كثيراً من سرقة هذه الفكرة التي خرجت بها إلى الصين و”الصينيون يجيدون التقليد”،علماً بأنني لم أتمكن من تسجيلها دولياً نسبة لعدم الإمكانية على دفع المبلغ المحدد لعملية التسجيل الدولي الذي يتجاوز الأربعة آلاف دولار، ولكي تكون براءة الاختراع محمية دولياً فلابد من هذه الخطوة، وما زادني قلقاً عندما أخطرتني الجهة المحلية بأنها ليست مسئولة إذا حدث أي اعتداء لبراءة الاختراع في الخارج وأنهم غير واثقين من أنها ستكون محمية ما لم تسارع في التسجيل الدولي!..
بالرغم من أن الفكرة أخذت طابعاً فريداً من نوعها ولكنها لا تزال قيد الانتظار من أجل التصنيع، وقبل ذلك لأجل الحماية من الاعتداء الذي يستنكره صانعو الفكر ويرفضه حماته، وعلى هذا النحو أفاد لـ(الأخبار) المحامي المتخصص في قضايا الملكية الفكرية معاوية محمد عابدين أن القانون لا يحمي فكرة مجردة في النماذج الصناعية بعكس الشق الأدبي والفني فهي محمية تلقائياً،وللنموذج الصناعي مراحل متبعة لكي يتمكن من نيل براءة الاختراع وتتم بالرسم البياني أولا ثم عملية البحث عنه وأحياناً يكون حديثاً وأحياناً يكون تجديد لنموذج ما، وبعد ذلك تقرر اللجنة في نيل الشهادة، ويضيف أن التسجيل المحلي يعني حماية النموذج داخل الدائرة الجغرافية للدولة التي صُنع بها النموذج، وأغلب الدول الموقعة في الاتفاقية تحتذي بمبدأ المعاملة بالمثل، وذكر معاوية بأن هذا النموذج_مولد طاقة الكهرباء من ماكينة السيارة_الذي يخص عادل، قد استوفى الشروط ونال براءة الاختراع وهي المرحلة ما قبل التسجيل الدولي لكي تكون محمية دولياً وكل الدول الموقعة على الاتفاقية ملتزمة بذلك. وعن التكلفة لعملية التسجيل الدولي قال إنها ليست ذات تكلفة بحسبان أنها تغني عن التسجيل المنفرد في كل دولة، وأنها عملية سريعة وفعالة وكفيلة بحفظ الحقوق. [email]M_nasreldin1946@hotmail.com[/email] قضيه:محمد نصر الدين
صحيفة الأخبار