في الذكرى الثالثة لرحيلها: سيدة روحها سماء و قلبها وطن
بروفيسر أمل عمر بخيت هي الشقيقة الكبرى وهي الآن عميد لكلية الطب البيطري بجامعة السودان، ثم جئت أنا من بعدها وخلفي الباشمهندس طيران أحمد والذي يصغرني بثلاثة أعوام ويعمل مديراً هندسياً لإحدى شركات صيانة الطيران الكبرى بسان أنطونيو تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم المهندسة الزراعية أماني ببريطانيا ثم أميمة وهي خريجة اقتصاد، تخصص في الإحصاء جامعة الخرطوم وهي الآن بدولة الإمارات ثم آخر العنقود أميرة وهي أيضاً خريجة كلية الإقتصاد، إدارة أعمال جامعة الخرطوم وتعمل أيضاً ببريطانيا. كتبت أميرة تقول:
هي سيدة روحها سماء و قلبها وطن،
امرأة تعلم كيف تحتوي الكون في ابتسامة راضية
باسمة حين فرح
صابرة حين ابتلاء
لا تنطق الا ما يفرح
و لا تفعل الا ما يرضي
رحيمة و حنونة
لم يعلو لها صوت في غضب
و لم تسمع لها قهقهة في فرح
هادئة في قولها و رزينة في إنفعالها ..
لا تختار من الكلمات الا الطفها و اكثرها تهذيباً و رقة
لا يصيبك منها الا صمت حين ضيق أو غضب
لا تؤذي بكلمة و لا تجرح بنظرة و لا تفعل الا ما يريح
لا تخاطبك الا بما يطيب خاطرك و يزيل تعبك و يزيح همك
نبيلة في عطائها .. حكيمة في صمتها .. صافية في قلبها .. تعفو عن كل من ظلم
كثيرة القراءة و دائمة التسبيح
طيبة في قلبها وقليلة في قولها و صامتة في فعلها لا تكثرالكلام
لا تبالغ في استحسان و لا تبخس ما لأحد
صبوحة في وجهها .. قنوعة لا ترهق بطلب
كانت .. حميمة جداً .. دافئة جداً .. بسيطة جداً .. عفوية جداً و راقية كما الأميرات
بسيطة في ذاتها .. عظيمة مع الآخرين
كانت.. مثقفة جداً نشيطة جداً لا تكل و لا تمل
طموحة جداً قوية جداً لا تستسلم لفشل او لضيق
مؤمنة بالقدر لكنها عنيدة في المثابرة و رغبة الوصول
صمودها مدهش .. سعيها حثيث لا تعرف التقاعس او التكاسل او الاحباط
كانت أمي و كانت أختي و كانت الصديقة
لم تؤلمني بضرب او تجرحني بقول .. او تربكني بانتقاد
كانت تبعثني بروحها في كل ضعف كانسان جديد
تزكي روحي .. تنقي قلبي .. تغذي فكري و تدعم سيري حتى أكون
كانت تؤمن بنا و بمقدراتنا و كأننا اكثر العالمين ذكاء و قوة
كانت تغضب حين نكل او نمل او نركن لهم او لحزنٍ او لفشل
كانت تفعل كلما يكون لكي نكون او فقط لنبتسم ..
كانت الأم حين دعاء و الصديقة حين ضياع او هم .. أو تعب
كانت .. توقظنا في الصباح بقبلاتها و تودعنا بدعواتها و تستقبلنا بابتسامتها و ادفء الاحضان
كانت حاضرة في كل شئ .. نسألها عن كل شئ
و بهدوئها المعهود تفرش الأمان
كانت لا تعقد الأحداث او الافعال أو الأقوال .. او تكثر التذمر او الهموم .. جل همها أن لا نركن لصغائر أو لجهل أو كسل
كانت تؤمن بالرياضة و بالتجديد و بالنشاط و الابتسامة و بالصلاة و الذكر و العمل التطوعي و فعل مفيد
كانت توصيني الا اهتم لقول او لفعل فقط خوف ظن الآخرين .. كانت توصيني بما يفيد من قول او عمل و تقول لي حسبك ان الله دائماً موجود
كانت تكره الثرثرة و كثرة الكلام .. و جهل الجاهلين
و كانت انيقة جداً رغم انها لم تكن يوماً كما النساء في حب التملك و حب الثياب او الذهب
كانت تؤمن بالعلم و تؤمن بالتفرد .. و تؤمن أن قيمة الحياة فيما نحققه لذاتنا و لانسانيتنا و لمجتمع كريم
و كانت تحمل في قلبها قضية .. قولها القضية و فعلها القضية و همها القضية
و كانت القضية أن يكون الناس أكثر رقياً و أكثر عطاء و أكثر نقاء
كانت مجاملة في فعلها و في قولها و تقوم بكل واجب
تصل رحمها و تقيم صداقاتها و تكرم جيرانها و تحضر كل مراسم .. لكنها خفيفة الزيارة لا تطيل جلوساً او تكثر من حديث
وقتها منظم و و زمنها محسوب .. تحترم المواعيد و تقدر الآخرين
كانت كالملاك في ثوبها الابيض الناصع البياض و تلك الحقيبة اليدوية الأنيقة السوداء .. حتى الحذاء كان راقٍ و لامع و نظيف
أما الساعة في يدها فكانت تحكي عن دقة و التزام و .. نظام
كانت امرأة ليست كما النساء
اكثر ما ميزها طيبة في روحها و قلبها و نفسها و عطرها
وسر اجمع الناس عليه فيها
انها امرأة بسيطة جداً .. لكنها من خير نساء العالمين.
مدخل للخروج:
كتبت أماني عمر بخيت: عندما أنظر اليكم بقلبي أجدكم أنتم أبناءها جميعا، معالمها بكل التفاصيل. لو لم تكن بتلك العظمة والروح و الشخصية المتفردة والقلب الصافي الدافئ الحنون لما خطت ملامحكم بهذ العظمة. معز يحمل معالمها حنانها وبساطتها وعفويتها ونظرتها الثاقبة كأنه هي بكل عظمتها، أحمد أتعجب كيف استنسخ منها قلباً يسع الكون هدوء اتزان وذكاء خارق و عقل يأسرك بعظمته. أمل هي بكل صفاتها و كمالها.. راقية جدا مهذبة جداً مثقفة جداً أنيقة كريمة جداً واعية وحكيمة، هي باختصار شمسنا التي ندور حولها. أميمه نسخه طبق الاصل، من مبهر حنانها اعتدنا حتي اليوم ان نناديها حِنة، هي نسمه كأمي صافية نقية لا يمكن ان تسمعها تتحدث عن أحد أو (تتلوم) مع أي كائن كان
هي قمة حسن الخلق رقيقة الطبع تحمل معالم الفن حسا و طباع. أميره يا ختام المسك و خلاصة روحها.. هيبه و صبر و أخلاق الأنبياء الأصفياء وجمال قلب و روح و مقدرة علي احتواء كل البشر بطيب خاطر و رأي سديد.. (أماني عمر بخيت)..
أما أنت يا أماني فمثلها كنتين، امرأة من نور ورحيق، عذوبة سامية، واحساس بالآخرين وروعة وسحر لا يحتمل، فمن مثلك زان لنا معايم الطريق ورسمها سيمفونية من حنين؟
معز البحرين
عكس الريح
moizbakhiet@yahoo.com